منذ سنوات لم ينف رجل الأعمال حسن راتب، صاحب فضائية «المحور» انتماءه للنظام المصري القديم ووصل الأمر به للتحريض ضد الثورة وشبابها في برنامجه الملاكي «48 ساعة» والذي سخره لتشويه ثورة 25 يناير وقياداتها، حيث خرج مطالبا بوقف المظاهرات المنادية بسقوط النظام بأي ثمن وأي طريقة.
وبعد نجاح الثورة لم يتورع راتب في التضحية حسبما يؤكد موقع «محيط» ببرنامجه «48 ساعة» من أجل عيون الثورة التي تحولت قصائده نحوها، ليتحول الى البرنامج الأكثر شهرة بالمحطة وهو «90 دقيقة»، محاولا استخدامه للعب نفس الدور السابق من خلاله، ولكن مذيع البرنامج معتز الدمرداش ورئيس التحرير سامي عبدالراضي وقفا له بالمرصاد رافضين أي تدخل منه في سياسة البرنامج على الإطلاق.
وعندما وجد راتب انه لن يستطيع الوقوف أمامهما، بدأ يمارس عليهما سياسة «التطفيش» عن طريق اختلاق مشاكل غير حقيقية لمعتز الدمرداش وأسرة البرنامج كان آخرها أزمة حوار عبود الزمر الذي دارت الشائعات حول أنه السبب في رحيل مذيع البرنامج ورئيس تحريره عن المحطة بعد 6 سنوات. ولكن الحقيقة أن الزمر ليس سبب الخلاف بين الطرفين وأن صديقا مقربا من مالك القناة وراء الأزمة حيث أشارت المصادر إلى أن الخلافات بدأت منذ فترات طويلة لأن معتز الدمرداش لا يجامل أحدا في العمل ويلتزم المهنية والحياد وكان يحصل على إجازة من القناة وقت عرضها السنوي لمؤتمر الحزب الوطني وكان يرفض المشاركة في مثل هذه المؤتمرات عكس برنامجه الملاكي «48 ساعة» الذي كان يذهب مقدماه إلى المؤتمر ويهرولان خلف قيادات النظام البائد.
وشرحت المصادر حقيقة حوار عبود الزمر وقالت: إن فريق العمل في البرنامج لم يطلب من معتز إجراء الحوار لأن معتز منذ بداية البرنامج لا يجري حوارات خارج الاستديو منذ أغسطس 2006 وحتى الأسبوع الماضي.
وأوضحت المصادر أن حوار عبود الزمر قام به محمد صلاح الزهار يوم الاثنين الماضي الموافق 13 مارس الجاري وعلى علم من القناة كاملة، فالأجهزة والكاميرات والمونتاج تمت بالقناة ولم يكن الحوار عملا سريا، وأخبر فريق العمل يحيى ممتاز مدير قناة «المحور» بالحوار وطلب منه أنه يعرض الحوار في الجزء الأول من البرنامج ووافق عليه، وأضافت المصادر أن د.علي السمان حل ضيفا على البرنامج في ذلك اليوم وأنه نظرا لعطل فني تأخر ظهوره وفضل الانصراف واشتكى بفاكس رسمي لصديقه المقرب حسن راتب من سوء المعاملة وأن العاملين في القناة قبلوا رأس د.السمان بسبب التأخير لكنه فضل عدم الظهور في البرنامج.
وقالت المصادر: إن الدمرداش لا علاقة له من قريب أو بعيد باستضافة الزمر وفوجئ باتصال هاتفي من حسن راتب يطلب منه عدم الظهور في اليوم التالي للأزمة إلا بعد مقابلته، وهو الأمر الذي رفضه الدمرداش وأرسل إنذارا على يد محضر إلى القناة يطالب بفسخ عقده لإخلال القناة ببنوده وذلك بعد أن حصل على قرار رسمي بمنعه من الظهور.
من جانبه أكد سامي عبدالراضي رئيس تحرير برنامج «90 دقيقة» استمرار المفاوضات مع إدارة المحطة لعودة معتز الدمرداش مرة أخرى، مشيرا إلى أنه حدث سوء تفاهم بين الجانبين وأنه قام بشرح حقيقة الموضوع لرئيس القناة حسن راتب في لقاء استمر ما يزيد على ساعة ونصف الساعة.
وأضاف عبدالراضي أنه أبلغ راتب اعتذاره عن البرنامج هو الآخر في حال عدم عودة الدمرداش، لأن بينهما «كيميا» من خلال الفترة الطويلة التي عملا فيها معا على حد قوله.
وأشار رئيس تحرير البرنامج إلى أنه أقترح على راتب عقد اجتماع ثلاثي يضمه مع معتز وعمر الفقي مدير وكالة «أد لاين» الوكيل الإعلاني للقناة من أجل حل الخلاف، وأن راتب اشترط وجوده في الاجتماع، ولكن ظروف سفر الفقي خارج مصر هي التي حالت دون اجتماع الطرفين معا.