- الكويت نموذج لممارسة العديد من الجنسيات لشعائرهم الدينية بحرية
- انتخاب شيخ الأزهر عن طريق هيئة كبار العلماء.. والشرط الأول أن يكون من أكابر العلماء المسلمين
- «بيت العائلة» يضم كبار العلماء من الإسلاميين والمسيحيين لحماية مصر من الفتن
القاهرة ـ هناء السيد
يعد د.محمود عزب مستشار شيخ الأزهر للحوار وأستاذ الحضارة الإسلامية بجامعة السوربون بفرنسا هو أحد علماء الأزهر الشريف الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية نشر رسالة وسطية الإسلام وفي ظل الظروف التي تموج بعالمنا العربي والإسلامي كانت للدكتور محمود عزب بصمات لها اكبر الأثر في درء الفتن من خلال الحوار وإنشاء بيت العائلة «الذي يضم كبار العلماء من الديانة الاسلامية والمسيحية» الذي لعب دورا مهما في الآونة الاخيرة لحماية مصر من الفتن، ويرى عزب ان الكويت تعد نموذجا للدول التي يعيش فيها العديد من الجنسيات ويمارسون شعائرهم الدينية بحرية ولكنه يرفض الصدام والتطاول على الصحابة والسلف الصالح، مؤكدا ان الكويت من الدول التي تطبق الوسطية في الإسلام ولديها مركز عالمي للوسطية، مشيرا الى حواراته مع عدد من علماء الكويت خلال المؤتمرات والندوات وعلى الرغم من ان د.محمود عاش في فرنسا منذ أكثر من 40 عاما حتى أصبح أحد أركان العمل الإسلامي في الغرب بشكل عام وفرنسا بشكل خاص، الا انه ترك كل هذا ليعود إلى الأزهر ليحقق حلمه بمساعدة شيخ الأزهر في إنشاء مركز عالمي للحوار بالأزهر، وأكد عزب أن المركز العالمي للحوار بالأزهر سيدير عملية الحوار مع الآخر ويقبل الحوار مع الجميع بمن فيهم اليهود، أما الصهاينة والإسرائيليون فلا حوار معهم وهم يمثلون خطا أحمر لأنهم قتلة ومحتلون للاراضي الفلسطينية، ويرى د.عزب ان الأزهر الجديد منذ تولى الشيخ احمد الطيب له توجهات جديدة من اجل تطويره لان الأزهر في الثلاثين عاما الماضية اصابه كثير مما أصاب مصر فهو شقيق القاهرة التوأم فهو مصري لكنه عالمي ولا توجد مؤسسة في مصر ولا في العالم لها ما للأزهر الذي بدأ مصريا واستمر عالميا يصيبه بعض ما يصيب مصر لكنه مؤسسة للعلم والفقه والحضارة الاسلامية والتفسير والقرآن، وبدأت ثورة إصلاح مشيخة الأزهر قبل ثورة 25 يناير وجاءت ثورة يناير لتتغير مصر كلها والأزهر يبارك الثورة ويكملها ونتحاور مع الشباب ونقدم لهم محاضرات بمشيخة الأزهر ومسجد السلطان حسن، الشباب يملكون الشجاعة والمستقبل، والازهر يملك الحكمة التي يحتاج اليها الشباب، وذكر د.عزب ان إصلاح الأزهر شمل حتى القوانين فهناك قانون 103 لعام 61 وهو المنظم للأزهر وشؤونه، ويعيد شيخ الأزهر وعدد من القانونيين دراسة هذه اللائحة القديمة لإعادة تشكيل هيئة كبار العلماء التي انشئت عام 52 من كبار العلماء الأزهريين وهي التي ستنتخب شيخ الأزهر والشرط الاول في شيخ الأزهر ان يكون من أكابر العلماء المسلمين الذين يجمعون بين الأصالة في عراقة التراث والحداثة غير المخلة للارتقاء بالمجتمعات الاسلامية لذلك لابد ان ينتخبه كبار العلماء وادعو ايضا العالم خاصة الاسلامي ان يضع الأزهر في مكانته الأكاديمية العلمية العملاقة التي تحمل شرف مصر والعالم الاسلامي.
وردا على سؤال: هل غياب دور الأزهر أفرز لنا تلك التيارات الدينية؟
٭ ان الأزهر لم يغب بل غيب وهناك اياد خفية وراء تغييب دور الأزهر الشريف من الداخل والخارج، موضحا ان العالم يصيبه منذ عدة عقود عدد من المشاكل منها التطرف والإرهاب والصراعات الداخلية والخارجية، ومصر في اول القرن كانت ملتقى ثقافات تأتي اليها من «اليونان ـ والأرمن ـ وايطاليا وكذلك المضطهدون في بلادهم ومن الشرق سورية ولبنان وغيرهما فتحت مصر ابوابها واحتضنت كل الثقافات والجنسيات ومن ثم كانت بلدا جاذبا، ومن نصف قرن أصبحت مصر بلدا طاردا، إذن رسالة الأزهر اريد تغييبها ومن مصلحة اي قوى لا تحب مصر ان تغيب دور الأزهر الذي يمثل البعد العالمي لمصر.
مصر بلد الأزهر
ويؤكد د.عزب ان الأزهر له دور تنويري تعليمي اكاديمي ثقافي وحماية التراث ونشر وسطية الإسلام وليس له دور تنفيذي.
وعن تغيير الخطاب الديني؟
٭ للأزهر دور في تخريج الأئمة والدعاة من خلال كليات اصول الدين والدعوة والشريعة والقانون هذه هي مصادر الخطاب الديني ولكن نشأت زوايا ومساجد وفتحت مصر ابوابها لأساليب في الخطاب الديني لا تليق بمصر، وشدد عزب على ان الأزهر يعترف بالتعددية والاختلاف الذي ورد في القرآن الكريم (ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولايزالون مختلفين) هذا شرع الله، واشار الى ان الأزهر يؤمن بكل المذاهب «الشيعة والزيدية والوهابية والايباضية» بكل المذاهب ولكن لا يعطي الحق لمذهب واحد ليقول هو وحده الصحيح، ويؤكد عزب ان الإسلام منذ عصور ازدهاره وحتى وقت قريب كانت هناك مذاهب متعددة، واختلاف الأئمة رحمة واختلاف مدارس التفسير اغناء للمجتمعات الاسلامية والأغلبية كانت على المذهب الصحيح «السنية الوسطية» ولابد ان نؤمن ايضا بنسبية العلم والمعرفة ولابد ان نؤمن بالآخر فهناك فرق بين التنوع والصدام والخلاف والاختلاف، التنوع فيه اغناء ولكن الخلاف والصدام وفرض الرأي تحدث الفرقة والآن نحن في مرحلة هذا الخلافات والصدامات التي تضعف الإسلام وتشوه صورته. نجد الوهابية في جزيرة العرب ضد الأضرحة وفي مصر اضرحة الأولياء لا نهدمها وليس فيها شبه شرك بالله ولكن من لا يريد الصلاة في مسجد فيه ضريح فله حرية ذلك ويترك من يريد ان يصلي بحريته، فالمسلمون الفاتحون الأوائل عندما فتحوا مصر لم يهدموا المعابد الفرعونية مما يدل على عظمة الإسلام ولا اريد ان اسمي سلفي او غيره ولكن من يعتدي على ضريح او غيره نرفضه تماما وكل ما يمت للنبي محمد صلى الله عليه وسلم أحبه واحترمه ولا أعبده.
كيف ترى تيار الإخوان المسلمين؟
٭ هو تيار نشأ عام 1927 بالإسماعيلية على يد الإمام حسن البنا وكان للإخوان الأوائل دور كبير في العلم والتوعية وتحرير مصر ومع تطور وخلط الاوراق قد لا يروق لنا بعض آرائهم وكذلك السلفيون ممن رسخوا للأمة «اصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم» والعلماء والفقهاء، ومن حق اي انسان ان يكون سلفيا واتباع مذهب الإمام مالك وابن حنبل والإمام بن تيمية فالعلماء تعلموا بعضهم من بعض كالإمام ابوحنيفة النعمان والإمام زيد بن على «الزيدية» والإمام جعفر الصادق احد ائمة الشيعة وكان بينهم اختلاف في الآراء وليس خلافا.
ما حدث في مصر مؤخرا وحرق الكنيسة، فمن يحرق دور عبادة اي كانت فهي جريمة لا يقبلها الإسلام وكانت حادثة هدم كنيسة «صول» تعد اول مرة في تاريخ الإسلام والمسلمين وهي إساءة للإسلام وان الرسول صلى الله عليه وسلم مؤسس الإسلام الاول كان يتعامل مع اليهود والنصارى وغيرهم وبعده سيدنا ابو بكر وعمر رضي الله عنهما، فهناك فوضى في الخطاب الديني منذ اكثر من 30 عاما فتحنا أبوابا خلفية للدعاة لينشروا ويروجوا لأفكار أدت للتدهور وسببت الضرر للإسلام والمسلمين وتمر الأديان بفوضى وتطرف وخطاب ديني غير واع يسبب حالات الاحتقان والفوضى والصدام التي نراها الآن وعلينا تصحيح انفسنا أولا و«بيت العائلة» يرفض شق الصفوف المصرية ويرسل توصيات حاسمة للجهات المسؤولة بالدولة المجلس العسكري المصري ومجلس الوزراء بانه لابد ان يطبق القانون على كل من يلعب بسفينة الوطن سواء كان مسلما او مسيحيا وان ما حدث في امبابة هو جريمة ارهابية وليس فتنة.
هل تلعب مبادرة «بيت العائلة» دورا في تلك الأحداث؟
٭ ان مبادرة «بيت العائلة» تم إطلاقها قبل الثورة بعدة أيام وتضم عددا من العلماء أصحاب الفكر المستنير من الأزهر والكنيسة برئاسة شيخ الازهر د.احمد الطيب والأمين العام وزير الأوقاف السابق د.حمدي زقزوق وعلماء من الدين المسيحي من القساوسة المشهود لهم بالاعتدال في الفكر. والغرض من بيت العائلة مواجهة الفتن والاحتقان الديني وبالفعل كان لبيت العائلة دور في احداث اطفيح بالجيزة وهدم الكنيسة وكذلك في حرق كنيسة امبابة وكانت هناك لجنة مشتركة قامت بزيارة موقع الحادث وأعدت تقارير ورفعتها للجهات المسؤولة في مصر.
وماذا عن الدول التي تصدر لنا الإرهاب والتطرف في ثوب الدين؟
٭ نرفض كل التيارات التي تأتينا من الخارج، ومصر ليس لأي دولة وصاية عليها وترحب بكل من يحمل لها النوايا الطيبة، مصر بلد رائد وسمحت للبعض بتصدير اشكال متعددة من الأفكار والأزياء التي لا تسير مع طبيعة مصر وهناك جهات لا تحب مصر وضعف مصر من الداخل سيتيح لتلك الجهات ان تؤثر فيها، وقد ظهر على الساحة الإسلامية خلال الأعوام الأخيرة جيل من الدعاة يهتم بالمظهر ويبتعد كثيرا عن جوهر الإسلام.
وكيف تنظر إلى هذه الظاهرة؟
٭ هؤلاء الدعاة حولوا الدعوة الإسلامية إلى تجارة، ووسيلة لتحقيق مكاسب مادية مهملين الجوانب الأصولية في الفكر الإسلامي المستقيم المبتعد عن المظاهر، فهم يركزون على الأثر المظهري دون التطرق إلى تعليم العقول، ما أدى إلى سهولة استقطاب الشباب للعقائد الشاذة وأفكار جماعات عبدة الشيطان والإيموز، فتم تغييب الدعاة الفاعلين عن عمد في وسائل الإعلام والفضائيات وتم إبراز هؤلاء الذين يحصرون الإسلام في مظاهر لا تغني ولاتسمن من جوع، والعالم اليوم خاصة الغرب ينتظر من المسلمين تقديم فكر تاريخي بصورة واقعية، ولكن للأسف البضاعة تأتيهم رديئة في صورة دعاة وأئمة لا يعرفون أصول ومناهج الإسلام الحديثة، فقط يتحدثون عن إسلام العصور الوسطى وكأن الإسلام لا يتفاعل مع التطورات الحديثة في العصر الراهن.
كيف تنظر إلى الحظر الفرنسي للنقاب؟
٭ أزمة النقاب في فرنسا قضية هامشية، وللأسف الشديد شغلوا بها وتركوا قضيتهم الأساسية التي تؤصل حقهم في المشاركة السياسية الفاعلة المبنية على حقوق المواطنة الحقيقية، كل هذا يؤدي إلى النظرة السلبية للإسلام من قبل الغرب كانعكاس لسلوك المسلمين.
وقضية النقاب في عمومها مختلف عليها بين العلماء المسلمين أنفسهم والرأي الغالب فيه أنه عادة وليس عبادة ومن ثم فترك المسلمة الفرنسية له أفضل.
ويجب على المجتمع المسلم في فرنسا أن يعمل على تجذير وجوده في الأراضي الفرنسية ولا يشغل نفسه بهذه القضايا الفرعية، ان العالم الإسلامي يعاني أزمة دينية شديدة أخطر ما فيها فوضى الخطاب الديني، فأكثر من 99% من الذين يتحدثون في الدين غير مؤهلين وغير دارسين، بالإضافة إلى أن عددا كبيرا من الدارسين للإسلام لا يعرفون المناهج الحديثة لفهم الإسلام وهي ليست إلغاء للفكر والتاريخ.
أنت صاحب فكر مختلف عن العلمانية فأنت من القلائل الذين يقولون انها لا تعادي الدين؟
٭ أنا لا أدافع عن العلمانية لكنني أراها ليست ضد الإسلام وهي بيئة صالحة جدا لأن يعيش فيها الإسلام، والمشكلة أن الناس ترى أن العلمانية فصل الدين عن الحياة وهذا لا أرضاه لكنني أرى فصل الدين عن الدولة بمعنى ألا تستخدم الدولة كستار لتحقيق أغراض سياسية، وهذا دأب الحكومات الإسلامية منذ العهد الأموي، فالإمام احمد بن حنبل تم جلده وسجنه وتعذيبه لرأيه المخالف في قضية خلق القرآن، والحقيقة أن هذه القضية تم استغلالها لأغراض سياسية، والبعض منا يجهل هذه الأسباب، وهي انه رغم أن الخلافة الإسلامية كانت غنية جدا كان هناك نوع من الظلم وفقراء مسحوقون وكان ابن حنبل وليا لعامة الفقراء، والدولة خافت منه حتى لا يشعل نار الثورة على الخلافة، ومن هنا تم توظيف القضية لأغراض سياسية تحت عباءة الدين.
ما دور المركز العالمي للحوار بالأزهر؟
٭ المركز العالمي للحوار بالأزهر سيتولى عملية إدارة الحوار مع الغرب على أسس علمية وحضارية تحقق الندية والتعايش السلمي والسلام الإنساني ووضع آليات للحوار بين الأزهر ورجال الثقافات الأخرى ويكون البديل النشط والموسع للجنة حوار الأديان بالأزهر، وسيتم التركيز على القيم الإنسانية المشتركة من الحق، والعدل، والمساواة، وكرامة الإنسان، ومنع الظلم، ومحاربة الجهل والفقر والمرض، والدعوة للخير والجمال، وهذه الأسس جميعها مشتركة بين الجميع، والإسلام دعا للحوار من أجلها أما العقائد وثوابت الأديان فلا حوار حولها، وسيكون هناك تعاون مثمر بين المركز والرابطة العالمية لخريجي الأزهر حتى يمكن توظيف إمكانيات خريجي الأزهر المنتشرين في العالم لترسيخ القيم الإسلامية والإنسانية ودفع مسيرة الحوار البناء بين أتباع الأديان والثقافات الأخرى، كما أن المركز سيتحاور مع الآخر من رجال الدين المسيحي، ولا مانع من الحوار مع رجال الدين اليهودي، ولكن لن يتحاور مع الصهاينة فهذا خط أحمر في حوارنا مع الآخر، فإننا نتحاور مع الآخر أيا كان إلا الحوار مع الصهاينة الذين لا يعرفون لغة الحوار، وابتعدوا عن القيم واغتصبوا أرض الغير، واعتدوا على حرماته وهدموا القيم التي نتحاور من أجلها، والمركز لن يتحاور مع المتطرفين اليهود الذين لا يعرفون قيمة الحوار، لأن الحوار مع المتطرف غير مجد على الإطلاق سواء كان هذا المتطرف مسيحيا أو يهوديا أو حتى مسلم، والحوار هو لغة العصر الحالي ولغة المستقبل التي لا مفر منها ومن يبتعد عن لغة الحوار فلن يلحق بالركب الحضاري، لان الحوار مع الآخر أصبح «قدر» المرحلة الحالية والمقبلة، ولذلك فإن الأزهر يأخذ على عاتقه إدارة مستقبل الحوار الحضاري خلال الفترة المقبلة لتحقيق الاستقرار الإنساني.
هل سيقتصر المركز في حواره مع الآخر على الغرب؟
٭ الحوار الذي سيقوم به المركز العالمي سيكون متعدد المحاور، محور خارجي مع أتباع الأديان السماوية الأخرى، وسيكون من أجل البحث عن القواسم المشتركة، والوصول إلى السلام الإنساني المنشود انطلاقا من ثوابت وتعاليم الإسلام، ومحور داخلي ذاتي في الداخل الإسلامي مع الآخر المسلم المختلف معنا في المذهب لا العقيدة مثل الشيعة وغيرهم، ومحور رابع وهو الحوار مع الآخر المختلف معنا في الدين داخل الأوطان الإسلامية لتحقيق التعايش السلمي في العالم العربي والإسلامي، ولن يقتصر المركز في حواره مع أتباع الأديان السماوية فقط بل إنه لا مانع لدينا من الحوار مع العلمانيين وغير الدينيين لتحييدهم وقرع حججهم وعدم إثارة الفتنة في الداخل الإسلامي، ولن نسمح بحدوث الفوضوية في الحوار خاصة مع الآخر، ولن نسمح لأحد بأن يملي علينا شروطا في الحوار، وإذا لم يقم هذا الحوار على الندية والتكافؤ فلا حاجة لنا به.
نحن والغرب مسؤولون عن تنامي ظاهرة الخوف من الإسلام، يوجد سوء تفاهم متبادل سببه بعض أفعال بعض المسلمين، والغرب مسؤول أيضا عنها، وهناك موجة في العالم كله هدفها التخويف من الإسلام صنعتها أوروبا وشاركناها في ذلك، فقد صنعت أوروبا الخوف من الإسلام بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، حيث كان لابد أن يوجد الآخر المواجه لأوروبا فقيل إنه سيكون الإسلام، وذلك في الوقت الذي نشأت فيه حركات تطرف، وقالت أوروبا من وقتها: هذا هو الإسلام، وما ساعد على ذلك هو سكوت المسلمين وكأنه حقيقة، ومن بين الأسباب كذلك أن باحثي أوروبا لا يرون ما يحدث بشكل موضوعي في العالم الإسلامي، وهذا يدعمه وجود تعميم في أن الغرب كله أسود وأنه ضد الإسلام، فلا نحاول الاتصال به بشكل جيد لشرح وجهة نظرنا، كما أننا لا نمارس النقد الذاتي، وهذه حالة مرضية لابد أن نخرج منها.
ولمعالجة هذه الأزمة يجب علينا أن نفهم الآخرين بلغتهم ومنطقهم وثقافتهم حتى يفهمونا بثقافتنا ومنطقنا، وأن نفرق بين الإعلام والدولة، حيث يعيش إعلام الغرب حالة من الفوضى تجاه التعرف الحقيقي على الإسلام، بينما في الجامعات الغربية هناك نقد علمي موضوعي صحيح للإسلام والمسلمين، ويجب استغلال الجاليات الإسلامية في أوربا والغرب لتصحيح صورة الإسلام، لأن الجاليات الإسلامية في أوروبا أحسن فهما وتعبيرا عن الإسلام للعالم الأوروبي من العالم الإسلامي لأنهم على أرض الواقع، ولكن عليهم ألا ينقلوا أنظمة بلادهم الثقافية والحياة اليومية التقليدية، والخلط بينها وبين الدين، وهو ما يتسبب في تزايد الرفض للإسلام، خاصة فيما بتعلق بالمظهر العام، يمكن للجاليات الإسلامية أن تصحح الصورة عن الإسلام من خلال إنشاء جمعيات إسلامية تعمل في هدوء وتفاهم في التواصل مع المجتمع الغربي، وإظهار الإسلام بصورته الحقيقية كدين يقبل الآخر ولا يصطدم معه، وأن يضربوا بأنفسهم مثالا على عنوان إيجابي عن الإسلام ومبادئه، كما ان على الجالية الإسلامية أن تقبل بالمواطنة في أوروبا.
أهم محطات حياتك؟
٭ نشأت في احدى قرى محافظة المنوفية وتتلمذت في كتاب القرية وحصلت على التعليم الأزهري ودرست بجامعة الأزهر وحصلت على ليسانس في اللغات والحضارات السامية وفى 1974 عينت معيدا بالجامعة وحصلت على الدكتوراه عام 1987 في الآداب والعلوم الإنسانية بدرجة ممتاز مع مرتبة الشرف حيث أرسلني الأزهر الشريف الى السوربون 11 عاما ثم عدت الى الأزهر وأوفدتني الخارجية المصرية الى افريقيا ثم عدت الى باريس واصبحت استاذا بجامعة السوربون حتى يوليو 2010 عندما طلب مني الأزهر العودة. متزوج وأب لبنتين: لميس معيدة بالسوربون، ولاما مذيعة بالتلفزيون الفرنسي. اهم القراءات: أقرأ في عدد كبير من الكتب منها التاريخ والحضارة والفلسفة والشعر الصوفي وأقرأ كل يوم كتابا قبل النوم. هواياتي.. لدي احساس دائم بالفقر العلمي لذلك حتى هواياتي اصبحت القراءة ثم القراءة وفي باريس خصصت وقتا لدراسة السياسة اما الآن فمتعتي في لقاء الطلاب وإلقاء المحاضرات والرد على اسئلة الشباب.