- 80 % مع عدم الإسراع في إجراء الانتخابات ومد الفترة الانتقالية إلى 2012 ووضع دستور جديد
خسر الاخوان المسلمون وحزب الوفد الليبرالي امس الاول بفارق ساحق مناظرة دعوا فيها الى عدم ارجاء العملية الانتخابية التي تعد لها مصر بعد الثورة الشعبية التي اطاحت بالرئيس حسني مبارك الشهر الماضي لكنهم اكدوا ثقتهم في ان نتيجة المناظرة لن تتكرر في صناديق الاقتراع.
وفي أول حلقة تنظم في القاهرة لبرنامج «مناظرات الدوحة» التابع لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع صوت جمهور الحضور بأغلبية تجاوزت 80% لصالح عدم الاسراع باجراء الانتخابات بعد الثورة التي ادت الى تنحي مبارك عن السلطة في 11 فبراير الماضي وتكليفه الجيش بادارة شؤون البلاد.
عقدت المناظرة في الجامعة الأميركية بالقاهرة على بعد خطوات من ميدان التحرير الذي كان بؤرة الاحتجاجات اثناء الثورة المصرية.
وناقش الحضور فكرة ان «على مصر ارجاء الانتخابات من اجل الديموقراطية». ونجحت الناشطة النسائية مروى شرف الدين والنشط المؤيد للديموقراطية شهير جورج اللذان تحدثا دفاعا عن الفكرة في انتزاع التصفيق اكثر من مرة من الحضور الذي ضم بعضا من شباب الثورة المصرية بالاضافة الى مثقفين واعلاميين وسياسيين. ودعت مروى شرف الدين الى مد الفترة الانتقالية الى 2012 بما يسمح بوضع دستور جديد وارساء حقوق الانسان وحكم القانون وضمان تشكيل حكومة تمثيلية. واعتبرت ان اتخاذ هذه الخطوات يعني اقامة البنية الاساسية للديموقراطية.
واشارت الى اهمية تحقيق المصالحة بين الشرطة والشعب بدلا من ان «يلتقي الاثنان فجأة عند صناديق الاقتراع». وحذرت من ان التعجيل بالانتخابات يعني اجراءها في اجواء عدم استقرار واتاحة الفرصة لممارسة البلطجة ضد الناخبين.
وقال جورج ـ وهو عضو فاعل في مجموعات مناصرة للديموقراطية من بينها الجمعية الوطنية للتغيير وحركة كفاي ـ ان الفترة المتاحة للاعداد للانتخابات قصيرة «والدستور الحالي غير ديموقراطي فكيف نطلب من الشعب التصويت تحت دستور غير ديموقراطي».
وعلى الجانب الاخر قال عصام العريان المتحدث باسم الاخوان المسلمين ان الانتخابات ستكون فرصة حقيقية لتعزيز وجود الاحزاب الجديدة باعتبار ان الاحزاب تبني نفسها في الشارع ومن خلال الحملات الانتخابية.
وردا على المجادلات بأن جماعة الاخوان المسلمين تريد التعجيل بالانتخابات لأن فرصتها ستكون اكبر بالنظر الى انها جماعة منظمة بالمقارنة بالقوى السياسية الجديدة استبعد العريان ان تكون الحركات والقوى السياسية التي شاركت في الثورة المصرية غير جاهزة للانتخابات وقال انها ليست حركات وقوى جديدة بل انها تعمل منذ ثلاث سنوات على الاقل.
وقال ان العملية الانتقالية في مصر يمكن ان تستمر بعد الانتخابات وتمتد حتى خمس سنوات. وقال شريف طاهر عضو المكتب التنفيذي لحزب الوفد -اكبر التنظيمات الليبرالية في مصر ـ ان الجيش يجب ان يعود الى الثكنات وان تقود حكومة منتخبة الفترة الانتقالية. واضاف انه لا خوف فيما يتعلق بالامن اثناء الانتخابات لأن «الشعب سيحمي صناديق الاقتراع» هذه المرة.
وقال طاهر ـ وهو خبير في الكمبيوتر تحول الى السياسة ـ ان حكومة تصريف الاعمال في مصر لن يمكنها اتخاذ قرارات قوية اثناء المرحلة الانتقالية. وفي ختام المناظرة التي ادارها تيم سيباستيان وهو مراسل سابق لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية اسفرت نتيجة التصويت بين جمهور الحاضرين عن تأييد تأجيل الانتخابات بنسبة 84.4 % في حين وافق 15.6 % على اجرائها خلال شهور.