تظاهر آلاف المصريين امس بعد صلاة الجمعة بميدان التحرير وسط القاهرة احتجاجا على خوض الفريق احمد شفيق الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة المصرية.
ويطالب المتظاهرون الذين ادوا صلاة الجمعة بميدان التحرير بتطبيق قانون العزل السياسي على شفيق الذي يخوض جولة الاعادة بانتخابات الرئاسة المصرية المرتقبة يومي 16 و17 يونيو الجاري امام محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين.
كما توافدت الى الميدان مسيرات انطلقت عقب صلاة الجمعة من عدة مساجد بالقاهرة والجيزة مطالبة بتحريك الدعاوى القضائية المقامة ضد شفيق لاسيما اتهامه ببيع اراض بسعر زهيد لعلاء وجمال مبارك نجلي الرئيس السابق حسني مبارك.
وفي السياق دفعت وزارة الصحة المصرية بعدد كبير من سيارات الاسعاف المجهزة تمركزت بميدان «سيمون بوليفار» المجاور تحسبا لوقوع اصابات بين المتظاهرين فيما غاب عن الميدان اي تواجد امني سواء من عناصر الجيش او الشرطة التي تقوم بحماية المرافق الحيوية للدولة ومباني البرلمان ومجلس الوزراء والبنك المركزي ومبنى الاذاعة والتلفزيون.
وشهدت عدة محافظات اهمها الاسكندرية والسويس والمنيا واسيوط مظاهرات مماثلة تحت شعارات متعددة اهمها (لا للفلول) و(حماية الثورة) و(جمعة العزل) حيث تظاهر الآلاف بالميادين الرئيسية بتلك المحافظات رافعين لافتات ضد الفريق شفيق ونظام مبارك.
وشارك بالمظاهرات شباب جماعة الاخوان المسلمين والدعوة السلفية والجماعة الاسلامية وحزبها «البناء والتنمية» وحزبا العمل والوسط الى جانب عدد من التيارات والقوى الثورية.
وكان مجلس الشعب المصري «البرلمان» اقر مؤخرا تعديلات على «قانون مباشرة الحقوق السياسية» بحيث «لا يحق الترشح لمنصب رئيس الجمهورية كل من عمل خلال السنوات الـ 10 السابقة على تاريخ 11 فبراير 2011 رئيسا للجمهورية او رئيسا للوزراء او وزيرا او قياديا بالحزب الوطني المنحل، وهو ما لا يمكن الفريق شفيق من الترشح لمنصب رئيس الجمهورية باعتباره آخر رئيس حكومة في عهد الرئيس السابق حسني مبارك.
هذا وشارك أنصار حركة «6 ابريل» في تظاهرة التحرير في مسيرة تحركت من ميدان طلعت حرب بوسط القاهرة، وردد المشاركون في المسيرة هتافات تتهم المرشح الرئاسي احمد شفيق بأنه من فلول النظام السابق مطالبة باستبعاده من جولة الاعادة في انتخابات الرئاسة بموجب قانون العزل السياسي.
كما طالب المشاركون في المسيرة التأكيد على مدنية الدولة في الدستور الجديد وتسليم السلطة الى سلطة مدنية ثورية منتخبة.
وقد شهد الميدان حدوث بعض المناوشات الكلامية بسبب قيام بعض انصار حزب الحرية والعدالة بعمل دعاية غير مباشرة لمرشح الاخوان المسلمين في انتخابات الرئاسة محمد مرسي، حيث اكد المتظاهرون لهم ان الهدف من هذه الجمعة هو التمسك بتفعيل قانون العزل السياسي وليس عمل دعاية لمرشح رئاسي.
وفي السياق ذاته، دارت عدة مناقشات جانبية منقسمة، حيث يرى البعض ضرورة التصويت لمحمد مرسي للحيلولة دون نجاح شفيق في حين دعا آخرون لإبطال اصواتهم، وشدد البعض على ضرورة التوصل الى توافق وطني من خلال وضع ضمانات محددة يلتزم بها الرئيس المقبل.
وعلى الجانب المروري في ميدان التحرير، شهدت حركة مرور السيارات ارتباكا اثر تزايد اعداد المتظاهرين والذي يقدر عددهم بنحو الفي متظاهر.