- بديع: نقبل بالنتيجة على أي حال لأنها رغبة الشعب المصري المصدر الحقيقي للسلطات
نفس ملايين المصريين أمس نسائم الديموقراطية الحقيقية واندفعوا بشكل غير مسبوق الى صناديق الاقتراع للاستفتاء بـ «نعم» أو «لا» على التعديلات الدستورية في أول اختبار للديمقراطية منذ ثورة 25 يناير.
وفي اول عملية اقتراع لا تعرف نتائجها مسبقا في التاريخ الحديث، لم يعكر «العرس» الديموقراطي اي شائبة
امنية سوى منع حشد من المواطنين المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية د.محمد البرادعي من دخول لجنة اقتراع في المقطم حين توجه للادلاء بصوته في الاستفتاء وقاموا بدفعه ورشقوا سيارته وهو يغادر المكان بالماء والحجارة ما ادى إلى تهشم زجاجها.
وفي التفاصيل وفي ظاهرة لم تشهدها مصر منذ عقود طويلة خصوصا في عهد الرئيس السابق حسني مبارك الذي تميز بارتفاع نسبة الامتناع عن المشاركة، تدفق المصريون أمس بأعداد كبيرة نساء ورجالا.. شبابا وشابات.. مسلمين ومسيحيين على مراكز الاقتراع في مختلف المحافظات المصرية للمشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية الذي يعتبر أول اختبار للديموقراطية منذ ثورة 25 يناير.
وفي مشهد غير مألوف على الحياة السياسية المصرية شهدت مراكز الاقتراع إقبالا من الناخبين وزحاما غير مسبوق على صناديق الاقتراع حيث شوهدت طوابير طويلة تقف على ابواب اللجان قبل بداية عملية التصويت، وذهبت عائلات وأسر بأكملها للإدلاء بأصواتها والمشاركة في الاستفتاء، وقد شوهد العديد منهم يسيرون في جماعات، ودعي قرابة 45 مليون مصري لهم حق الانتخاب للتصويت بـ «نعم» او «لا» على تعديلات دستورية في هذا الاستفتاء الذي انتج الجدل حوله استقطابا حادا بين جماعة الإخوان المسلمين وحزب مبارك «الحزب الوطني» اللذين يدعمان التعديلات، وبين القوى السياسية الأخرى وخصوصا «ائتلاف شباب الثورة» الذي فجر في الـ 25 من يناير الماضي انتفاضة انتهت بالإطاحة بالرئيس السابق في 11 فبراير.كما دعا المرشحان البارزان للرئاسة، الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى والمدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة النووية محمد البرادعي، الى التصويت بـ «لا».
وأشاد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، احد ابرز مرشحي الرئاسة مع المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة النووية محمد البرادعي، بارتفاع نسبة المشاركة.
وقال بعد الإدلاء بصوته «انني سعيد برؤية هذا العدد الكبير من الناس في مكاتب الاقتراع».
وانتشر اكثر من 30 الف عسكري اضافة الى عناصر الشرطة لضمان الأمن في محيط مراكز الاقتراع.
وتتعلق ابرز التعديلات بعدد المدد الرئاسية التي حددت باثنتين من 4 سنوات بدلا من عدد غير محدد حاليا تبلغ المدة فيه 6 سنوات.
وخففت القيود التي كانت مفروضة على الترشح لانتخابات الرئاسة والتي كانت تمنع عمليا اي مرشح من خارج الحزب الحاكم من ترشيح نفسه.
وتنص التعديلات على اعادة الإشراف القضائي على العملية الانتخابية للحؤول دون تزويرها على نطاق واسع كما كانت تتسم به الانتخابات في عهد مبارك.
غير ان التعديل يمنع من الترشح للرئاسة كل من يحمل جنسيتين هو او احد والديه او من المتزوج من أجنبية (او اجنبي اذا كانت مرشحة).ولا تشمل التعديلات المادة الثانية من الدستور التي تنص على ان «الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسي للتشريع» والتي يطالب الاقباط بإلغائها.
من جانبها، أكدت جماعة الإخوان المسلمين أنها ستقبل نتيجة الاستفتاء على أى حال، وستنزل على رغبة الشعب المصري، لأنه المصدر الحقيقي للسلطات.
ورفض د. محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين- أثناء مشاركته في الاستفتاء، الإعلان عما إذا كان قد صوت بـ «نعم» أو «لا»، مطالبا الشعب بالذهاب إلى صناديق الاستفتاء، والمشاركة في هذا الواجب الوطني، وحماية ثورة مصر حتى تتحقق كل مطالبها.الى ذلك، منع حشد من الإسلاميين والسلفيين المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي من دخول لجنة اقتراع في القاهرة حين توجه للإدلاء بصوته في الاستفتاء على تعديلات دستورية وقاموا بدفعه ورشقوا سيارته وهو يغادر المكان بالحجارة ما أدى لتهشم زجاجها.وهتف حشد من الإسلاميين في وجه البرادعي الذي أعلن أنه سيرشح نفسه لمنصب رئيس الدولة «مش عايزينك.. مش عايزينك انت عميل لأميركا».
وقالت مراسلة «رويترز» ان البرادعي وقف في طابور الناخبين لكنه تعرض للدفع بعيدا عن الطابور ثم ألقيت الحجارة على سيارته وهو يغادر المكان.
من أجواء الاستفتاء
موسى يلتزم بالطابور
آثر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عند إدلائه بصوته في الاستفتاء على التعديلات الدستورية أمام لجنة مدرسة قصر الدوبارة بقصر العيني الالتزام بالنظام والوقوف في الطابور أمام اللجنة مثله مثل كل المواطنين.
وعندما لاحظ الناخبون وجود عمرو موسى بينهم قاموا بتحيته بحرارة شديدة، ودفعوه إلى مقدمة الصف للإدلاء بصوته دون انتظار، تقديرا لدوره وشخصه في خدمة القضايا العربية.
3 مرشحين لرئاسة الجمهورية قالوا «لا»
عمرو موسى أكد انه يجب على الجميع تقبل نتيجة الاستفتاء سواء كانت نعم أو لا حتى وإن كنا نعارض هذه التعديلات الدستورية منذ البداية.
أيمن نور مؤسس حزب الغد الذي أدلى بصوته في لجنة «الفنون» بالزمالك.
المستشار هشام البسطويسي نائب رئيس محكمة النقض الذي أدلى بصوته في الاستفتاء بلجنة رفاعة الطهطاوي في مدينة نصر، وكان البسطويسي قد أعلن رفضه للتعديلات الدستورية أثناء المؤتمر الشعبي الذي عقده في قرية العمار بالقليوبية مساء أمس الجمعة الذي اعلن فيه رسميا ترشحه على منصب رئيس الجمهورية في الانتخابات المقبلة.
الجمل وثقة المصريين في الشفافية
أكد د. يحيى الجمل، نائب رئيس الوزراء، أن الإقبال الكثيف من المصريين للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على التعديلات الدستورية يعكس ثقتهم في شفافية النتائج وأنها ستكون معبرة عن إرادة الأغلبية بالموافقة أو الرفض.
وقال الجمل عقب إدلائه بصوته، «إنني أشعر بسعادة بالغة وأنا أرى تلك الحشود تقف في طوابير انتظارا للإدلاء بأصواتهم، وهو ما يعني أن ثورة 25 يناير غيرت كثيرا في سلوكهم».
رئيس الوزراء يعتذر ويدلى بصوته بالدقي
أدلى د.عصام شرف رئيس مجلس الوزراء بصوته في الاستفتاء على التعديلات الدستورية في مدرسة جمال عبدالناصر بالدقي.
وقدم رئيس الوزراء اعتذاره للمواطنين الواقفين في اللجنة لعدم وقوفه في الطابور لان لديه ارتباطا جعله لا يقف في الطابور.
انتهاكات رصدها التحالف المصري لمراقبة الانتخابات
أصدر التحالف المصري لمراقبة الانتخابات بيانا خاصا بمراقبة التحالف للاستفتاء على التعديلات الدستورية.
ورصد التحالف عدة مخالفات شهدها الاستفتاء تتمثل في إغلاق اللجان أمام الناخبين بمدرسة التجارة بنجع حمادي بمحافظة قنا، وأغلبية الاستمارات دون أختام، والتأخر في فتح بعض لجان الاستفتاء عن الموعد المقرر، وعدم وجود ستائر ولا أقفال على الصناديق في أغلبية اللجان وقيام جماعة الإخوان المسلمين بحث الناخبين بالاستفتاء بنعم للتعديلات في بعض اللجان وعدم استخدام الحبر الفسفوري وسهولة إزالته من بعض اللجان، وعدم وجود قضاة في بعض اللجان.
احذر القلم الصيني «المضروب»
حذر مستخدمو الشبكة الاجتماعية «فيس بوك» من استخدام الأقلام الصينية المضروبة وارسلوا برسائل تحذر من استخدام تلك النوعية من الأقلام بسبب امكانية إزالة آثار «الحبر» بعد عدد معين من الساعات.