القاهرة - خديجة حمودة
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن الدولة تحملت خلال السنوات الخمس الماضية زيادة سنوية في مرتبات الموظفين بمقدار 150 مليار جنيه، مؤكدا أن الزيادة يتم توفيرها من خلال الاقتراض مما يزيد من عجز الموازنة، والتي وصلت إلى 900 مليار جنيه في 6 سنوات.وقال السيسي، خلال كلمة له على هامش مؤتمر الشباب بمدينة شرم الشيخ، إن رواتب المواطنين لا يمكن أن أتوقف عن دفعها، مشيرا إلى أن السيدات المصريات هن الأكثر حرصا على أمن مصر، والظروف الصعبة التي مرت وتمر بها مصر أظهرت معدن المرأة المصرية، وكشفت لنا المزيد من الدور الذي تقوم به.
وفي إشارة واضحة إلى مجهودات دول الخليج العربي وعلى الأخص دول الامارات والسعودية والكويت، فقد حرص السيسي خلال حواره الممتد مع شباب مصر على ابراز دور هذه الدول في الوقوف إلى جانب مصر، مضيفا أن أشقاء مصر دعموها ووقفوا بجانبها بما فيه الكفاية ولا يمكن أن نحرج أنفسنا مع أشقائنا أو نحرجهم معنا أكثر من ذلك، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن تتم كافة إجراءات الإصلاح في خطوة واحدة لأنها تأخذ وقتا زمنيا كبيرا.
وقال إن هناك جهودا منظمة للضغط على المصريين لتقليص دعمهم للدولة، وأنه قد تكون هناك أسباب اقتصادية أو أخطاء، إلا أن الهدف الأساسي من محاولات إحداث فارق كبير في سعر صرف العملة الصعبة وارتفاع أسعار السلع الأساسية ونقص المعروض وتذبذبات السوق هو سحب ثقة المصريين في الرئيس.
وحذر من خطورة الاستجابة الى دعوات الفوضى والخروج لافتعال الأزمات في 11/11، وتساءل: «هل ترون منا كدولة أي محاولات لحجب تيارات أو حد بعينه؟ هل نصطدم بأي حزب مهما كان توجهه؟ إذا كنت أنا أمين عليها يهمني ايه.. يهمني إن كل إنسان أمين ومخلص وشريف يكون معايا.. وأتصور إن التجربة تقول انني كنت أمينا على مصر وليس على نفسي فقط».وأكد سعي الدولة لتحقيق شكل من أشكال الاستقرار ليستمر الاستثمار لأن ملايين المصريين يعيشون منه، وكذلك السياحة، وعبر عن تقديره ودعمه للمرأة المصرية، وقال ان الظروف الاقتصادية الصعبة أظهرت اختبارا حقيقيا للست المصرية بكل ما تعنيه الكلمة، وهذه الكلمة ليست مجاملة لهن.
وأوضح أن حجم خوف المرأة على البلد أكثر، لأنها دائما تخاف على بيتها وأولادها، وأصبحت تخاف على «البيت الكبير». وكشف السيسي انه يتم حاليا تجهيز 8 ملايين عبوة سلع أساسية تتضمن أرزا وسكرا وسمنا وشايا وصلصة وفولا تطرح للمواطنين بنصف ثمنها من خلال القوات المسلحة.
وقال إن القوات المسلحة مسؤولة عن الأمن القومي لمصر ويجب أن تتدخل للحفاظ على البلاد، مؤكدا أنها لا تتدخل للتكسب أو سحب الاستثمارات من القطاع الخاص، مشيرا إلى أنها تدفع ضرائب وتخضع أنشطتها لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات وبها 52 ألف مدني تشرف عليها إدارة العاملين المدنيين في القوات المسلحة.
من المؤتمر
استهل السيسي فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر الوطني للشباب بالمشاركة في «ماراثون السلام» بمشاركة عدد من الوزراء ومجموعات كبيرة من الشباب المشارك في المؤتمر موجها رسالة إلى العالم أجمع من سيناء «أرض السلام والأنبياء» تؤكد أن مصر وكل المصريين يسعون فقط لتحقيق السلام والأمن والاستقرار والبناء والتعمير.
عقب انتهاء المارثون حرص السيسي على القيام بجولة على الدراجة، حيث التقى مع عدد من المواطنين والسياح، ودار بينه وبينهم حوار ودي، كما حرص عدد من المواطنين والسياح على التقاط «السيلفي» مع الرئيس.
قرر السيسي عقد لقاءات شهرية لمناقشة كل ملفات المؤتمر، قائلا: «لن ننتظر لعام 2017 بل سنلتقي شهريا مطالبا اللجان التي طرحت أفكار في المؤتمر بطرح أفكارها خلال هذا اللقاء».
حول الإفراج عن الشباب المحتجزين الذين لم يشاركوا في أعمال عنف ولم تصدر ضدهم أحكام قضائية نهائية، دعا السيسي إلى تشكيل مجموعة عمل من الشباب لمراجعة موقف هؤلاء، مؤكدا أنه سيوافق على التوصيات التي ستقدمها تلك المجموعة بما يتسق مع أحكام القانون.
أكد الرئيس ان التحديات قدر مصر وانه يرفض الحديث باستمرار عن حجم التحديات الموجودة، مضيفا ان شباب مصر وحجمهم وقدرتهم على العطاء ستعبر كل هذه التحديات التي تواجهها البلاد.
وصف المفكر السياسي د.مصطفى الفقي المؤتمر بأنه سيكون مرحلة مفصلية في تاريخ السيسي لإعطائه الفرصة للشباب ليقول كلمته.
طلب الرئيس من الحضور الدخول في مناقشات وحوارات معه من أجل التشاور والنقاش بكل صراحة، مؤكدا ان حجم المصارحة الموجود في تناول المسائل التي تخص الدولة قد تكون أكثر من المطلوب، وله تأثير سلبي على الأمن القومي.
أشاد السيسي بفكرة تشجيع الشباب على خوض انتخابات المحليات، كما أشاد بفكرة تعيين مساعدين لأعضاء مجلس النواب من الشباب بهدف إعدادهم للمشاركة السياسة والاستعانة بأفكارهم، مشيرا إلى ان البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة يتبنى هذه الفكرة ويقوم بإعداد عدد من الكوادر الشابة لتلك الوظائف.
إعداد: مجدي عبدالرحمن ووكالات