قضت محكمة جنايات القاهرة امس برئاسة المستشار محمد ناجي شحاتة، بمعاقبة 43 متهما بالسجن المؤبد لمدة 25 عاما وإلزامهم بسداد قيمة التلفيات التي تسببوا فيها متضامنين فيما بينهم بما قيمته 17 مليونا و684 ألف جنيه.. ومعاقبة 9 متهمين (أحداث) بالسجن لمدة 10 سنوات، ومعاقبة متهمة واحدة بالسجن لمدة 5 سنوات، وذلك في ختام إعادة إجراءات محاكمتهم، وبرأت المحكمة 92 متهما آخرين في القضية مما هو منسوب إليهم من اتهامات.
وقالت المحكمة في كلمة استهلت بها جلسة النطق بالحكم «في الوقت الذي كان فيه بلدنا الغالي يلملم جراحه ويسعى لإصلاح ما قامت به طغمة باغية خيل لها خيالها المريض أنهم صفوة المجتمع والقادرون على تولي أمور الحكم فيه دون غيرهم، فامتدت أيديهم وأقدمت على فعلة شنعاء تمثلت في إحراق تاريخ بلادهم وهو الأمر الذي حفظته الأيدي الأمينة على مدى مئات السنين، وحتى في الفترة التي كان فيها المستعمر لم يجرؤ على أن تمتد يداه لتاريخ مصر».
وأضافت المحكمة أن المتهمين: «وقفوا يتراقصون فرحين بما فعلوا ولم يراعوا تاريخ بلدهم، وقطعت الأوراق بثبوت الأدلة في حق من ثبتت إدانته.. وأما من قصرت معه الأدلة في حقهم وغابت الشرعية الإجرائية عنهم، فإن المحكمة بقدر ما كرهت هذه الفعلة وما تم فيها، فإنها لم تجد غضاضة في أن تقضي ببراءتهم مما نسب إليهم إعلاء للشرعية الإجرائية، فخير للعدالة أن يفلت ألف مجرم من العقاب من أن يدان بريء واحد».