تناقل المصريون عن مصادر صحافية خبرا عن نية الرئيس المخلوع حسني مبارك إلقاء خطاب اعتذار عن نفسه وعن أسرته خاصة حرمه سوزان ثابت عما يكون قد بدر منه من إساءة للشعب المصري بسبب سوء تصرف ناجم عن نصيحة بعض مستشاريه، أو معلومات خاطئة تم رفعها إليه. وأشارت المصادر إلى أنه من المتوقع أن يشمل الخطاب إبداء الرئيس السابق وزوجته الرغبة الأكيدة في التنازل عن كل ممتلكاتهما لصالح الشعب المصري، والرغبة في أن يتذكر هذا الشعب «أن مبارك كان يوما جنديا محاربا في صفوف القوات المسلحة للدفاع عن الوطن، وأنه لم يكن يسعى أو يتوقع منصب الرئاسة وأنه سعى قدر استطاعته إلى تحمل أعباء هذا المنصب كما سعت زوجته إلى الإسهام في الأعمال الخيرية برغبة منها في خدمة المواطنين المصريين».
ولم تترك تلك الأنباء في نفس المصريين سوى الغضب والاستنكار والرفض الممزوج بالسخرية كعادة المصريين في توظيف سلاح السخرية في انتقاداتهم لمواقف وأوضاع لا ترضيهم، واندفعت التعليقات الساخرة والرافضة لهذا الخطاب المزعوم على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي وراح المصريون يتخيلون بعض الفقرات من هذا الخطاب تارة، ويرفضونه ساخرين منه تارة أخرى.
واقتبس عدد كبير منهم بعض الأبيات من قصيدة «لا تصالح» للشاعر الكبير أمل دنقل لتكون ردا له على الخطاب، كما أجمع عدد كبير منهم أنه مع محاكمة مبارك وعائلته واسترداد أموال مصر المنهوبة، مؤكدين أن أي اعتذار لن يعيد شهداء الثورة للحياة من جديد لأن هذا هو الشرط الوحيد الذي من شأنه أن يجعل اعتذاره مقبولا، في إشارة تعجيزية لمبارك وتعبيرا عن رفضهم لاعتذاره.
كما اعتبر البعض ما وصفوه بالتباطؤ والتأخير في إجراءات نقل مبارك وزوجته إلى السجن حتى الآن لأسباب صحية مؤشرا على عدم النية في محاكمته وتمهيدا للعفو عنه، وهو ما أثار غضب الكثيرين بعد سماعهم الأنباء حول طلب مبارك للعفو والاعتذار، ومن أبرز تعليقاتهم التي حاولوا من خلالها تخيل محتوى خطاب الاعتذار ما يلي:
ـ أيها الإخوة والأخوات.. إنه ليحز في نفسي تحيركم في اختيار مرشحكم للرئاسة وآسف على ترككم في هذا المأزق لذا سأعود لكم من جديد لاختار لكم.
ـ مبارك: أنا كنت جزءا من النظام لما كنت مطلع عينكم.. مصر بتتغير وأنا كمان.
ـ أيها الإخوة المواطنون، لقد قتلت واتقتلت من أجل هذا البلد، فعادي يعني أموت كام شاب كده ما أنا خبرة بقى.
ـ أيها الإخوة المواطنون انتوا فهمتوني غلط، أنا كنت بحوش لكم فلوسكم لأنكم شعب مسرف، مسرف، وأديكم هتاخدوها كلها، عاوزين إيه تاني، بقى سيبوني أربي العيلين اللي حيلتي.
ـ يحز في نفسي ما ألاقيه من شهداء بني وطني اللي ميتعدوش.
ـ أيها المواطن إن حياتي أنا وأبنائي وزوجتي كانت «من أجلك أنت».
ـ شعبي الحبيب المهاود، ادوني فرصة أصلح اللي عملته في 30 سنة فاتت في الـ 30 سنة اللي جاية.
كما أتت تعليقاتهم رافضة لمبدأ الاعتذار إلا أنها لم تخل في مجملها من خفة الدم المصرية المعتادة ومن أبرزها:
ـ لا تصالح.. لا أسف ينفع ولا فلوس تشفع.
ـ احنا نقتل جمال ونحرق علاء ونسحل سوزان ونغرق أحفادك في عبارة، ونعتذر لك لو قبلت اعتذارنا هنقبل اعتذارك.
ـ أنا شخصيا هاقبل اعتذارك بس انت تنزل ميدان مصطفى محمود وتلم الناس حواليك وتقول: أنا آسف يا شعب.. وسيب الشعب «يتسامح معاك» بطريقته بقى.
ـ مصيبة لتكون طالع تعملنا إعلان «مصر بتتغير وأنا كمان» يا بعيد.
ـ في انتظار عرض الفيلم الرومانسي خدوا فلوسي وسيبوا لي سوزي.
ـ خطاب اعتذار.. ده قمة الاستخفاف بالشعب وثورته أتاريهم عمالين كل شوية يأجلوا نقله هو ومراته للسجن، بيمهدوا للعفو عنه.. كدة بقى مش هيكفينا مليونية دي هتبقى ثورة تانية.. أنا نازل يوم 27 مايو.
ـ هرفع قضية على أي قناة تليفزيونية لو ذاعت أي حديث مع قاتلي أبناء هذا الوطن، المفروض إنه محبوس، إزاي يدلى بأحاديث زى ده ولا ده حبس شكلي وصوري وبيضحك علينا؟
ـ أنا ممكن أقبل اعتذار مبارك في حالة واحدة بس.. لو رجع لنا الشهداء أحياء.
ـ مبارك هيسجل رقم قياسي في تاريخ رئيس مخلوع بيعمل خطابات بعد ما يتخلع.
ـ فيلم اعتذار مبارك دا لو كمل هيبقى أكبر مقلب شربوا الشعب المصري في تاريخه وهنبقى الشعب اللي اشترى التروماي.
ـ لا تصالح ولو منحوك الذهب أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى..؟ هي أشياء لا تشترى.
ـ لو مبارك يعرف تأثير خطاباته على تحديد النسل مكنش بطل خطابات وهو رئيس.