- مصر والمملكة ودول الخليج لن تعمل إلا معاً
- مدير الكلية الحربية يهدي شعار الكلية لولي ولي العهد السعودي
حظي حضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي حفل تخريج دفعات جديدة من الكلية الحربية والفنية العسكرية والمعهد الفني للقوات المسلحة أمس في مصر، باهتمام بالغ من الأوساط الرسمية والإعلامية.
«اسمحوا لي هنا التوقف بالقول: سمو الأمير محمد كان لابد من وجودك معنا في هذا الاحتفال لأن هذه رسالة قوية جدا للشعبين المصري والسعودي، كما أنها رسالة إلى دول الخليج بأننا دائما مع بعض، واسمح لي أني أشكرك وأحييك وأرحب بك مرة ثانية».
وأضاف: «من المهم أن نعرف أنه في الوقت الذي تمر به المنطقة العربية أننا في أحوج ما يكون أن نكون معا لأن التحديات كثيرة والتهديدات كثيرة، ولا يمكن أبدا أن نستطيع إلا معا أن تغلب عليها ونتصدى لها والحقيقة أن مصر والسعودية هما جناحا الأمن القومي العربي ومعا نستطيع أن نجابه هذه التحديات واني أقول مرة ثانية هذه رسالة قوية وواضحة لنا جميعا ليس فقط في مصر والسعودية لا أيضا لدول الخليج والدول العربية ولن ترونا إلا معا».
وأكد الرئيس المصري على أن مشاركة ولي ولي العهد السعودي في حفل تخريج دفعات جديدة من طلبة الكليات الحربية «تأتي امتدادا لمواقف المملكة العربية السعودية المشرفة إزاء مصر وشعبها واستكمالا لمسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي تطوع للدفاع عن مصر عام 1965، كما دعم المجهود الحربي في حرب أكتوبر عام 1973، ودليل على عزم أكيد وإرادة مشتركة لاستمرار العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبيين الشقيقين والارتقاء بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزا».
ووجه السيسي حديثه إلى المصريين، قائلا: «شعب مصر العظيم.. رجال القوات المسلحة الباسلة.. رجال الشرطة الأوفياء.. احتفلنا معا على مدار الأيام القليلة الماضية بتخرج دفعات الكليات العسكرية وكلية الشرطة كما نحتفل بتخريج دفعات جديدة من الكلية الحربية والكلية الفنية العسكرية والمعهد الفني للكلية العسكرية للقوات المسلحة والمعهد الفني للتمريض وكذلك أربع دفعات مختلفة للجامعيين الذين سينضمون جميعا إلى صفوف القوات المسلحة والشرطة للزود عن الوطن بعزة وكرامة وعزم لا يلين وذلك في مرحلة دقيقة تشتد فيها الحاجة إلى جهود أبناء مصر المخلصين من أجل تحقيق أمنها واستقرارها والحفاظ على أراضيها ضد أي عدوان خارجي غاشم أو عمل إرهابي جبان يستهدف النيل من الوطن وتهديد مقدرات شعبه».
وتابع: «وفي ظل ظروف إقليمية بالغة الدقة والصعوبة وتتزامن مع تلك المرحلة، حركة نهضوية شاملة على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية وهو الأمر الذي يتطلب يقظة أمنية كاملة وجهدا مضاعفا لتأمين مصالح مصر على كل المستويات».
ودعا الخريجين الجدد إلى أن يكونوا قدوة في الانضباط والالتزام ومثالا يحتذى به في حب الوطن والتضحية من أجله.
كما وجه التحية «لأرواح شهداء مصر الأبرار من رجال القوات المسلحة والشرطة ومن المواطنين الأبرياء»، مشددا على أن الدولة لن تتخلى عن ذويهم وأسرهم.
ولفت الرئيس السيسي إلى أن مصر ستحتفل خلال أيام قليلة بافتتاح قناة السويس الجديدة، كشريان جديد للملاحة الدولية وإنجاز مبهر نجح المصريون في تحقيقه بسواعدهم وأموالهم وقدموا خلاله هدية مصر وشعبها إلى العالم، مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة سوف تشهد تدشين مشروعات قومية جديدة تمنح أملا جديدا لأبناء شباب الوطن، من بينها: مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، وتعظيم الاستفادة من الموانئ المصرية، وتوسيع الشبكة القومية للطرق ومشروع المليون فدان، وتحديث الموانئ والنقل البحري، والطاقة الجديدة والمتجددة والكهرباء.
وكان الرئيس السيسي والأمير محمد بن سلمان قد شهدا حفل تخريج دفعات جديدة من: الكلية الحربية، والكلية الفنية العسكرية، والمعهد الفني للقوات المسلحة، والمعهد الفني للتمريض ودفعة الجامعيين.
وأهدى مدير الكلية الحربية اللواء أركان حرب عصمت عبدالعزيز مراد، شعار الكلية للأمير محمد بن سلمان.
وحضر الاحتفال، إبراهيم محلب رئيس الوزراء المصري، والفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق محمود حجازي رئيس الأركان، والمشير حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق، والمستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية السابق، ود.كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء الأسبق، ود.أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وقادة القوات المسلحة المصرية.
كان ولي ولي العهد السعودي وصل إلى القاهرة في وقت سابق امس في زيارة قصيرة لمصر لبحث تعزيز العلاقات بين البلدين.
وقال بيان صادر عن الديوان الملكي السعودي، بثته وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس»، امس الأول، إن زيارة «صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى جمهورية مصر العربية تتضمن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي وعدد من المسؤولين في مصر، لبحث العلاقات وأوجه التعاون بين البلدين الشقيقين».
وتعد هذه الزيارة هي الأولى للأمير محمد بن سلمان، إلى مصر منذ تعيينه وليا لولي العهد، في أبريل الماضي، والثانية منذ تعيينه وزيرا للدفاع في يناير الماضي.
«إعلان القاهرة» حدد آليات التعاون المستقبلي بين القاهرة والرياض
أكدت مصر والسعودية حرصهما على بذل جميع الجهود لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعمل معا على حماية الأمن القومي العربي، ورفض محاولات التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.
جاء ذلك في بيان «إعلان القاهرة» الذي صدر أمس في ختام المباحثات التي جرت بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي.
وقالت وكالة انباء الشرق الأوسط الرسمية التي أوردت البيان إنه جاء «انطلاقا من العلاقات الوثيقة والراسخة التي تربط جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس عبدالفتاح السيسي».
وأشارت إلى أن ولي ولي العهد السعودي نقل الى الرئيس السيسي تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، كما جرى بحث مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها وتطويرها في جميع المجالات، وتمت مناقشة المستجدات في المنطقة والتطورات على الصعيد الإقليمي.
وأكد الجانبان حرصهما على بذل كل الجهود لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعمل معا على حماية الأمن القومي العربي، ورفض محاولات التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، واتفقا على وضع حزمة من الآليات التنفيذية في المجالات التالية:
1- تطوير التعاون العسكري والعمل على إنشاء القوة العربية المشتركة.
2- تعزيز التعاون المشترك والاستثمارات في مجالات الطاقة والربط الكهربائي والنقل.
3- تحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين والعمل على جعلهما محورا رئيسيا في حركة التجارة العالمية.
4- تكثيف الاستثمارات المتبادلة السعودية والمصرية بهدف تدشين مشروعات مشتركة.
5- تكثيف التعاون السياسي والثقافي والإعلامي بين البلدين لتحقيق الأهداف المرجوة في ضوء المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين، ومواجهة التحديات والأخطار التي تفرضها المرحلة الراهنة.
6- تعيين الحدود البحرية بين البلدين.