قال عصام سلطان ـ نائب رئيس حزب الوسط وعضو الوفد الشعبي المصري الذي زار طهران مؤخرا ـ إن إيران تخشى من تصدير الثورة المصرية إليها، لافتا إلى أن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد قال لهم إن مصر أكبر من أن «تشيعها» إيران، ودعا سلطان للتخلص مما وصفه بالمراهقة السياسية، مضيفا أنه يجب التعلم من تجربة طهران الاقتصادية الناجحة رغم الحصار الاقتصادي عليها. وأوضح سلطان ـ خلال برنامج العاشرة مساء الأحد- أنه يتمنى وجود مثلث الحلم (مصر ـ تركيا ـ إيران) في منطقة الشرق الأوسط كقوة للمنطقة، مؤكدا أن الكثير من الدول التي تضغط لاستمرار قطع علاقتنا مع طهران هي نفسها تقيم علاقات اقتصادية قوية معها بالرغم من الحظر الاقتصادي.
وأوضح الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا أنه تلقى وعدا من وزير الخارجية الايراني بتشجيع السياح الإيرانيين إلى زيارة مصر في نفس شهر عودة العلاقات. وردا حول ما أثارته بعض الصحف من قول الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بأن الثورة المصرية امتداد للثورة الإسلامية الإيرانية أوضح د.مصطفى النجار ـ المتحدث الإعلامي لحزب العدل ـ أنه لم يكن الكلام بهذا الوضوح الذي تناولته الصحف، لكنه استشعر تلميحا بأن 25 يناير ثورة إسلامية، لافتا إلى أنه طلب الكلمة وقال إن ثورة 25 يناير ليست دينية بل شاركت بها جميع الأطياف ومتفردة وتدرس في كل المراكز البحثية بالعالم.
وأشار النجار إلى أن إيران دولة استخباراتية ونظامها بوليسي، نافيا حدوث نوع من التحكم في تحركاتهم بالبلاد هناك، حيث أكد أنهم زاروا أكثر من مكان وبحرية، موضحا أن ذهاب الوفد المصري الشعبي لطهران كان لمصلحة مصر.
45 طياراً شاركوا في حرب أكتوبر يقاضون هيكل
هل كان مبارك صاحب الضربة الجوية في الـ 1973؟
استطاعت القوات المسلحة المصرية بعزيمة رجالها أن تحقق نصرا غاليا على العدو الإسرائيلي عام 1973، وكانت الضربة الجوية الأولى بداية الانتصار فهي التي أعادت كرامة المصريين بعد نكسة 1967، ومؤخرا خرجت بعض الأصوات عقب ثورة 25 يناير لتشكك في الأهداف الإستراتيجية للضربة ومنها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل في حواره الذي أجراه لصحيفة الأهرام في الشهر الماضي.
وترتب على تصريحات هيكل حول الضربة الجوية قيام 45 طيارا من القوات المسلحة ممن شاركوا في حرب أكتوبر بتقديم بلاغ ضد هيكل اتهموه فيه بإهانة القوات المسلحة بسبب تصريحاته التي ذكر فيها انه لم تكن هناك ضربة جوية في الحرب ولكن ما حدث لا يخرج إلا عن كونه مظاهرة جوية أعادت الروح المعنوية للمقاتلين، لكن الطيارين قالوا في البلاغ «انه من غير المعقول إرسال مائتين وعشرين طائرة للعدو المتفوق على مصر لتحقيق هدف نفسي مستشهدين بآراء خبراء عسكريين وأجانب حول دور القوات الجوية في المعركة». وفي السياق تردد على مدار 30 عاما مضت أن الرئيس السابق حسني مبارك هو صاحب الضربة الجوية التي استطاعت أن تشل حركة العدو الإسرائيلي حينها ليتحقق بعدها نصر غالي، وجاءت ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام الرئيس السابق مبارك ليتم الحديث مجددا عن هذا الملف.
وفي هذا الصدد أكد اللواء طيار محمد عكاشة لبرنامج العاشرة مساء على فضائية دريم 2 أن جميع ضباط سلاح الجو خرجوا من حرب 67 وأمام أعينهم ضرورة رد الهزيمة والانتصار «لابد من الانتصار من منطلق الإحساس للواجب، ولذا استطاعوا في ظل هذه العزيمة أن يحققوا النصر في حرب 1973. وحول الترويج لمبارك خلال فترة رئاسته عن طريق نسب الضربة الجوية له، قال عكاشة «الضربة الجوية ليست ملك لأحد ولا يمكن أن تنسب لفرد، فهي ملك مصر والقوات المسلحة بالكامل والقوات الجوية التي نفذتها، واشترك فيها الشعب المصري بأكمله عن طريق 5 آلاف فنيا و500 مهندس شاركوا 228 طيارا مصريا في العمل من أجل تنفيذ الضربة الجوية الأولى، ومن أجل حماية الطائرات من قصف العدو لها أثناء وجودها على الأرض تم إنشاء حواجز حماية «دشمة». وهو الابتكار الذي انفردت به مصر في هذا الشأن وكان اختراعا عبقريا اشترك في بنائها مئات الآلاف من العمال والفلاحين وحمل الشباب والصبية مواد البناء من أجل استكمال هذه «الدشم» وبهذا يكون الجميع قد شارك في الضربة الجوية الأولى ويملكها الشعب المصري. وقال اللواء عكاشة أثناء الحلقة وقد بدا عليه التأثر الشديد «دماء الناس اللي راحت في بناء الحواجز كيف يمكن مواجهتها يوم القيامة بعد ان حاول البعض حذف دورهم من تنفيذ الضربة الجوية التي حققت الانتصار».
ورأى محمد عكاشة انه من الأفضل حينما يريد البعض التعرف على وقائع حرب أكتوبر فعليه التوجه إلى مراكز الدراسات الخاصة بالقوات المسلحة بدلا من الاستماع إلى الخيال الذي يردده بعض الكتاب عن حرب لم يسمعوا عنها.