بعد أحداث 25 يناير في مصر، تم تصنيف الفنانين حسب موقفهم من الثورة، بين مؤيد ومعارض لها، ونصبت القائمة السوداء لتضم نجوما كبار خسروا مكانتهم بسبب تأييدهم للنظام ومعارضتهم الواضحة والصريحة لثورة 25 يناير المصرية، ومنهم الفنان طلعت زكريا، والفنانة غادة عبدالرازق، والفنانة عفاف شعيب، وهناك العديد من النجوم الآخرين الذين اختاروا ألا يظهروا بعد الثورة وألا يتحدثوا في وسائل الإعلام، أما هؤلاء الثلاثة فكانت لهم قصة مختلفة. طبعا جميعنا يعلم قصة طلعت زكريا وميدان التحرير، إذ تحدث طلعت من خلال إحدى القنوات الفضائية في أيام الثورة، أي قبل وقوع النظام وتنحي مبارك، وسب شباب الثورة ووصفهم بأبشع التهم، وقال انه شاهد في ميدان التحرير بعينه شباب الثورة يمارسون الرذيلة ويبتاعون المخدرات.
لكن تصريحات طلعت زكريا استفزت الثوار، لأنه لم يعترض على الثورة فحسب، بل طعن في نزاهة وكرامة وأخلاق الثوار، دفاعا عن النظام الذي سقط هو معه، بدليل أرقام إيرادات فيلمه الأخير «الفيل في المنديل» الذي عزف عن مشاهدته المصريون، ولم يحقق ارقاما مماثلة للأرقام التي كان يحققها اسم طلعت زكريا قبل الثورة. وبناء على ما فات قرر زكريا أن يبتعد عن الساحة المصرية، فاحتضنته الدراما الكويتية في فيلم مصري ـ كويتي تحت عنوان «نزلة السمان».
ولاحظنا في فريق العمل اسم الفنانة عفاف شعيب، أو «خالتو عفاف» كما اطلق عليها شباب ثورة 25 يناير، فهي الأخرى لم تسلم من تعليقات ثوار الفيس بوك الساخنة التي طالتها بسبب تعليقها الشهير على احداث الثورة، وانها ضدها، لأن أولاد أختها تعودوا قبل الثورة على أكل البيتزا والكباب والريش، واثناء الثورة حرموا منها.
وأثارت بهذا التعليق استفزاز المشاهدين الذين علقوا على ما قالته ساخرين، ومنهم من ألف لها الأغاني استنكارا لما قالته، لذلك انضمت هي الأخرى لقائمة الفنانين الذين حلقوا خارج السرب المصري بعد الثورة.
ونأتي إلى الفنانة غادة عبدالرازق، والكل يعلم أن غادة كانت تمثل رقما صعبا قبل الثورة خصوصا بعد نجاح مسلسلها الأخير «زهرة وازواجها الخمسة»، وأكدت أنها رفعت أجرها إلى 11 مليون جنيه عن دورها في المسلسلات، وكانت على القائمة الرمضانية «قبل أحداث الثورة» الفرس الرابح لمسلسلها «سمارة» المأخوذ عن قصة فيلم بالعنوان نفسه، وراهن الجميع على نجاح المسلسل في رمضان، ثم قامت الثورة وقلبت الموازين بسبب ما قالته غادة من اقوال معادية للثورة ومؤيدة وبشدة للنظام السابق، مما جعل الثوار يضعوها في القائمة السوداء.
لذلك اتجه مسلسلها «سمارة» إلى الجعبة الخليجية فأعلنت مؤسسة دبي للإعلام عن نيتها انتاج المسلسل بنسبة 80%، والباقي لصالح «كنغ توت» المصرية، وتعد هذه النسبة نسبة كبيرة جدا، كما ترددت انباء عن اعتذار النجمة نانسي عجرم عن غناء تتر المسلسل خوفا على شعبيتها الواسعة التي حققتها في مصر في حال ظهرت في عمل بطلته غادة التي سافرت إلى بيروت خصيصا لتنفي الخبر وتشهد تسجيل الأغنية مع نانسي.
لكن إلى متى سيحلق فنانو القائمة السوداء خارج السرب المصري؟ وهل سيتخطوا أزمة القائمة السوداء ويعودون نجوما كسابق عهدهم؟ أم أن مصر الجديدة بعد الثورة سيكون لها نجومها الجدد؟