تشهد مصر عودة واعدة للسياحة بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية.
وتراجعت السياحة منذ ثورة عام 2011 التي اطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك ولكنها تلقت ضربة قاصمة عام 2015 عقب اسقاط طائرة روسية بعيد اقلاعها من منتجع شرم الشيخ ما اسفر عن مقتل 224 شخصا كانوا على متنها.
ويرى مديرو الفنادق ومراكز الغوص ورجال الاعمال وشركات السياحة في مصر ان هناك ارتفاعا في معدلات إشغال السائحين وفي الحجوزات خصوصا في الغردقة ومرسى علم بمحافظة البحر الاحمر.
وفي هذا الصدد، قال علي عقدة الرئيس التنفيذي لشركة ترافكو المصرية، الشريك المحلي لشركة «تي يو آي» التي تعد من كبرى شركات السياحة والرحلات في العالم «هناك زيادة كبيرة في الحجوزات العام الحالي، والطلب على مصر قوي جدا خصوصا من جانب الالمان».
من جهته، أكد محمد ابو ستيت، المدير العام لجزيرة «المحمية»، وهي محمية طبيعية تعد من اهم الاماكن التي يزورها السياح، ان «شركات السياحة والفنادق تحاول تحسين الصورة وتصرف الكثير من المال في حملات إعلانية في الخارج».
وفي السياق، أكد هشام الدميري، رئيس هيئة تنشيط السياحة ان العام التالي على إسقاط الطائرة الروسية، اي العام 2016، «كان واحدا من اسوأ الأعوام التي مرت على السياحة المصرية».
بدوره، قال مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة «أعتقد أن الاتجاه إلى انتعاش السياحة سوف يستمر مادامت ليست هناك أحداث إرهابية كبيرة».
من جانبه، قال مارك زفرا، مدير إدارة الوجهات في شركة «لوكسير تورز»، وكيل السفر التابع لخطوط طيران لوكسمبورغ ان عدد رحلات الطيران المتجهة إلى الغردقة، وهي رحلة واحدة أسبوعيا، ستتضاعف بنهاية مارس الجاري.
واوضح زفرا الذي تنقل شركته السياح إلى مصر من لوكسمبورغ وألمانيا وبلجيكا وفرنسا «لدينا زيادة 250% في الحجوزات مقارنة بالعام الماضي».
وزار مصر في ذلك العام 5.4 ملايين سائح مقارنة بـ14.7 مليونا في عام 2010، ما دفع شركات السياحة والفنادق إلى التركيز على زيادة التعاقد مع وكلاء سفر من خارج روسيا.
وكان القطاع السياحي الذي يوظف الملايين من العمال ويعتبر مصدرا مهما للنقد الاجنبي، تكبد خسائر فادحة بسبب انخفاض عدد السياح اذ انخفضت ايراداته الى 3.8 مليارات دولار في العام المالي 2015-2016، مقارنة بـ 11.6 مليار دولار في العام المالي 2009-2010، حسب بيانات البنك المركزي المصري.
وبلغ العام الماضي عدد السياح الذين زاروا مصر 8.3 ملايين شخص، بحسب الارقام الرسمية.