عواصم - خديجة حمودة ووكالات
بعد ساعات من عودته من زيارته الرسمية الى قبرص، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري عشية عودة الأخير الى لبنان للمشاركة في احتفالات يوم الاستقلال ولتوضيح موقفه من الاستقالة التي قدمها بشكل مفاجئ من الرياض في 4 نوفمبر الجاري وتسببت في أزمة سياسية في لبنان، حيث تناول اللقاء تناول آخر مستجدات الأوضاع في المنطقة وتطورات الموقف في لبنان.
وعقب اللقاء اكد الحريري ان الحديث مع الرئيس السيسي تمحور حول استقرار لبنان وسياسة النأي بالنفس عن الأزمات الإقليمية، كما قدم شكره الى الرئيس السيسي على دعمه للاستقرار في لبنان.
وقال: «موقفي السياسي سيكون في لبنان ولن أتحدث بالسياسة الآن».
الى ذلك، قالت الرئاسة المصرية في بيان إن الرئيس السيسي تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس اللبناني العماد ميشال عون مساء امس، تناول تطورات الأوضاع السياسية في لبنان وسبل تعزيز العلاقات الثانية.
وتناول الاتصال أيضا «بحث تطورات الأوضاع السياسية في لبنان، حيث تم التأكيد على أهمية الحفاظ على استقرار لبنان، وضرورة إعلاء المصلحة الوطنية اللبنانية».
واتفق الرئيسان على مواصلة التنسيق والتشاور المكثف إزاء مستجدات الموقف.
القمة الثلاثية
الى ذلك، اختتمت أعمال القمة الثلاثية الخامسة المصرية ـ القبرصية ـ اليونانية التي جمعت الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره القبرصي نيكوس اناستاسيادس ورئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس في نيقوسيا، بتوقيع الدول الثلاثة اتفاقيات تعاون في مجال السياحة.
وكانت اجتماعات القمة قد انطلقت امس في إطار آلية التعاون الثلاثي التي انطلقت بالقاهرة في نوفمبر 2014، وناقشت القمة بحث سبل دعم وتعميق العلاقات المميزة بين الدول الثلاث وتفعيل أطر التعاون القائم بينها، بالإضافة إلى تعزيز التشاور السياسي بين الدول الثلاث حول كيفية التصدي للتحديات التي تواجه منطقتي الشرق الأوسط والبحر المتوسط.
وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقده الزعماء الثلاثة عقب انتهاء الاجتماعات، قال السيسي، ان آلية التعاون بين بلادنا بدأت بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي وترسيخ العلاقات السياسية المستقرة بين دولنا، مشيرا إلى أن تلك الآلية تحولت منذ إطلاقها من القاهرة في نوفمبر 2014 هي أحد أهم أركان الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة شرق المتوسط.
وأكـــد السيــسي، ان القضيـــتين، القـبرصية والفلسطينية، ذات أولوية خاصة في إطار المباحثات مع رئيس قبرص، مشيرا إلى أن أزمات مثل سورية وليبيا وعدد من الأزمات الأخرى تظهر كتحد لنا للحفاظ على المبادئ الثابتة للقانون الدولي من جهة ومساندة تلك الدول وشعوبها لتخطي الأزمات الراهنة والمخاطر التي تتعرض لها من جهة أخرى.
وأضاف السيسي ان الإرهاب سيظل خطرا كبيرا يهدد شعوب المنطقة بل والإنسانية كلها، الأمر الذي يستدعي تكاتف كل الدول وتسخير إمكاناتها للتصدي له، باعتبار أن توفير حياة آمنة لمواطنيها هو أبسط حقوق الإنسان التي تفرضه علينا مسؤولياتنا فضلا عن مجابهة الفكر المتطرف.
وعن ظاهرة الهجرة غير الشرعية، قال الرئيس إنها نتجت عن الأوضاع التي تتعرض لها منطقة شرق المتوسط.
كما أعلن السيسي، عن اتفاق الدول الثلاث على إقامة أسبوع بعنوان «الجاليات المصــرية واليونـــــانية والقبرصية لإحياء الجذور»، يقوم خلالها أصدقاؤنا الذين سبقوا وأن أقاموا في مصر بالعودة إليها لمدة أسبوع في يناير المقبل، وزيارة الأماكن التي كانوا يقيمون بها.
الأزمة القبرصية
من جانبه، أكد الرئيس القـــبرصــي نيكـــــوس أناستاسيادس، ان الاجتماع عمق العلاقات بين الدول الثلاث، ومشيرا إلى أن التعاون بين الدول الثلاث أثمر نتائج لصالح شعوبنا، وموضحا ان أهم الموضوعات التي تطرقت لها قمة هي قطاعات الطاقة، لافتا إلى اكتشافات حقول الغاز الجديدة بمنطقة شرق المتوسط، والتي ستكون حافزا ومساهما في زيادة النمو واستقرار منطقة شرق المتوسط.
وأشار إلى ان الأزمة القبرصية كانت في قائمة الأعمال بين مصر واليونان وقبرص، وتحدثوا عن التطورات في الموضوع القبرصي وإصرار تركيا على متطلبات غير مقبولة تضع عراقيل في التطور مع تواجد وحدات عسكرية في قبرص، مضيفا: «وصلنا مؤخرا لحل المشكلة القبرصية لكن للأسف إصرار تركيا كان السبب في الفشل، وأؤكد ان هذه ليست الفرصة الأخيرة لأننا نصر على حل المشكلة في إطار حوار حتى يكون الجميع على علم بالنوايا من كل الجهات والأطراف».
السيسي واليونان
وعلى هامش أعمال القمة الثلاثية، التقى الرئيس السيسي، رئيس وزراء اليونان، وأشار الجانبان إلى إعلان 2018 عاما للصداقة بين البلدين، كما شهد اللقاء إشادة بالمستوى الذي وصلت إليه العلاقات بين مصر واليونان مؤخرا، خاصة منذ إطلاق آلية التعاون الثلاثي، كما لفت الرئيس ورئيس الوزراء اليوناني إلى إعلان عام 2018 عاما للصداقة المصرية ـ اليونانية، مؤكدين أهمية استغلال هذه الفرصة لإبراز النتائج الإيجابية لتطور العلاقات بين البلدين وأثرها في تلبية طموحات الشعبين الصديقين لتحقيق التنمية.