يبدأ عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية والمرشح المحتمل لانتخابات رئاسة الجمهورية زيارة اليوم إلى فرنسا تستمر ثلاثة أيام يلتقي خلالها ممثلين عن الجاليات المصرية في أوروبا، كما تتضمن الزيارة أيضا لقاء بممثلي الجالية المصرية في مارسيليا جنوب فرنسا حيث تتم مناقشة العديد من الموضوعات التي تهم المصريين في الخارج وعلى رأسها قضية التصويت خلال الانتخابات المقبلة.
وقال موسى في مؤتمر صحافي عقده بالقاهرة امس الاول إنه يشجع كل ما يربط المصريين بوطنهم الأم وسيقوم خلال زيارته لفرنسا بمناقشة مطالب المصريين المغتربين وعلى رأسها التصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة، خصوصا في ضوء ما تم الإعلان عنه من أن تلك الانتخابات ستجرى اعتمادا على بطاقة الرقم القومي.
وشدد على أن المصريين في الخارج جزء من الوطن لديهم مشاكلهم ومطالبهم ويجب على الجميع ان ينصت لتك المشاكل ويسعى للتعامل معها، وأنه لا يمكن مطلقا تجاهل مطالب المصريين في الخارج وفي الداخل أيضا، فالمواطنة تفرض على الجميع احترام المواطن المصري سواء داخل البلاد أو خارجها.
وردا على سؤال حول توقعاته بالنسبة لمسارات الثورات العربية خلال الفترة المقبلة، قال موسى إن التغيير في العالم العربي قادم وسيكون شاملا، وإن هذا التغيير سيكون ـ وفقا لوصفه ـ سنة في العالم العربي والشرق الأوسط بأكمله، والقضية كلها مسألة وقت فقط، موضحا في الوقت نفسه بالقول: «ليس شرطا أن يكون التغيير نمطيا، أي عبر الثورات».
وأشار إلى أن التغيير ربما يأتي عبر الحكومات القائمة إذا قامت بتعديل سياساتها للتجاوب مع طموحات وآمال مواطنيها في الحرية والحياة الكريمة، أو أن يأتي عبر الثورات كما حدث في بلدان عربية مثل تونس ومصر إذا استمرت الحكومات في مقاومة التغيير ورفض التجاوب مع طموحات الشعوب.
وحول موقفه كمرشح رئاسي محتمل من اتفاقية السلام المصرية ـ الإسرائيلية، قال موسى إن العلاقات بين إسرائيل ومجمل الدول العربية تحكمها مبادرة السلام العربية التي ترهن إقامة علاقات سلام بين الدول العربية وإسرائيل إذا انسحبت إسرائيل لحدود 4 يونيو 1967، وان العلاقات بين مصر وإسرائيل تحكمها معاهدة السلام المصرية ـ الإسرائيلية بشرط احترام إسرائيل للمعاهدة.
وحول رأيه في اتفاقيات تصدير الغاز المصري لإسرائيل، قال عمرو موسى إن هذه الاتفاقيات اقتصادية بالأساس يحكمها العقد المبرم بين الطرفين، والكثيرون يرون هناك ظلما فيما يتعلق بتسعير الغاز المصري مما يشير الى عدم وجود توازن في العقد، وإذا كان هذا صحيحا فان تلك الاتفاقيات يتعين إعادة النظر فيها، وهو أمر مرهون بشروط العقد نفسه وقدرة الطرف المصري على إثبات الغبن والظلم فيما يتعلق بموضوع الأسعار.
وردا على سؤال بشأن ما أعلن مؤخرا حول وجود مخططات تستهدف تقسيم مصر لعدة دويلات، قال موسى إن هناك أخطارا عديدة تتعرض لها مصر وإذا كانت تلك المخططات صحيحة فانه على ثقة في ان أحدا لن ينجح في تقسيم مصر لأن المجتمع المصري يتمتع بنسيج متشابك ومتداخل ويتواجد النوبيون بكثافة في الاسكندرية وتنتشر القبائل العربية في مختلف محافظات مصر، ويتداخل المسيحيون مع المسلمين بحيث يصير من الصعوبة أن تصل تلك المخططات الى غايتها.
ووصف عمرو موسى المرشح المحتمل في انتخابات الرئاسة تلك المخططات بأنها تفكير مريض ليس له أى نصيب أو إمكانية للتنفيذ.
وحول الاتهامات التي ترددت بشأن وجود تمويل أجنبي لبعض المرشحين من الخارج، قال موسى ان هذا الأمر لا يعنيه، ولا يعتقد انه هو المعني بتلك الاتهامات، رافضا ان تتم استثارة الرأي العام بمثل تلك الاتهامات أو توجيه أسئلة للرد عليها لمجرد ان يكون هناك احتمال ان تطول المرء تلك الاتهامات من قريب أو بعيد.
وقال: إنني أقول ما أريد حين يكون من اللازم أن أقول ذلك، ولا أعتقد انه من المهم في الوقت الحالي التعليق على مثل تلك الاتهامات.