أبدى مصعب الشاعر أخصائي القلب بمعهد القلب القومي وأحد مصابي ثورة 25 يناير، في حديثه مع الإعلامي محمود سعد، استياءه من بطء وهزلية محاكمة المتهمين بقتل الثوار، مستنكرا تعويض أهالي الشهداء والمصابين ماديا.
أوضح مصعب الشاعر ـ خلال مداخلة هاتفية لبرنامج في الميدان المذاع على فضائية التحرير ـ أنه يعالج حاليا في ألمانيا، حامدا الله على نجاح الثورة المصرية، مؤكدا في الوقت ذاته أن الحكومة وأعضاء النظام السابق لم ينصتوا لأحد وهو الأمر الذي دفع الجماهير إلى القيام بثورتهم.
وأوضح أنه قابل أحد زملائه وقد فقد عينيه في المظاهرات ويدعى أحمد وقال له: مصر محتاجانا تاني يا أحمد» فرد عليه: «واحنا نشيلها تاني على كتافنا».
وتحدث عن جمعة الغضب، حيث خرج في المظاهرات التي انطلقت من شارع جامعة الدول العربية، مضيفا أن الأمن حينها منع سيارات الإسعاف من الوصول إلى كوبري قصر النيل لنقل المصابين، وهو الأمر الذي دفع الشباب إلى نقلهم في سيارات المارة.
وانتقد الشاعر بعض من وصفهم بـ «كبار رجال مصر»، مشيرا إلى رفضهم نقل المصابين في سياراتهم أثناء المظاهرات، ناعتا ذلك الموقف بـ «العار».
وسرد مصعب الشاعر موقف رآه بعينه فوق كوبري قصر النيل، حيث أوضح أن شابا من المتظاهرين أصيب بطلقتين في قدمه وطلب استشارته بصفته طبيب حيث قال الشاب له: «أروح المستشفى أشيل الطلقتين الأول وأرجع تاني ولا أكمل في المظاهرة وبعدين أشيل الطلقتين؟!»، مؤكدا أن ذلك الموقف يدل على عزم وقوة الشباب الذي شارك في الثورة دون الخوف من الموت أو الإصابة أو الاعتقال.
وأشار مصعب الى أنه أصيب بطلقتين في قدمه كادا يتسببا في بترها أثناء تواجده أعلى كوبري قصر النيل، مضيفا ان ضابطا في الشرطة كان يمر على المصابين الممدين على الكوبري، وقال للجندي الذي يرافقه «اللي مات سيبك منه وشوف غيره».
وأضاف ان الشباب حملوه ووضعوه في سيارة ميكروباص لنقله إلى المستشفى فأوقفهم ضابط في أمن الدولة بصحبة عدد من أمناء الشرطة وحطموا الميكروباص وقال الضابط للسائق: «علشان تحرم تساعد حد منهم (المصابين) تاني».
وأوضح أن سائق الميكروباص أوقف سيارة إسعاف وتم نقله فيها ليفاجأ بوجود 7 مصابين بها على الرغم من أن السيارة الواحدة مخصصة لحمل مصابين فقط على الأكثر، مشيرا الى أنه طالب المسعف بنقله إلى المستشفى فأكد له أنه من الصعب القيام بذلك لأن أفراد الأمن يستهدفونهم بإطلاق الرصاص عليهم.
وفي نهاية المطاف وصل إلى المستشفى ووضع في العناية المركزة، وتشاء الأقدار الإلهية أن يلتقي بزميل له في الدراسة ليطالبه بإبلاغ أسرته بأنه يرقد في المستشفى لصعوبة قيامه بذلك بسبب تعطل شبكات المحمول، فحاول زميله الاتصال عبر اللاسلكي الخاص بالطوارئ المتواجد في المستشفى والخاص بالتواصل مع المستشفيات الأخرى، إلا أنه فوجئ بان وزارة الصحة قامت أيضا بتعطيله، مطالبا بمحاسبة وزير الصحة السابق قانونيا على هذه الواقعة.
وأكد أنه أصيب بأكثر من 200 طلقة خرطوش في أنحاء متفرقة من جسده وذلك حسب التقرير الطبي الذي أعدته المستشفى الألمانية التي يعالج بها حاليا.
وتساءل: «مبارك هيتعالج نفسيا طيب فين العلاج النفسي للجرحى»، وأضاف معقبا على الحكم القضائي الخاص بتعويض المصابين وأهالي الشهداء ماديا: «أنا عايز بندقية وعايز أعمي مبارك وأخلي العادلي يعيش بقية حياته أعمى وعايز أضرب طلقات في الضابط اللي خلاني كده».
واختتم الشاعر حديثه بالاستغراب من عدم محاسبة ضباط الأمن المركزي وأمن الدولة الذين تسببوا في قتل الثوار في أحداث 25 يناير، قائلا: «لو أنا ابن المشير طنطاوي لو أنا ابن وزير العدل لو أنا ابن القاضي اللي بيحكم كان هيبقى ده التحقيق؟!».