«البلطجية» ليست مصطلحا جديدا في مصر، لكنه اشتهر بشدة أثناء وبعد الثورة التي أنهت النظام السابق بداية من موقعة الجمال والبغال الشهيرة التي هاجمت الثوار المعتصمين في ميدان التحرير يوم 28 يناير الماضي. وزير العدل د.محمد عبدالعزيز الجندي قدر عددهم بنصف مليون بلطجي، يصل أجر بعضهم إلى 5 آلاف جنيه يوميا، في ظل الفلتان الأمني الذي يجتاح القاهرة ومدنا أخرى، مما يعني أن كلفة استئجارهم تتجاوز ملايين الجنيهات شهريا. والبلطجة لا تقتصر على الرجال فقط، بل هناك بلطجيات يقمن بنفس المهمة ويشتهرن بأسماء تثير الرعب، ويتم طلبهن لمهمات خاصة، ويتراوح سعر الواحدة منهن حسب الاسم الذي تحمله ويشير لقوتها وقدراتها البدنية والنفسية. قال «م.س» أحد كبار البلطجية بمنطقة «بولاق أبو العلا» بوسط القاهرة القريبة من ميدان التحرير وماسبيرو، والتي اتهم أهلها بالتورط في موقعة الجمل، بأنه تلقى بالفعل طلبات من عدد من رموز الحزب الوطني المنحل بمحاولة فض الثوار بشتى الطرق نظير مبالغ مالية تعادل المبلغ الذي تحدث عنه وزير العدل. وأضاف: «عادة ما يطلب منا تنفيذ مشاجرة أو اعتداء لصالح جهة تعادي جهة أخرى، ولأننا بلا مورد رزق، ومسؤولون عن مئات الأسر التي يقبع معظم عائليها في السجون، ننفذ ما هو مطلوب منا، ونحصل عادة على نصف المبلغ المتفق عليه في البداية، والنصف الثاني بعد إتمام المهمة» واستطرد «لا توجهنا جهات تنتمي إلى النظام السابق فقط، بل أحيانا يطلب منا أشخاص متضررون ذلك، كما حدث في واقعة الشجار مع الأقباط الذين كانوا يعتصمون أمام ماسبيرو لتضرر أصحاب المحلات في منطقة الوكالة وبولاق أبو العلا، لذلك لجأوا إلينا لفض هذا الاعتصام حتى تعود الحياة إلى محلاتهم».