أكد المخرج المصري سامح عبدالعزيز أن اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير أنقذه من حرب شرسة مع وزارة الداخلية المصرية بسبب فيلمه الأخير «صرخة نملة» الذي استقبلته دور العرض قبل أيام قليلة، والذي شكل مفاجأة كبيرة لكل من شاهده، كونه لم يتنبأ بالثورة فقط، لكنه كسر كل الخطوط الحمراء التي لم يستطع أي فيلم سابق تخطيها.
وأفصح عبدالعزيز عن السبب في جرأة محتوى الفيلم بأنه تم تصويره كاملا دون أن يعرض على الرقابة ودون أن يأخذ تصريحا واحدا من وزارة الداخلية كما جرت العادة، وأنه حينما كان سيأتي وقت عرضه لم يكن ليوافق على حذف مشهد واحد منه، مؤكدا بسخرية: «كنت سأعرضه في مترو الأنفاق لو لزم الأمر حتى لا يحذف منه مشهد واحد، لكن بحمد الله الثورة أنقذتني من هذه الحرب».
وفي سؤال «العربية.نت» له عن كيفية مرور الفيلم من تحت يد الرقابة ووزارة الداخلية في ظل محتواه الجريء والصادم، والذي يحمل اتهامات فساد واضحة للحكومة السابقة، حيث إن الفيلم قد تم تصويره في عهد النظام السابق، كشف أنه قام بتصوير الفيلم دون أن يحصل على تصاريح من وزارة الداخلية، ودون أن يقوم بعرض السيناريو عليها كما جرت العادة مع الأعمال التي تتضمن انتقادات للحكومة.
يشار إلى أن «صرخة نملة» يبرز أهم المشاكل التي كان يعاني منها الشعب المصري في إطار كوميدي، ويناقش المشاكل التي عانى منها الفقراء في عهد النظام السابق ورجاله، وتدور قصة الفيلم حول مواطن مصري كان يعمل في العراق ويظن أهله أنه قتل أثناء الغزو، لكنهم يكتشفون أنه على قيد الحياة، وبعد عودته إلى مصر يصطدم بواقع الحياة البائسة ما يدفعه إلى اعتراض موكب الرئيس ليواجهه بحقيقة الأوضاع المرة في وطنه.