نفى المستشار جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، ما تردد حول قيامه بتقديم استقالته، قائلا خلال مداخلة هاتفية على الهواء مع برنامج «الحياة اليوم»: «أقسم بالله العظيم انه منذ يوم 25 يناير حتى الآن لم يحدث أن استدعاني المجلس الأعلى للقوات المسلحة لتقديم استقالتي ولم أتوجه لمقر المجلس ولا أعلم مكانه، ولم أذهب من تلقاء نفسي إليه».
وأشار إلى انه علم بشائعة استقالته من العاملين بالجهاز المركزي للمحاسبات، متهما فلول الحزب الوطني بمحاولة تشويه صورته وخلق الشائعات حوله، حيث طالب الأقلام الصحافية بالتحقق قبل كتابة أي أخبار عنه، متسائلا: «ما الذي يدعوني لتقديم استقالتي؟». وقال «اذا كنت تسترت على المسؤولين كما اتهمت... فأين المقابل الذي حصلت عليه، أنا استشعر الحرج أن أذكر انني بعدما بلغت من العمر الـ 75 عاما وعملت قاضيا لمدة 43 عاما وترأست الجهاز المركزي للمحاسبات لمدة 12 عاما، اسكن في شقة بالإيجار بحي الدقي مساحتها 120 مترا وتطل على الجهة الخلفية من الشارع، ولا أمتلك سيارة ولا شاليها ولا وأراضي صحراوية، فإعمالا للعقل هجامل مين ومقابل ماذا». وأضاف معقبا «بعد كل هذا تأتي أقلام مأجورة دفع لها المقابل من قبل مروجي الثورة المضادة لتتهمني بالفساد والتستر عليه»، موضحا أن الدستور والقانون حددا اختصاصات الجهاز المركزي للمحاسبات وتتلخص في الرقابة على وزارات الحكومة ووحدات الرقابة المحلية وشركات القطاع العام وشركات قطاع الأعمال، الى جانب معاونة مجلس الشعب في القيام بمهامه الرقابية على السلطة التنفيذية.
وأضاف الملط ان الجهاز لا يدخل في اختصاصه متابعة ثروات المسؤولين أو إعداد تقارير الذمة المالية لهم أو لأولادهم القصر وإنما يخضع ذلك لاختصاصات جهاز الكسب غير المشروع.
وأشار الملط إلى أنه في الفترة من يوليو 2007 الى يوليو 2010 أرسل الجهاز 1000 تقرير رقابي لمؤسسة الرئاسة ولرئيس مجلس الوزراء ولرئيس مجلس الشعب ولرئيس هيئة الرقابة الإدارية، مؤكدا أن تلك التقارير لم تناقش جميعها داخل مجلس الشعب.
وقال: «التقارير التي نوقشت داخل مجلس الشعب انتهت بالعبارة الشهيرة «الانتقال إلى جدول الأعمال» مشيرا إلى تجاهل المجلس ما جاء فيها من أرقام وإحصائيات تكشف الفساد القائم، متابعا «يبدو غريبا تحميل بعض الكتاب الجهاز المركزي للمحاسبات مسؤولية جهات رقابية اخرى ويبدو غريبا تحميل الجهاز مسؤولية تقصير السلطتين التشريعية والتنفيذية في التواصل ومتابعة تقارير الجهاز».
وذكر الملط بعض الأرقام والإحصائيات عن اداء الاقتصاد المصري، قائلا «لابد ان نظهر الحقيقة لـ 85 مليون مصري».
وقرأ فقرات من بيان السنة المالية 2009/2010 وجاء فيه، أن قيمة الإهدار بين الاستخدامات والموارد الفعلية للدولة «الفرق بين المصروفات والإيرادات» 124 مليار جنيه عن عام مالي واحد.
وأضاف «كنت اشتبكت بتلك التقارير مع وزير المالية داخل مجلس الشعب، ولكن كان البعض يسب والآخر يقذف والبعض يأكل التفاح ويلعب «جيمز» اثناء مناقشة التقارير.
وأكد الملط انه تلقى مكالمات بالتهديد ليوقف كشف الفساد من خلال تقاريره مضيفا «جاءت مكالمات من مجهول قيل لي فيها بطل وإلا»، مشيرا إلى تلقي قيادات في الجهاز مكالمات مماثلة هددوا فيها بالقتل وحرق منازلهم. وقال الملط إن مجموع ما يتقاضاه بعد 12 سنة رئيسا للجهاز يعادل راتب 10 فراشين «على الرغم من أن درجته الوظيفية نائب رئيس وزراء، مضيفا أن السيارة الحكومية المخصصة له مر عليها 20 عاما».
من جانبه، أشاد د.عصام شرف رئيس مجلس الوزراء المصري، بجودت الملط في مداخلة هاتفية، قائلا «ده شرف ليا اني أكون مع الراجل العظيم ده على نفس الخط «في إشارة للملط»، مضيفا «أنت قيمة وتاج فوق رؤوسنا».
وأضاف شرف قائلا للملط بصوت مليء بالاسف «أرجوك متزعلش لأني أنت لو زعلت احنا هنقدر نكمل ازاي».
ودعا الملط في نهاية حديثه الشعب المصري للعمل بكل طاقته للنهوض بالاقتصاد الوطني للدولة وللتحسين من الأوضاع القائمة.