أقام المركز الثقافي الصيني بالقاهرة معرض صور عن الفلاح الصيني بعنوان «رومانسية الأراضي الملونة» أقيم في مركز الهناجر للفنون بدار الأوبرا، قبل عدة أيام.
وقد دعيت إلى حضوره. على الرغم من روعة الفن التجسيدي الذي أظهرته الصور عن الفلاح الصيني، وحياته، ومعيشته.
إلا أن العديد من الملاحظات توقفت أمامها كثيرا، لعل أهمها: أولا، حرص العديد من قيادات الأوبرا على حضور افتتاح المعرض ومشاهدة الصور المعروضة. ثانيا، حضور مكثف من الشباب من الجنسين للمعرض سواء صحافيين أو باحثين أو مهتمين بالصين دراسة وبحثا.
ثالثا، والأهم بالنسبة لي أن المعرض لا توجد به أي كلمة أو مقاسات للصور باللغة العربية، ونحن في مصر بلد الأزهر الشريف جامعا وجامعة، الذي مثل بداية مبادرات التواصل بين البعثات الصينية والعالم العربي بشكل عام.
فبنر (اللافتة) المعرض مكتوب باللغة الصينية ولا يوجد به أي ترجمة إلى اللغة عربية - ونحن في مصر- وكذلك الصور، فالضيوف الكرام ممن حضروا المعرض من قيادات الأوبرا صاحبتهم مترجمة ماهرة خلال افتتاح المعرض لتعرفهم بالصور وتعطيهم لمحة عنها. وما دون ذلك من زوار للمعرض لم يساعدهم أحد، ولم يجدوا من يشرح لهم!
رابعا، انسحاب كامل للمركز الثقافي الصيني بالقاهرة قيادة وأعضاء من المعرض قبل انتهائه، ومن حضر لنهاية المعرض، فقد شاهد توافد شباب وفتيات، إلى المعرض قبل انتهائه، والجميع مستغرب ومستهجن عدم وجود من يترجم لهم أو يعرفهم على الصور المعروضة والتي تعبر عن حياة الفلاحين الصينيين.
خامسا، توافد فئات مختلفة من المجتمع المصري قد لا تكون من ضمن فئة المثقفين، تعبر عن اهتمام بالصين دولة وشعبا، وحرص على التعرف عليها من قرب.
سادسا، عندما طلب بعض الشباب المصري الحاضر للمعرض التصوير مع بعض الشباب الصيني في قلب المعرض، رفض الشباب الصيني التصوير. وهذا شيء مستغرب للغاية، فالمعرض صيني، والصور صينية، مقام على أرض مصرية في قلب القاهرة، فأين الترحيب السابق من الصينيين بالتقارب الشعبي بين الجانبين، وأين ذهبت سماحة الصينيين وابتسامتهم، وترحيبهم بالشعب المصري.
ما أردت تسليط الضوء عليه، أن الدولة المصرية بكل مؤسساتها عندما تتعاون مع أي دولة في العالم عليها أن ترشد تلك الدول إلى ضرورة الكتابة وترجمة لافتاتها باللغة العربية، خاصة في بيت الثقافة الكبير «الأوبرا المصرية».
فحرصنا على التعرف على الصين دولة وشعبا وثقافة، لن ينسينا أبدا وطننا الغالي مصر، ولغتنا العربية. فمن زار الصين يجد حرص الدولة على كتابة كل اللافتات باللغة الصينية، مع توافر ترجمة إلى اللغات الأخرى، حسب الحاجة إليها.
كل الملاحظات السابقة، لا تنفي الجهد المبذول من قبل منظمي المعرض، وحرصهم على نجاحه، ولكن ليعلم الجميع أن الدولة المصرية، باقية وقادرة وقوية، وأن التقارب معها وتعميقه، لن يتم إلا بالاحترام المتبادل والمساواة والندية.
تحيا مصر
د.أحمد خميس كاتب وأكاديمي مصري