قال رئيس وزراء مصر م.إبراهيم محلب إن مصر لا تنوي تقديم مساعدة عسكرية مباشرة للولايات المتحدة في حربها على تنظيم الدولة الإسلامية المعروف باسم داعش في العراق وسورية حتى وإن كان القصف الجوي الأميركي غير كاف لهزيمة التنظيم.
لكن إبراهيم محلب ترك الباب مفتوحا أمام إمكانية عمل عسكري مصري ضد التنظيم إذا هدد الدول العربية الخليجية الحليفة للقاهرة.
وقال محلب إن مصر تعطي الأولوية لضمان الاستقرار في الداخل، حيث يواجه المسؤولون الأمنيون إسلاميين متشددين ينشطون في شبه جزيرة سيناء ويعتبر المسؤولون المصريون المتشددين في ليبيا المجاورة تهديدا خطيرا.
وقال محلب في مقابلة مع رويترز إنه بالنسبة للجيش المصري فإن أهم شيء هو حدوده واستقرار بلاده وحماية بلاده.
وشدد محلب على أن مصر لا تريد التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
لكنه ذهب إلى القول إن أمن الخليج هو أمن مصر وإن أمن مصر هو أمن الخليج.
ولزم محلب الحذر عندما سئل إن كان يعتقد أن الولايات المتحدة سيتعين عليها تصعيد موقفها لما بعد الغارات الجوية لتهزم الدولة الإسلامية في العراق وسورية.
وذكر أنه من الضروري تحسين أداء الجيش العراقي الذي انهار تقريبا عندما اجتاح متشددو تنظيم الدولة الإسلامية شمال العراق في يونيو.
وقال محلب «دعونا ننتظر لأن التدخل الجوي ووجود الجيش العراقي على الأرض بلا شك سيكون له تأثير إيجابي في محاصرة الإرهاب.
طبعا الموقف صعب لأن الإرهاب اليوم أصبح تجارة منظمة جدا وصناعة متقدمة».
وأضاف: «تدخل الولايات المتحدة اليوم بالطيران قد يكون في هذه المرحلة تدخلا هاما جدا مع تقوية الجيش العراقي ووجوده على الأرض يجب تقييم الموقف أولا بأول.. لكن من المبكر جدا أن نحكم على ما يحدث على الساحة».
وأبدى محلب قلقا كبيرا بشأن مقاتلي الدولة الإسلامية الذين يحملون جوازات سفر غربية ويمكنهم بالتالي تجنب التتبع في المطارات.
وقال إن هناك اليوم أشخاصا في الدولة الإسلامية من أوروبا وإن هذا هو أكبر تحد.
وقال: «في النهارده ناس من داعش من أوروبا.
وده أكبر تحدي النهارده.
لما كنا بنقول إن الإرهاب يجب ان يقاوم على المستوى الدولي.. الحقيقة الكثير ابتدت تصله هذه الرسالة».
وأضاف: «يمكن البعض يتسرب طبعا لمصر ولكن احنا عيننا على حدودنا والقانون في مصر بصراحة يواجه تماما هذه الحركات الإرهابية عندنا سواء قواتنا المسلحة موجودة ويقظة جدا».
في سياق متصل، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري ان مصر ستظل تدعم الحكومة الليبية المدعومة من مجلس النواب، كما شدد على أن مصر لن تشارك عسكريا في التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف إعلاميا باسم داعش.
وقال شكري في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن مصر لن تتعامل إلا مع مجلس النواب المنتخب في يونيو الماضي، وشدد على أن الهدف من ذلك هو مساعدة الحكومة الشرعية حتى تتمكن من تلبية متطلبات الشعب الليبي.
وأضاف ان مصر توفر تدريبا عسكريا للقوات الليبية «الشرعية»، وشدد على أن الموقف المصري مبني على احترام الشرعية والسيادة الليبية.
وطالب شكري بحشد الجهود الدولية لوقف تدفق الأسلحة إلى داخل ليبيا، وقال إنه يتعين على الشركاء الأوروبيين الذين يتمتعون بقدرة وتواجد عسكريين في منطقة البحر المتوسط أن يراقبوا ويعترضوا كل أشكال الأسلحة غير الشرعية لمنعها من الوصول إلى العناصر المتطرفة داخل ليبيا.
وطالب شكري بتوسيع جهود مكافحة الإرهاب، وأوضح أنه ينبغي توسيع الحملة الحالية ضد تنظيم داعش لتتحول إلى حرب موحدة ضد الإرهاب أينما كان.
وصرح بأن مصر لن تكون جزءا من أي أنشطة عسكرية في إطار هذا التحالف، وإنما ستوفر كل أشكال الدعم الأخرى للتحالف مثل الدعم اللوجستي وتبادل المعلومات أو الأمور المتعلقة بتدفق المقاتلين الأجانب وقنوات التمويل.