بخــلاف الاعتقاد الذي ساد بعد موقف العماد ميشال عون الذي قدم الاصلاحات على الانتخابات معلنا اعتراضه على اجراء الانتخابات البلدية من دون اصلاحات، أبلغ العماد عون قيادة حزب الله رسميا أن كل ما يشاع عن رغبته في تأجيل الانتخابات البلدية غير صحيح، وهو يؤيد إجراء هذه الانتخابات في أسرع وقت ممكن، علما بأن عون بادر قبل نحو أربعة أسابيع إلى إنشاء لجنة مركزية تعنى بمتابعة الإعداد للانتخابات البلدية إعدادا منظما، وقد أنجزت هذه اللجنة خلال فترة قياسية إعداد دراسة جدية لقانون الانتخابات وإعداد ملاحظات سهلة ومقنعة ليستخدمها نواب تكتل التغيير والإصلاح في نقاشاتهم، إضافة إلى عملها حاليا على إعداد دراسة مفصلة لوضع القوى السياسية والعائلية في المناطق تمهيدا لتكوين خريطة مناطقية متكاملة كان يفترض أن يعد التيار ما يشبهها قبل أربع سنوات، فضلا عن الإعداد لمؤتمر كبير، يعقد قبل نهاية هذا الشهر، يعلن خلاله عون برنامج عمل يخوض التيار الانتخابات البلدية على أساسه. الواضح ان حزب الله بدأ ايضا ينأى بنفسه عن الحيز الذي وضعه فيه كثيرون سابقا، وهو انه لا يحبذ في الوقت الحاضر ان تتم الانتخابات البلدية في موعدها، لا لانه قاصر عن ادارتها او يخشى فيها التراجع او الهزيمة في دياره، بل لانه الآن في وضع «المستنفر» خوفا من عمل عدواني اسرائيلي، وبالتالي لا يريد اغراق نفسه وقواعده في «متاهة» الانتخابات البلدية والاختيارية التي من شأنها ان تخلق له حساسيات وعصبيات لا يريد لها ان تقوم، وتستغرقه.
لذا كان لافتا بالنسبة الى المتابعين الكلام الذي اطلقه اخيرا نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم والذي اعلن فيه صراحة ان الحزب مع اجراء الانتخابات البلدية في كل حالاتها اي في موعدها او في موعد آخر بالقانون المستجد او بالسالف المعروف.
وهذا الكلام يبدو من حيث المبدأ وكأنه على طرف نقيض مع كلام قاله وزير الحزب محمد فنيش سابقا من ان الحزب اذا ما خير بين تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية والاصلاح فهو ينحاز الى الاصلاح.