«كان الشيخ حسني مبارك يرى أن مشكلات الشعب المصري لا تكمن في انعدام الديمقراطية، أو في تفشي الديكتاتورية، أو الفقر والجوع والمرض، أو حتى انعدام العدالة في التوزيع، أو عدم الموازنة بين الأجور والأسعار، أو المهانة والاهانة من أصغر ضابط وأمين شرطة أو عسكري في جهازه الأمني.. بل كان يرى أن مشكلة أي مصري تكمن في السحر، حيث إن كل مصري كان معمولا له عمل على سنمة جمل، علشان يتفك العمل ويرتاح لازم كل مصري ينام على بطنه زي التمساح».. بهذه الكلمات بدأ الكاتب المصري إيهاب طاهر كتابه «المكنة طلعت قماش» الصادر عن سلسلة «كتابي» في 160 صفحة من القطع المتوسط.
كشف المؤلف في كتبه الذي أهداه إلى شباب الثورة، وإلى «الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان»، حقيقة هذا الرجل الذي وصفه بـ «سارق الكاميرا»، موضحا أنه اللواء حسين كمال الشريف، أحد مديري مكتب عمر سليمان حينما كان رئيسا للمخابرات العامة، وعندما عينه مبارك نائبا له أخذه معه أيضا، لتشاء الأقدار أن يكون واقفا خلفه أثناء إلقائه البيان الشهير الذي أعلن فيه سليمان تخلي مبارك عن الحكم، وليس تنحيه!
وتطرق المؤلف إلى السياسة، مؤكدا وجودها في كل شيء: في المترو، الميكروباص، الشارع، البيت، المقهى.. وتساءل: «يا ترى.. هل هذا بسبب الكبت الذي يولد الانفجار، أم تأثير الحلم بغد جديد ومصر جديدة؟ وهل الكلام في السياسة بهذا الشكل ظاهرة صحية أم مرضية؟».
وتساءل أيضا: «ويا ترى هنقضيها كلام في كلام، ولا الكلام هيتحول إلى أفعال، مش مصدق إن مصر اللي ما كانتش بتتكلم غير في ماتشات الكورة، والأفلام.. يبدو انها نطقت أخيرا، والمكنة طلعت قماش أخيرا.. وسيصيحون مثلما صاح الفنان الراحل فؤاد المهندس في فيلم «عائلة زيزي» قائلين: المكنة طلعت قماش»!!