عواصم - خديجة حمودة ووكالات
في أول اجتماع له منذ انتخابه رئيسا لمصر في 2014، التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي مساء امس الأول برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك على هامش اجتماعات الدورة الـ 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث خصص اللقاء لإجراء اول محادثات علنية حول سبل «إحياء عملية السلام» في الشرق الأوسط.
وبحسب بيان للرئاسة المصرية، فإن الرئيس السيسي أكد الأهمية التي توليها مصر لمساعي استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل التوصل إلى «حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية».
وأضاف ان السيسي شدد على أهمية التوصل إلى «تسوية نهائية وعادلة للقضية الفلسطينية» من أجل «توفير واقع جديد في الشرق الأوسط تنعم فيه جميع شعوب المنطقة بالاستقرار والأمن والتنمية».
وتم خلال اللقاء بحث سبل استئناف عملية السلام المتوقفة منذ العام 2014 وإقامة دولة فلسطينية و«توفير الضمانات اللازمة» لنجاح عملية التسوية بين الجانبين.
وذكر البيان ان السيسي أشاد بمساعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاستئناف المفاوضات الإسرائيلية ـ الفلسطينية، وأشار إلى أن التسوية النهائية والعادلة للقضية الفلسطينية «ستسهم في توفير واقع جديد في الشرق الأوسط تنعم فيه شعوب المنطقة بالاستقرار والأمن والتنمية».
وتابع البيان ان نتنياهو عبر خلال الاجتماع عن تقديره «لدور مصر المهم في الشرق الأوسط وجهودها في مكافحة الإرهاب وإرساء دعائم الاستقرار والسلام في المنطقة».
ومن شأن انفراجة في العلاقات بين السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة ان تسهم في تعزيز الموقف الفلسطيني في محادثات السلام مع إسرائيل وتخفف من التوتر بين إسرائيل وحماس.
بموازاة ذلك، التقى السيسي نظيره الفلسطيني محمود عباس أبومازن، بمقر إقامة رئيس الجمهورية في مدينة نيويورك، حيث أعرب أبومازن عن تقديره وامتنانه لجهود مصر الصادقة ومساعيها المقدرة التي ساهمت في تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، مشيدا بدور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية وما يتميز به من ثبات واستمرارية، كما أشار إلى الأجواء الإيجابية التي أصبحت تسود الساحة الفلسطينية عقب إعلان حركة حماس عن حل اللجنة الإدارية والترحيب بحكومة الوفاق الوطني لممارسة مهامها في قطاع غزة وصولا إلى إجراء الانتخابات العامة، مؤكدا ان السلطة الفلسطينية عازمة على المضي قدما في خطوات إنهاء الانقسام سعيا لتوحيد الشعب الفلسطيني وتمكينه من مواجهة التحديات المختلفة التي تواجه القضية الفلسطينية.
بدوره، أكد السيسي خلال اللقاء أن القضية الفلسطينية ستظل لها الأولوية في سياسة مصر الخارجية، ومؤكدا مواصلة مصر لجهودها الحثيثة مع الأطراف الفلسطينية من أجل رأب الصدع وإنهاء الانقسام بين الفصائل الفلسطينية في الصفة الغربية وقطاع غزة، بما يمكن حكومة الوفاق الوطني من الاضطلاع بمهامها في كل الأراضي الفلسطينية.
وقد اتفق الرئيسان خلال اللقاء على مواصلة التشاور والتنسيق المكثف بينهما من أجل متابعة الخطوات القادمة على صعيد توحيد الصف الفلسطيني بما يساهم في تحقيق آمال الشعب الفلسطيني لإنهاء الانقسام وتمكينه من بناء دولته المستقلة وضمان مستقبل أفضل لأجياله المقبلة.
مجلس الأعمال للتفاهم الدولي
من جهة أخرى، شهد السيسي امس الاول عشاء عمل نظمه مجلس الأعمال للتفاهم الدولي، وهو منظمة غير حكومية لا تهدف للربح وتشجع إقامة حوار بين القادة السياسيين ومجتمعات الأعمال في مختلف دول العالم، ويضم في عضويته عددا من مديري كبرى الشركات الأميركية وصناديق الاستثمار وشركات إدارة الأصول والمحافظ المالية في الولايات المتحدة.
وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن بيتر تشانسكي رئيس المجلس رحب في مستهل عشاء العمل بالسيسي، معربا عن سعادة المجلس بهذا اللقاء، ومشيدا بعملية التنمية الجارية في مصر والقرارات الاقتصادية الجادة والحاسمة التي تم اتخاذها، كما أكد عزم مجلس الأعمال للتفاهم الدولي دعم التعاون الاقتصادي بين البلدين في المجالات المختلفة، وتعزيز الأنشطة الاستثمارية للشركات الأميركية في مصر.
وأضاف ان الرئيس أعرب من جانبه عن سعادته بلقاء هذه النخبة المتميزة من الشركات الأميركية وصناديق الاستثمار، ومشيرا إلى جدية توجه الحكومة لجذب الاستثمارات لتحقيق نقلة نوعية في الاقتصاد المصري.
واستعرض الرئيس الخطط التي تنفذها الحكومة من أجل النهوض بالاقتصاد وتوفير مناخ جاذب للاستثمار، مشيرا على سبيل المثال إلى إنشاء المدن الجديدة في كل أنحاء مصر، وتوفر 240 مليون متر مربع من المناطق الصناعية واللوجستية في محور تنمية قناة السويس للاستثمار في كل المجالات، ومن بينها صناعة البتروكيماويات والأدوية وتكنولوجيا المعلومات، فضلا عن توافر فرص استثمارية عديدة في مجال الطاقة المتجددة، لاسيما في ضوء ما تتمتع به مصر من إمكانات كبيرة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وفي هذا الإطار، أعرب السيسي عن التطلع لأن تعمل الشركات الأميركية على تعزيز أنشطتها في مصر، خاصة في ضوء كبر حجم السوق المصري، بالإضافة إلى إمكانية التصدير إلى الدول والتكتلات الاقتصادية التي ترتبط معها مصر باتفاقيات تجارية في العالم العربي والقارة الأفريقية وأوروبا.