حوار: خديجة حمودة
للمرة الأولى في الجامعات المصرية، أطلقت جامعة القاهرة مبادرة «طلاب من أجل مصر» تحت رعاية رئيس الجامعة د.محمد عثمان الخشت، وهي مبادرة طلابية تهدف إلى تدريب وتأهيل الطلبة للعمل الحر والتجاري في المستقبل، عبر توفير دورات تدريبية متخصصة لهم وتطبيق بعض الأفكار للطلبة المتميزين على أرض الواقع.
«الأنباء» التقت المدير التنفيذي لمركز تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس والقيادات بجامعة القاهرة والمنسق العام للمبادرة د.عمرو مصطفى، الذي أكد أن الهدف الأساسي من المبادرة هو خلق مجتمع طلابي قوي ومتطور يساهم في تحقيق التنمية المستدامة حتى 2030 من أجل مصر، مضيفا أن رسالة المبادرة الحقيقية هي تدريب وإعداد الطلاب الجامعيين لإقامة الأنشطة والمشروعات التدريبية، وذلك باستخدام أحدث الوسائل والأنظمة لتحقيق المشاركة الفعالة لهم في الارتقاء بالوطن والتأكيد على مكانته الكبيرة بين دول العالم.
وحول عملية تمويل هذه المبادرة وأهم المشاريع التي انطلقت بها على أرض الواقع الفعلي، قال د.عمرو مصطفى إن البداية كانت من خلال تبرعات أعضاء هيئة التدريس أنفسهم، ولاحقا أبدت مجموعة من رجال الأعمال استعدادهم للتعاون معنا بعد أن نالت المبادرة إعجابهم، ومنهم مؤسس جمعية «من أجل مصر» الذي قرر تقديم دعم لوجسيتي ومادي لبعض الأنشطة، بالإضافة إلى تقديم تكلفة مشاريع الطلاب العشرة المتميزين من أصحاب الأفكار الجديدة بعد اجتيازهم فترة التدريب.
كما كشف أن المبادرة انطلقت بمجموعة مشاريع، منها تصنيع منتجات الألبان واللحوم وتسمين الدواجن والسمان، ومناحل إنتاج عسل النحل، وأيضا مشاريع إنشاء المزارع السمكية وزراعات النباتات العطرية وكذلك مشروعات إنتاج مبيدات المزارع ونباتات الزينة وزهور القطف وتصنيع الأسمدة العضوية.
وتوقع مصطفى أن تحقق المبادرة نجاحا كبيرا في الفترة المقبلة، مبينا السعي الى إدخال بعض الخريجين جنبا إلى جنب مع الطلبة على أن يكون ذلك في شكل منح مجانية بهدف توفير فرص عمل لهم، وأيضا البحث عن دعم مادي من رجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدني لهذه المبادرة.. وإلى تفاصيل المقابلة:
كيف ولدت فكرة هذه المبادرة الرائدة جدا في تكوين رجل أعمال مستقبلي؟
٭ الفكرة تولدت بعد ملاحظتنا أن الطلاب يعانون من عدم وجود تواصل مع أساتذتهم في الجامعة، خاصة أثناء العطلة الصيفية، كما أنهم لا يجدون من يوجههم لإقامة مشروعات صناعية صغيرة سريعة الربح وقليلة التكاليف، خاصة أنهم يبحثون عن دورات للتدريب ولا يتقدمون الى تلك التي تستمر فترات طويلة وتكون مكلفة بالنسبة لهم.
وما الأهداف التي تسعون الى تحقيقها؟ وكيف نجحتم في الوصول إلى هذا الحشد الكبير من الطلبة؟
٭ نسعى الى تقديم أحدث الوسائل التدريبية للطلاب الجامعيين في مختلف المجالات التنموية ورفع مستوى الوعي لدى الفئات المستهدفة لدفعهم نحو المشاركة في التنمية ودعم طلاب السنة النهائية وشباب الخريجين لوجستيا لاقتحام مجال ريادة الأعمال وإنجاز تجاربهم العملية مع تحقيق التواصل بين شباب الجامعات المصرية والجامعات المختلفة في أنحاء العالم لتبادل التجارب وتطوير المهارات، ووصولا الى تجميع هذا العدد من الطلبة، فقد انطلقنا على مستوى جميع الجامعات المصرية وكانت الدعوة الأولى منذ اكثر من عام ونصف العام، وخلال تلك الفترة ركزنا النشاط على الجانب الثقافي والتدريبي في جميع الجامعات لتعريف الطلبة على أهداف المبادرة، ومن ثم تحولنا الآن إلى العمل الحقيقي والتطبيق على أرض الواقع.
ومتى تبدأ الدورات؟ والوقت الذي تستغرقه الدورة التدريبية الواحدة؟
٭ بخصوص موعد الدورات، فقد بدأت بالفعل، حيث اخترنا أن تبدأ أثناء الدراسة لضمان التواصل بين الطلاب والأساتذة، كما نقوم الآن بتجهيز برنامج تدريبي على website ليختار الطلاب ما يناسبهم من برامج وكذلك من مواعيد، وقد لاحظنا إقبال الطلاب على المشروعات الكيميائية اكثر لأنها بالإضافة إلى قلة تكلفتها فان الإقبال على استهلاك منتجاتها عالٍ جدا.
أما بخصوص الوقت الذي تستغرقه الدورة، فالتدريب يكون حسب نوع البرنامج، حيث هناك برامج تستغرق يوما واحدا وأخرى تتراوح بين 3 و5 أيام أو أسبوع أو حتى شهر، وذلك من منطلق أن المشاريع الزراعية تحتاج الى وقت أطول، أما الصناعات الكيميائية مثلا فهي بحاجة لمدد زمنية أطول لأنها تعتمد أساسا على تعليم المتدرب لعملية التصنيع.
ماذا عن التمويل؟ وما أهم المشروعات التي بدأ التدريب عليها بالفعل؟
٭ الحقيقة أننا بدأنا بأنفسنا من خلال تبرعات أعضاء هيئة التدريس أنفسهم ولكن رجال الأعمال أبدوا الاستعداد للتعاون معنا، وكان ذلك من خلال التواصل مع د.محمد منظور وهو مؤسس جمعية «من أجل مصر»، وهو من الشخصيات الفاعلة في المجتمع المصري، وقد أعجبته فكرة المبادرة، كما طالب بتقديم دعم لوجسيتي ومادي لبعض الأنشطة، بالإضافة إلى تقديم تكلفة مشاريع الطلاب العشرة المتميزين من أصحاب الأفكار الجديدة بعد اجتيازهم التدريب، وقد انطلقنا بمشاريع لتصنيع منتجات الألبان واللحوم وتسمين الدواجن والسمان، ومناحل إنتاج عسل النحل، وأيضا مشاريع إنشاء المزارع السمكية وزراعات النباتات العطرية وإنتاج عيش الغراب والزراعة من دون تربة أو على قش الأرز وكذلك مشروعات إنتاج مبيدات المزارع ونباتات الزينة وزهور القطف وتصنيع الأسمدة العضوية والعصائر.
ما توقعاتك للمبادرة؟ وما الأهداف التي تبحث عنها للنهوض بها في المستقبل؟
٭ أتوقع أن تحقق المبادرة نجاحا كبيرا من واقع خبرتي وعملي كأستاذ جامعي، لأنني قمت بالفعل خلال سنوات عملي بتدريب حوالي 20 ألف طالب ومعظمهم الآن من رجال الأعمال في مصر، وبشكل عام عملية النجاح تتوقف على الرغبة والمصابرة والإرادة من الطلاب، كما أحاول الآن، بعد أن تأكدنا من نجاح المبادرة، إدخال بعض الخريجين جنبا إلى جنب مع الطلبة على أن يكون ذلك في شكل منح مجانية بهدف توفير فرص عمل لهم، بالإضافة إلى البحث عن دعم مادي من رجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدني، انطلاقا من كون هذه المبادرة عملا قوميا سيؤثر إيجابيا في القضاء على البطالة وفي تغيير أفكار الشباب نحو العمل الحر، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى أن تتغير السلوك والأفعال والتصرفات بشكل تلقائي مستقبلا.