أكدت دار الإفتاء المصرية أن جوهر الديموقراطية التي تجسد مبادئ الإسلام السياسية في اختيار الحاكم، وإقرار الشورى والنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومقاومة الجور، هي من صميم الإسلام وليست كفرا أو منكرا كما يدعي البعض، حيث سبق الإسلام النظم الحديثة في تقرير القواعد التي يقوم عليها جوهر الديموقراطية.
جاء ذلك في بيان أصدرته دار الإفتاء امس ردا على بعض الفتاوى التكفيرية التي تعتبر الانتخابات الديموقراطية كفرا وتحرم المشاركة في أي من استحقاقاتها، والتي رصدها مرصد دار الإفتاء المصرية الذي تم إنشاؤه لمواجهة الفكر التكفيري.
وأضافت دار الإفتاء أن الدين الإسلامي لا يمنع اقتباس فكرة نظرية أو حل عملي من غير المسلمين، فقد اقتبس رسول الله صلى الله عليه وسلم فكرة الخندق من الفرس، كما اقتبس ختم كتبه من الملوك، واقتبس عمر بن الخطاب رضي الله عنه نظام الدواوين ونظام الخراج وطبقه، انطلاقا من قاعدة: (الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها).
وأشارت الدار إلى أن الأنظمة المتعددة تختلف في ترتيب الحقوق السياسية وكيفية تطبيقها، والذي يعنى الإسلام به هو تحقيق المعنى والمضمون وترك آليات التنظيم وأدوات التطبيق لما يوافق كل عصر، مضيفة أن الديموقراطية التي يقرها الإسلام ويدعو إليها هي ديموقراطية لا تجعل ثوابت الأمة وهويتها من عقائد وأعراف محلا للإلغاء أو النقاش، حيث يعتبرها المجتمع المسلم خطوطا حمراء وإطارا للعمل الديموقراطي لا يجوز تخطيها.
وبينت الدار أن الديموقراطية إذا كانت لا تتعدى على حقوق الشعوب في المحافظة على هويتهم وعقيدتهم وشخصيتهم، ولا تجعل ثوابت الأمة محلا للتبديل والتغيير فهي الديموقراطية التي تخدم الإسلام وتحقق أهدافه.
وشددت الدار على أن الإسلام منهج واضح يمكن تطبيقه في كل عصر، حيث تمكن المسلمون الأوائل من تطبيقه في العصور الأولى للإسلام مع بساطة المجتمعات وقلة وظائف الدولة، كما تمكن المسلمون من تطبيقه مع تعقد المجتمعات وزيادة وظائف الدولة.