- تراجع وجود جماعة الإخوان المسلمين في ميدان التحرير بصورة كبيرة
عشية الاستفتاء على التعديلات الدستورية المقترحة التي من المقرر إجراؤها اليوم، تجمع الآلاف من ائتلاف الثورة وشباب 25 يناير وعدد من القوى السياسية في مصر بميدان التحرير بوسط العاصمة القاهرة أمس قبل صلاة الجمعة، مطالبين بتعديل كامل للدستور واكتمال تنفيذ مطالب الثورة وبرز جليا تراجع وجود جماعة الإخوان المسلمين في الميدان بصورة كبيرة وإن ظهرت أعداد قليلة منهم.
وأكد المتظاهرون رفض ما وصفوه «بترقيع الدستور»، مشددين على ضرورة المشاركة وعدم التراجع عن المشاركة في إبداء الرأي بالتعديلات المقترحة.
ورفع المتظاهرون أعلام مصر ورددوا الهتافات الداعمة لانجاح الثورة واستمرار السعي لتحقيق مطالبها.
وردد المتظاهرون «يسقط يسقط الدستور» و«الشعب يريد إعلان دستور جديد» و«يا شهيد نام وارتاح، نحن نكمل الكفاح» و«يا شهيد نام واتهنى، حسني في نار وأنت في جنة».
وسادت التجمع أجواء مرح على الرصيف بينما استمرت حركة السير في الميدان الذي يعتبر مهد «ثورة 25 يناير» التي أدت، تحت ضغط حشود كبيرة، إلى استقالة الرئيس حسني مبارك في 11 فبراير.
وظهرا حصل تدافع لم يتبين إذا كان مقصودا، أمام الشرطة العسكرية التي أوقفت شخصين، لكن بعد ذلك استمرت التظاهرة بينما بدا بعض المتظاهرين يستعدون لإقامة صلاة الجمعة، وشارك في التظاهرة مواطنون من مختلف فئات المجتمع بين رجال ونساء وشباب وكهول.
ومن الداعين إلى التصويت بــ «لا» ابرز مرشحي الرئاسة وزير الخارجية السابق الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى والمدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الحائز على جائزة «نوبل» للسلام محمد البرادعي.
وقد اجتمع الإخوان المسلمون الذين يعتبرون ابرز حركة معارضة مع بقايا الحزب الوطني الديموقراطي الذي كان يحكم مصر برئاسة مبارك، وبالدعوة إلى التصويت بـ «نعم».
من جانبه، دعا د.جميل علام عضو رابطة العالم الإسلامي كل المواطنين للمشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، محذرا من استغلال أي فئة أو جماعة الانفراد بالرأي أو انسياق المواطنين وراء رأي واحد دون استيعابه والاقتناع بأبعاده وإيجابياته.
شهدت خطبة الجمعة التي أداها بميدان التحرير نحو 3 آلاف شخص انخفاضا ملحوظا في تعداد الموجودين قياسا على خطب الجمعة السابقة، واختلاف متطلبات هذه الجمعة التي تأتي قبيل يوم واحد من الاستفتاء على التعديلات الدستورية وسط حالة من الجدل ما بين مؤيد ومعارض لبنودها طغت آثارها على الموجودين بالميدان.
وأكد د.علام أن صوت الفرد أمانة يجب أن يؤديها مهما اختلفت الآراء، محددا معايير الاختيار منها التساؤل عن ميزات وسلبيات الاستفتاء ومعرفة آثارها المتعددة على كل المستويات وابعادها على الحياة العامة.
وأكد دور العلماء والمثقفين والخبراء في المرحلة المقبلة لتقييم المشكلات التي تمر بها البلاد حاليا وإيجاد حلول يتم تقديمها إلى القوات المسلحة. وشدد خطيب جمعة التحرير على ضرورة حرية الفكر والتعبير عن الرأي، داعيا إلى الإفراج الفوري عن معتقلي الرأي، ومعتبرا أنه أول مراحل البناء المجتمعي الحديث.
وأشاد د.جميل علام عضو رابطة العالم الإسلامي بشباب مصر الأبرار الذين ضحوا بدمائهم من أجل رفعة الوطن وإعادة بناء المجتمع المصري في ثوبه الجديد مستشهدا بأقوال الرئيس الأميركي باراك أوباما أن «شباب مصر أعطوا درسا للعالم بأجمعه في الإرادة»، كما ثمن الشيخ مظهر شاهين دور الجيش المصري في ثورة 25 يناير والذي لولاه ما كانت لتنجح، داعيا في الوقت نفسه القوات المسلحة إلى التفاعل مع الحالات الطارئة التي تمر بها مصر، وأكد على تضامن كل فئات الشعب المصري مع الإخوة في ليبيا، مطالبين إياهم بالصمود في سبيل الحق حتى يتم تحقيق مطالبهم.
وفي السياق نفسه، جدد مفتى الجمهورية د.علي جمعة دعوته للمصريين جميعا بضرورة المشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية اليوم وإبداء رأيهم بكل صدق وحرية لهذه التعديلات بما يحقق مصلحة الوطن والمواطنين. واعتبر مفتى الجمهورية ان المشاركة في إبداء الرأي على تلك التعديلات واجب على كل مواطن من أجل أن نتطلع إلى مستقبل أفضل لوطننا وأولادنا، مبينا أن لكل مواطن الحق في إبداء رأيه وفق ما يرى سواء بالإيجاب أو السلب.
وأشار د.جمعة إلى أن الفرصة مواتية الآن لاستغلال هذه اللحظة لتحقيق الإصلاحات الشاملة والحقيقية التي تساعد كل أبناء الوطن، مطالبا بأن يكون المواطن إيجابيا في العمل من أجل مستقبل وطنه والأفضل لبلده، من جهة أخرى طالب أئمة وخطباء المساجد في خطبة صلاة الجمعة المصريين بالحرص على المشاركة في إبداء الرأي على التعديلات الدستورية اليوم، وإبداء رأيهم بـ «نعم» أو «لا».