تونس ـ وكالات: لم تعد الثورتان الشعبيتان اللتان اندلعتا في مصر وتونس سببا في حرمان الحكام من البقاء في كراسيهم فحسب، بل صارت مأزقا صعبا أمام إسرائيل والطوائف اليهودية بسبب الرفض الشعبي في الدولتين لتوافد اليهود وإقامة احتفالاتهم الدينية. واضطرت الطائفة اليهودية في تونس إلى إلغاء الاحتفالات السنوية لها التي كان يفترض أن تبدأ أمس الثلاثاء في كنيس «الغريبة» الذي يعتبر من أقدم المعابد اليهودية في منطقة شمال أفريقيا بسبب الأوضاع الأمنية.
في الوقت نفسه، يواجه مولد «أبو حصيرة» في مصر الذي يقام في قرية ديمتوه بمحافظة البحيرة شمال القاهرة أزمة بسبب تنظيم طلاب من جامعة دمنهور وائتلاف شباب الثورة مسيرة إلى ضريح أبو حصيرة للتضامن مع الانتفاضة الفلسطينية الثالثة ورفض إقامة هذا الاحتفال.
وأحرق الطلبة العلم الإسرائيلي كما حملوا لافتة تقول «فوق أرضي لن تمروا، ممنوع دخول الصهاينة»، في إشارة إلى الزيارات المتكررة التي يقوم بها سياح إسرائيليون كل عام إلى ضريح أبو حصيرة. وردد الطلاب الهتافات التي تندد بالاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وتدعو إلى وقف المجازر بقطاع غزة وتوحيد كلمة الدول العربية لاستعادة الأراضي العربية المحتلة ووقف مختلف أشكال التطبيع مع إسرائيل كوقف تصدير الغاز وطرد سفيرها من مصر. وقد طوقت مداخل القرية بكردونات أمنية وسيارات أمن مركزي بمشاركة رجال القوات المسلحة، لمنع دخول المتظاهرين الرافضين وجود قبر أبو حصيرة المزعوم في مدينة دمنهور. وتمكنت قوات الشرطة والجيش من إحباط المحاولة وأحاطت الضريح بطوق أمني محكم كما أقامت حاجرا أمنيا عند كوبري أبو الريش المؤدي إلى الضريح. وكانت الطائفة اليهودية في جزيرة جربة التونسية، قد قررت إلغاء الاحتفالات التي تقام سنويا في «الغريبة» أقدم كنيس يهودي في افريقيا، لأول مرة منذ 20 سنة، نتيجة «غياب الزوار هذا العام على خلفية الأوضاع الأمنية غير المستقرة في البلاد». حيث أعلن بيريز الطرابلسي رئيس «كنيس الغريبة» اليهودي والطائفة اليهودية في جزيرة جربة التونسية إلغاء الاحتفالات التي تقام بسبب «غياب الزوار»، مشيرا إلى أنها المرة الأولى «منذ أكثر من عشرين عاما» التي تلغى فيها هذه الفعالية.