- لجنة لفحص «الصندوق الأسود» للقطار المتسبب في الكارثة
- وزير النقل: نحتاج 45 مليار جنيه لتطوير السكة الحديد
القاهرة - خديجة حمودة - ناهد امام - مجدي عبدالرحمن -ووكالات
لليوم الثاني، استمرت ردود الأفعال الغاضبة في مأساة حادث تصادم قطاري الإسكندرية امس الأول، والذي اسفر حتى الآن وحسب الإعلان الرسمي من وزارة الصحة عن وفاة 44 وإصابة 173 آخرين الى جانب وفاة مستشار وزير النقل لشؤون الصيانة م.مصطفى السيد إثر إصابته بغيبوبة عقب تفقد موقع الحادث، حيث أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسي عن خالص تعازيه لأهالي الضحايا، مؤكدا أن الدولة ستسخر كل إمكاناتها لتوفير الرعاية الكاملة لهم وللمصابين، كما وجه جميع أجهزة الدولة والمسؤولين المعنيين بمتابعة تطورات الحادث وتشكيل فرق عمل للتحقيق في ملابساته والتعرف على أسبابه، ومحاسبة المسؤولين عنه.
تعزية خادم الحرمين من جانبه، بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز امس الاول برقية تعزية الى الرئيس عبدالفتاح السيسي لضحايا الحادث الذي اسفر عن سقوط عشرات الضحايا والمصابين.ونقلت وكالة الانباء السعودية عن خادم الحرمين الشريفين قوله: «علمنا بألم شديد نبأ حادث تصادم القطارين بالقرب من مدينة الإسكندرية وما نتج عنه من ضحايا وإصابات».
وأعرب خادم الحرمين الشريفين باسمه ونيابة عن شعب وحكومة المملكة العربية السعودية أحر التعازي وأصدق المواساة لمصر حكومة وشعبا، سائلا المولى تعالى أن يتغمد المتوفين بواسع رحمته ويلهم ذويهم الصبر والسلوان.كما تقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتعازي للرئيس عبدالفتاح السيسي، وذكر بيان صادر عن الكرملين أن الرئيس الروسي بعث ببرقية عزاء إلى الرئيس السيسي أعرب فيها عن تعازيه لسيادته وللشعب المصري في هذا الحادث المأساوي، كما أعرب عن مشاعر المواساة لذوي الضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين جراء الحادث.
لجنة تحقيق فنية هذا، وقد تمكنت أوناش السكة الحديد والهيئة الهندسية للقوات المسلحة صباح امس وبعد جهود كبيرة طوال ليل امس الأول من رفع آثار الحادث الذي تسبب في توقف حركة القطارات على خط القاهرة الإسكندرية من الاتجاهين.
هذا، وقد أعلنت هيئة السكة الحديد في بيان رسمي تشكيل لجنة فنية للتحقيق في أسباب تصادم قطاري الإسكندرية، حيث كان القطار رقم 571 القادم من بورسعيد متوقفا بالخط الطوالي بمحطة خورشيد على مدخل الإسكندرية بسبب عطل فني، قبل أن يأتي القطار الآخر رقم 13 القادم من القاهرة ويصطدم به من الخلف بقوة، ما أدى إلى انقلابه من على شريط السكة الحديد، مرجعة التصادم إلى تجاوز سائق القطار رقم 13 للسرعة المقررة.
وأضافت مصادر متابعة أن تحقيقات اللجنة الفنية المشكلة ستبين ما إذا كان سائق القطار رقم 13 أغلق جهاز «اي تي سي» المسؤول عن التحكم في مسيرة القطارات أم لا، لافتا إلى أن تحليل بيانات شريط جهاز التحكم بالقطار سيحدد أسباب الحادث، بشكل تفصيلي وآخر الأوامر التي اتخذها السائق.تقارير أوليةمن جهة أخرى، كشفت التقارير الاولية أن الخسائر المبدئية للحادث قد تصل إلى 100 مليون جنيه.
وقالت مصادر مسؤولة من وزارة النقل: إن هناك لجنة مبدئية تقوم بحصر جميع الخسائر وفحص جهاز ATC «الصندوق الأسود» لقطار اكسبريس رقم 13.آثار حادث التصادمكما أمرت المستشارة رشيدة فتح الله رئيس هيئة النيابة الإدارية بفتح تحقيق عاجل في الواقعة وكلفت فريق من رؤساء النيابة بالمكتب الفني لرئيس الهيئة والنيابة الإدارية بالإسكندرية بالانتقال لمكان الحادث لإجراء المعاينة اللازمة والبدء الفوري في التحقيقات لتحديد أسباب وقوع الحادث والمسؤولين عنه مع عرض نتائج التحقيقات عليها فور انتهائها للتصرف.
لجنة تحقيق سباعيةكما أمر النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق بتشكيل لجنة سباعية من المختصين بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة والمكتب الاستشاري بالكلية الفنية العسكرية، لإعداد تقرير شامل بشأن حادث التصادم المروع، وذكر مكتب النائب العام أن اللجنة ستضم في عضويتها اثنين من أعضاء هيئة الرقابة الإدارية، وأوضحت النيابة العامة أن مهمة اللجنة ستكون الانتقال لمعاينة موقع الحادث لفحص مدى صلاحية خطوط السكك الحديدية والإشارات الضوئية المنظمة للسير (السيمافورات) من الناحية الفنية وفقا للاشتراطات والمعايير المقررة لتشغيل خطوط السكك الحديدية وأيضا معاينة وفحص القطارين المتصادمين وأجهزة التحكم بهما وجهاز (إيه.تي.سي) المسؤول عن التحكم في سير القطارات بكل قطار من القطارين، وفحصهما وتحديد بياناتهما، وذلك لبيان مدى صلاحية خطوط السكك الحديدية والإشارات الضوئية المنظمة للسير ومدى توافر الشروط والمعايير المقررة للتشغيل بها من عدمه، فضلا عن بيان أوجه القصور والإخلال بكل صوره، وسبب ذلك الإخلال حال تواجده وتحديد المسؤول عنه ووجه القصور المنسوب إليه، وسند مسؤوليته وتحديد دور ومسؤولية كل منهم عن الحادث.
تطوير كبيرإلى ذلك، قالت مصادر برلمانية: ان وزير النقل هشام عرفات نجا دستوريا من الاقالة الفورية من منصبه وهو ما كان معتادا في حالات وقوع الكوارث نتيجة وجود البرلمان في عطلته السنوية والذي استوجب الدستور اخذ رأي البرلمان اضافة الى ضرورة موافقته على تعيين وزير جديد.
من جانبه، كشف وزير النقل أن وزارة النقل بدأت في تطوير السكة الحديد منذ عام 2014، مشيرا إلى أن تطوير هيئة السكة الحديد يحتاج الى 45 مليار جنيه، مضيفا أن هناك 19 مليار جنيه تكلفة المشروعات التي تعمل بها هيئة السكة الحديد من الإسكندرية لنجع حمادي.وأكد أن تطوير الإشارات تتكلف 20 مليار جنيه والانتهاء منها في 2019 كما كشف أن هناك 1620 مزلقانا شرعيا وأكثر من 2000 مزلقان أو معبر غير شرعي اقامه الأهالي ولدينا 1200 كيلو من القضبان تحتاج تغيرها.
من أجواء الحادث
قرر وزير النقل د.هشام عرفات إيقاف كل من مدير عام التشغيل على الشبكة لمنطقة غرب الدلتا ومدير عام تشغيل مسافات طويلة للمنطقة المركزية وملاحظ برج أبيس وملاحظ برج خورشيد، وذلك لحين انتهاء التحقيقات في أسباب حادث تصادم القطارين، كما أكد أنه ستتم محاسبة المقصرين والمتسببين في الحادث فور انتهاء التحقيقات.
>>>
أعلن المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان د.خالد مجاهد عن خروج 47 مواطنا من المستشفيات بعد تلقيهم العلاج اللازم، فيما لا يزال 132 بالمستشفيات حتى الآن، وقال إنه تم نقل حالات الوفاة والمصابين بمشاركة 82 سيارة إسعاف، الى مشارح مستشفيات كوم الدكة، وصدر المعمورة، ورأس التين، والميري، فيما تم نقل المصابين إلى مستشفيي رأس التين، والجمهورية التابعين للوزارة، ومصطفى كامل العسكري، والشرطة بالإسكندرية، والميري والإيطالي. وأضاف أن أغلب الحالات بالمستشفيات حالتهم الصحية تتراوح بين بسيطة ومتوسطة، فيما عدا 12 حالة فقط بالرعاية المركزة، مشيرا إلى أنه من المنتظر خروج المصابين خلال الساعات والأيام القليلة القادمة.
>>>
قررت لجنة النقل في مجلس النواب استدعاء وزير النقل هشام عرفات وجميع المسؤولين عن هيئة السكة الحديد لاستجوابهم بشأن الحادث فضلا عن عقد زيارة ميدانية للوقوف على ملابسات التصادم، وقال رئيس لجنة النقل اللواء سعيد طعيمة انه سيتم عقد اجتماع طارئ لأعضاء اللجنة هذا الأسبوع لدراسة أسباب الحادث وسبل تلافيه في المستقبل، كما اكد ان اللجنة ستتابع نتائج التحقيق للوقوف على جميع أسبابه وملابساته.
>>>
قال مدير مرفق الإسعاف في الإسكندرية د.محمد حمص: إنه تم تسليم 33 من جثامين ضحايا حادث التصادم لذويهم حتى الآن، وإن 6 جثامين لم يتم التعرف عليها حتى الآن، فيما توجد 3 جثامين بمستشفى طوارئ سموحة. وأضاف أن سيارات الإسعاف نقلت 19 جثمانا إلى المحافظات، معظمهم من محافظة الشرقية، بينما قام الأهالي بنقل 12 آخرين بسيارات تابعة لهم. هذا، وخصصت مكاتب صحة ميدانية بالمستشفيات ومشرحة كوم الدكة لتسهيل استخراج تصاريح الدفن وشهادات الوفاة لضحايا الحادث.
>>>
استمعت النيابة العامة بإشراف المستشار سعيد عبدالمحسن المحامي العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية إلى أقوال عدد من شهود الواقعة والمصابين في الحادث الذين أكدوا أن قوة التصادم أدت إلى تطاير أشلاء الجثث على القضبان، وتهشم وتلف 5 عربات بالقطارين، بالإضافة الى تلف وتحطم جرار قطار القاهرة - الاسكندرية، وأوضحوا أن معظم القتلى كانوا من ركاب العربات الأخيرة من القطار المعطل والعربات الأولى من القطار القادم بسرعته.
>>>
أعرب وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان عن تضامنه الكامل مع مصر إثر حادث التصادم، حيث عبر عن تعازيه الحارة لأسر الضحايا وعن تمنياته للمصابين بالشفاء العاجل.