- السيسي بحث مع قداسته تعزيز مختلف جوانب العلاقات بين مصر والفاتيكان ووقف العنف والإرهاب وتحقيق التنمية وأشاد بجهوده للوصول إلى الازدهار والسلام
- البابا يقدم ميدالية تذكارية أصدرها الفاتيكان بمناسبة زيارته إلى مصر.. والسيسي يقدم لوحة تذكارية تمثل احتفاء مصر بالعائلة المقدسة على أرضها
القاهرة - خديجة حمودة ووكالات
وصل البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، ورئيس دولة الفاتيكان، في زيارة تاريخية للقاهرة تستمر يومين، حيث حرص رئيس الوزراء م.شريف اسماعيل، على التواجد بمطار القاهرة الدولي لاستقبال البابا فرانسيس فور وصوله قادما من روما حيث تم إجراء استقبال رسمي، وسط حالة من الاستنفار الأمني.
وكان البابا فرانسيس، قد صرح لمجموعة من الصحافيين رافقوه في طائرته، بأن زيارته إلى مصر هي «رحلة وحدة وأخوة»، وأضاف: «هناك انتظارات خاصة (من هذه الزيارة)، لأن الدعوة جاءت من الرئيس المصري ومن بطريرك الأقباط الكاثوليك ومن إمام الأزهر الأكبر، إنها رحلة وحدة وأخوة».
وتابع إنها تستغرق «أقل من يومين لكنها مكثفة للغاية».
واتجه البابا فرانسيس إلى قصر الاتحادية حيث كان في استقباله الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث أجرى مراسم استقبال رسمية له وعزفت الموسيقى العسكرية السلام الوطني لمصر والفاتيكان، وشهدا حرس الشرف، ثم توجها إلى ساحة القصر الرئاسي للترحيب بالوفد المرافق لبابا الفاتيكان.
وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن السيسي عقد جلسة مباحثات ثنائية مع قداسة البابا فرانسيس، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين، حيث رحب بقداسة بابا الفاتيكان، معربا عن التقدير لشخصه ولمواقفه الدولية المستندة إلى القيم والمبادئ الروحية والإنسانية، ومشيدا بحرصه على إتمام تلك الزيارة المهمة التي ترسل رسائل متعددة عميقة الدلالة، في وقت عصيب يمر به العالم كله.
وعبر السيسي عن اعتزازه باللقاء الذي عقده مع البابا فرانسيس في الفاتيكان في نوفمبر 2014، والذي سمح بالتعرف على شخصية البابا المتميزة، معربا عن التقدير لدعم قداسة البابا لمصر، وذكر مصر باستمرار في صلواته ودعواته.
وأضاف المتحدث الرسمي ان قداسة البابا فرانسيس أعرب عن سعادته بزيارة مصر، مشيرا إلى مساهماتها القيمة في تاريخ البشرية وسعيها لتحقيق السلام.
وأكد قداسة البابا فرانسيس أهمية الدور الذي تقوم به مصر في الشرق الأوسط، مثمنا جهودها من أجل التوصل لتسويات للمشاكل الملحة والمعقدة التي تتعرض لها المنطقة والتي تتسبب في معاناة إنسانية كبيرة للبشر.
وأشار قداسته إلى دعمه لجهود مصر في وقف العنف والإرهاب، فضلا عن تحقيق التنمية، مشيدا بالجهود التي تبذلها للوصول إلى الازدهار والسلام.
وقد تم خلال اللقاء التباحث حول سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات بين مصر والفاتيكان، لاسيما في ضوء تزامن زيارة بابا الفاتيكان لمصر مع الذكري السبعين لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين.
واستعرض السيسي خلال اللقاء عددا من القضايا الوطنية، حيث أشار إلى ما يتحمله الشعب المصري بكل شجاعة من أعباء في إطار مواجهة التطرف والإرهاب، مؤكدا ان مصر ستظل دوما مستعدة للاضطلاع بدورها كنموذج للإسلام المعتدل، وذلك لما تمتلكه من مقومات حضارية وتاريخية، كما أكد ان المصريين المسيحيين هم جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني المصري، وأن الدولة تتعامل مع كل أبناء مصر على أساس المواطنة والحقوق الدستورية والقانونية، فضلا عن ترسيخ ثقافة المساواة والانتماء الوطني، الأمر الذي حصن مصر بنسيج اجتماعي متين تمكنت بفضله من دحر قوى التطرف والظلام.
وتبادل الجانبان في ختام اللقاء الميداليات التذكارية، حيث قدم قداسة البابا ميدالية تذكارية أصدرها الفاتيكان بمناسبة زيارته إلى مصر، تم فيها إبراز لجوء العائلة المقدسة إلى مصر، بينما قدم الرئيس لوحة تذكارية تمثل احتفاء مصر بالعائلة المقدسة على أرضها.
كما انتقل البابا فرانسيس للقاء شيخ الأزهر الإمام الأكبر د.أحمد الطيب، وشارك في الجلسة الختامية لمؤتمر السلام العالمي الذي بدأ أعماله أمس الأول حيث ألقى كلمة في المؤتمر، كما توجه الى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية للقاء البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، كما زار الكنيسة البطرسية في العباسية التي شهدت الحادث الإرهابي في نهاية العام الماضي للصلاة على روح الشهداء.
شيخ الأزهر: تجارة السلاح وتشغيل «مصانع الموت» سبب تبرير جريمة الإرهاب
قال الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن السبب الوحيد الذي يبرر جرائم الإرهاب هو تجارة السلاح وتسويقه، وضمان تشغيل مصانع الموت، إضافة إلى ضمان الثراء الفاحش من صفقات مريبة تسبقها قرارات دولية طائشة.
وأكد الطيب، في كلمته خلال المؤتمر العالمي للسلام في حضور البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، ان المنطقة تعيش في مأساة إنسانية بالغة الحزن، موضحا: «لا نعدو الحقيقة إذا قلنا إن التاريخ لا يعرف لها مثيلا من قبل».
وأضاف الطيب: «العقلاء وأصحاب الضمائر اليقظة لا يزالون يبحثون عن سبب مقنع وراء هذه المأساة التي كتب علينا ان ندفع ثمنها الفادح من أرواحنا ودمائنا، ولا يصلون إلى سبب واحد منطقي يبرر كوارث الإرهاب.
وقال إنه لا حل فيما يؤكد عقلاء المفكرين في الغرب والشرق إلا بإعادة الوعى برسالات السماء وإخضاع الخطاب الحداثي المنحرف لقراءة نقدية عميقة تنتشل العقل الإنساني مما أصابه من فقر الفلسفة التجريبية وجموح العقل الفردى المستبد وهيمنته على حياة الأفراد.
وأضاف ان الأرض الآن ممهدة لأن تأخذ الأديان دورها في إبراز قيم السلام والعدل والمساواة واحترام الإنسان أيا كان دينه ولونه وعرقه ولغته، متابعا: «في القرآن الكريم نقرأ قوله تعالى (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)، كما نقرأ في باب التعارف والتراحم: (يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
من جانبه، بدأ البابا فرانسيس كلمته، بقوله: «السلام عليكم»، مضيفا: إنه لشرف عظيم ان أبدأ زيارتي لمصر وأشكر أخي الكبير الإمام الأكبر أن نظم هذا المؤتمر ودعاني إليه.
وأكد ان مصر أرض الحضارة منذ بدء التاريخ، ومنذ قدم التاريخ ظهرت الحضارة على ضفاف نهر النيل وكانت رمزا لها.
وقال إن دور الحضارة والعلم ظهر جليا في مصر مما ترك أثرا واضحا يقدره العالم أجمع في جميع المجالات، سواء في مجال الرياضيات والفيزياء والعمارة، والبحث عن المعرفة، مشيرا إلى أن تلك علوم اختارها جميع المقيمين على هذه الأرض منذ التاريخ، وهي كذلك علوم مهمة للمستقبل والبحث عن السلام.
وأوضح انه لن يكون هناك سلام دون تعليم للأجيال الصاعدة، ولن يكون هناك تعليم جيد للشباب إن لم تكن الأفكار المقدمة لهم في عملية التعليم مرتبطة بما يحتاجونه وتلبي احتياجاتهم الأساسية.
بابا الفاتيكان والبابا تواضروس ينهيان خلافاً حول «سر المعمودية»
القاهرة ـ أ.ش.أ: ينتظر أن تشهد زيارة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان توقيعه اتفاقا مع البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ينهي الخلاف بين الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية حول إعادة «سر المعمودية».
وبحسب بيان للمجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية نشره الأنبا رفائيل سكرتير المجمع المقدس على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» فإن الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية ستوقعان بيانا خلال زيارة البابا فرانسيس ينهي الخلاف حول الأمر.
وذكر البيان أن النص الذي سيتم التوقيع عليه هو «طاعة لعمل الروح القدس الذي يقدس الكنيسة ويحفظها عبر العصور ويقودها لتبلغ الوحدة الكاملة التي صلى المسيح من أجلها، نحن اليوم البابا فرنسيس والبابا تواضروس الثاني كي نسعد قلب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح وكذلك قلوب أبنائنا في الإيمان، نسعى جاهدين بضمير صالح نحو عدم إعادة سر المعمودية الممارس في كنيستينا للشخص الذي يريد الانضمام للكنيسة الأخرى حسب تعاليم الكتاب المقدس وإيمان المجامع المسكونية الثلاثة في نيقية والقسطنطينية وأفسس. نطلب من الله الآب أن يقودنا في الأوقات وبالطرق التي يريدها الروح القدس إلى بلوغ الوحدة التامة لجسد المسيح السري».