القاهرة- مجدي عبدالرحمن
أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي امس بمدينة شرم الشيخ فعاليات المؤتمر الوطني الأول للشباب تحت شعار «ابدع.. انطلق»، الذي يأتي في إطار تنفيذ دعوته لعقد مؤتمر وطني للشباب، والتي أطلقها خلال احتفالية يوم الشباب المصري في 9 يناير الماضي، لافتا إلى أن نوفمبر من كل عام سيعتبر الميعاد الرسمي لانطلاق المؤتمر ليكون هو الجسر الذي نعبر به إلى شبابنا ونتشارك معا في مواجهة التحدي لتحقيق الحلم والعبور إلى المستقبل الذي يليق بمستقبل وطننا العظيم.
كما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أهمية وضع استراتيجية لتطوير التعليم تراعي التحديات التي تواجه البلاد وضرورة النظر الى قضية التعليم في ضوء التحديات التي نواجهها.
وقال السيسي في مداخلة له بالجلسة الأولي للمؤتمر بعنوان «التعليم المدمج..رؤية جديدة للتعليم» إن التحديات في مصر كثيرة ومنها الصحة والتعليم والعشوائيات، مشيرا إلى أن موارد الدولة قليلة حتى وان تم حشدها للتعليم فقط.
وأوضح ان الثورة قامت في مصر عقب تفاقم التحديات واننا نريد معالجة الأمور والتحديات بمسارات غير تقليدية، مشددا على أهمية بناء الانسان وليس فقط عقلا متعلما.
وأضاف السيسي أنه اطلع خلال زياراته الخارجية على تجارب عدد من الدول في مجال التعليم، لافتا في هذا الصدد الى ان كثيرا من دول العالم جعلت التعليم على رأس اولوياتها.
وتساءل:هل كان بالامكان جعل التعليم في مصر أولوية كدول اخرى؟. وتابع قائلا: «يا ترى المصريين هاسيتحملوا كل الفلوس المتاحة ان توضع للتعليم فقط وتهمل بقية الأمور.. يعني لو عندنا 3 او 4 ملايين شاب عاوزين يشتغلوا حتى لو لم ينالوا قسطا كبيرا من التعليم هل كانوا هينتظروا ويستحملوا؟.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أهمية بناء الإنسان وليس فقط العقل المتعلم، موجها حديثه لوزير التعليم د.الهلالي الشربيني قائلا: «بقول لوزير التربية والتعليم أنا مش عاوز فقط عقل متعلم أنا عاوز إنسان..أنا قعدت 3 ساعات في مدرسة ابتدائي بإحدى الدول، وشاهدت تقنيات لتعليم سلوكيات الناس، وقاموا بوضع برنامج لطريق إعداد القادة واحترام الآخرين، ولكن الفصل كان يضم 20 طالبا فقط، وتساءل السيسي: لو طبقت ده في مصر يبقى محتاج مليون فصل، ولكن أجيب منين وبكام؟.وشدد السيسي على صعوبة تطبيق هذا النموذج في مصر، معللا ذلك بالقول: «المتاح من الموازنة كلها ماتقدرش تعمل كده».
هذا وقام مجموعة من الشباب المشاركين في بداية المؤتمر بتقديم عرض تقديمي عن أبرز أعمال التخطيط والتنظيم للمؤتمر وكذلك شرح ملخص لأهم فعالياته. وأوضحوا أن البرنامج الرئاسي لتأهيل القيادة، والذي سوف يتم تخريج أول دفعة منه، أسهم بشكل كبير في إبراز ومساهمة الشباب في المجتمع، وأكدوا أنه أصبح هناك اتصال دائم بين الشباب والدولة.
وعلى مدى ثلاثة أيام.. تعقد جلسات وحوارات المؤتمر تحت شعار «أبدع.. انطلق»، لبحث مختلف القضايا والتحديات التي تواجه الوطن والمجتمع المصري، وطرح رؤى الشباب في مواجهتها، حيث يعد المؤتمر ملتقى ومنصة للحوار المباشر وتبادل الآراء ووجهات النظر بين الدولة المصرية ومؤسساتها المختلفة وبين شبابها الواعد، الذي يقف في أول طريق العمل المفضي إلى مستقبل يحلم بأن يكون أفضل وأجمل وأكثر إشراقا، تتاح له فيه فرص العمل التي تتلاءم مع قدراته وطموحاته في حياة كريمة يسودها الاستقرار، ويكون عنوانها التطور الدائم والتحديث المستمر لتتقدم مصر وتتبوأ مكانتها اللائقة بين الأمم.
من المؤتمر
طالب السيسي من الحضور الوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهداء مصر الذين سقطوا، والذين يسقطون لتبقى مصر.
أكد السيسي، أن لديه قناعة كاملة بأن التعليم هو الأساس، قائلا «أنا رأيت تجارب الآخرين في كل دولة ذهبت لها، والتعليم ليس معرفة علمية فقط، لكنه يمثل صياغة شخصية كاملة للمتعلم»، وأضاف: «رأيت تجربة لدول وضعت التعليم أولوية أولى لها، لكن يا ترى هل المصريين كانوا هيستحملوا إن كل الفلوس الموجودة تتحط في موضوع واحد فقط؟».
شدد السيسي على عدم وجود وقت للخلافات، مؤكدا أن مصر تحتاج إلى جهد وأفكار كثيرة للحلول والتجرد من الذات، مضيفا: المشاكل معروفة، ولذلك الموضوع يحتاج لجهد وأفكار كثيرة والتجرد ونكران الذات.
أعرب الكاتب والمفكر السياسي د.أسامة الغزالي حرب، عن أمله في أن يعلن السيسي، العفو عن الشباب المصري الذي لم يرتكب أعمال عنف ولم يصدر بشأنه أي أحكام قضائية نهائية حتى الآن، فيما عقب عليه السيسي قائلا: «هاتوا قايمة وهفرج عنهم بالقانون»، وقابلت القاعة مطلب الغزالي بالتصفيق، كما قابله السيسي بابتسامة وتصفيق كبيرين.
قبّل السيسي رأس اللاعب إبراهيم حمدتو المشارك في بطولة الأولمبياد البارالمبية من ذوي الاحتياجات، وسط تصفيق حاد من الحضور، وذلك بعد عرض فيلم تسجيلي قصير عن «الإبداع والأمل» لتحقيق أحلام الشباب.
العاصي: المؤتمر رسالة أمان وسلام للعالم
رأى الخبير السياحي السيد العاصي ان انطلاق المؤتمر الوطني الأول للشباب يعتبر رسالة امان وسلام للعالم ودعما للسياحة المصرية، واكد ان من اهم الفعاليات في هذا المؤتمر هو تنظيم ماراثون للسلام يشارك فيه الشباب ليقدم رسالة ان الشباب عازمون على السير بقوة الإرادة مهما كانت المصاعب، كما أنه يعد رسالة سلام من شباب مصر للعالم أجمع ومواجهة المتاعب الاقتصادية والعزم على مواصلة الطريق نحو عودة الاقتصاد المصري وبالتأكيد السياحة المصرية.
وأوضح العاصي في تصريح صحافي ان شرم الشيخ عانت الفترة الماضية من انخفاض الاشغالات بالفنادق عقب سقوط الطائرة الروسية وسط جبال سيناء مما ادى الى التوجه الى السياحة العربية مما ادى الى ارتفاع أعداد السياح القادمين من دول الخليج إلى مصر خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2016، بنحو 17%، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.