بيروت ـ داود رمال
يتوقع ان يثار موضوع مشاركة لبنان في القمة العربية المقررة إقامتها في سيرت الليبية في المحادثات التي سيجريها اليوم الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى مع الرؤساء الثلاثة. وكانت هذه العلاقة شهدت أمس الأول تدهورا من شأنه ان يعزز موقف القوى الشيعية اللبنانية المطالبة بمقاطعة لبنان القمة العربية المقرر عقدها في ليبيا في 27 الجاري.
وفيما اعتبرته الجهات الديبلوماسية اللبنانية مخالفة ليبية للتعامل مع لبنان وفق الأصول الديبلوماسية المتبعة، أرسلت طرابلس الأحد، وبعدما أعلن الرئيس ميشال سليمان انه لن يشارك في القمة العربية، عبر سفيرها في دمشق عبدالسلام احمد ضو دعوة من الرئيس الليبي معمر القذافي الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان للمشاركة في القمة بواسطة السفير اللبناني في دمشق ميشال الخوري، في حين كان موفدون رئاسيون ليبيون يجولون على عدد من العواصم العربية لتسليم زعمائها دعوات مماثلة. وعلم ان السفير الخوري أبرق على عجل الى وزارة الخارجية، فيما تشاور الرئيس سليمان والرئيس الحريري هاتفيا، وأعطى رئيس الجمهورية تعليماته للخارجية بإعادة الرسالة بالبريد. وقد أوضحت مصادر لـ «الأنباء» ان التصرف الليبي سيثيره لبنان مع الأمين العام للجامعة عمرو موسى لتبليغه الموقف الرسمي وهنا تلفت المصادر الى الدعوة التي وجهها لبنان الى ليبيا لحضور قمة 2002 وفق الأصول رغم الخلاف. ويتجه لبنان لمقاطعة القمة العربية للمرة الأولى في تاريخه، أو في أحسن الأحوال تمثيله عبر القائم بأعمال سفارة لبنان في طرابلس الغرب دون إغفال إمكانية استدعائه الى بيروت احتجاجا على الخطوة الليبية.
وتواجه الحكومة اللبنانية معضلة لإيجاد توازن ما بين رغبة المسؤولين اللبنانيين في عدم مقاطعة أي قمة عربية، وهو ما درج عليه لبنان منذ اشتراكه في تأسيس الجامعة العربية، خصوصا انه هذا العام يمثل المجموعة العربية في مجلس الأمن، والضغوطات الداخلية الكبيرة التي تدفعه باتجاه مقاطعة القمة بسبب ملف مؤسس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام موسى الصدر الذي اختفى خلال زيارة رسمية قام بها إلى ليبيا عام 1978.
ويترأس رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وزعيم حركة أمل، تيار رفض المشاركة، رافضا حتى «المشاركة الرمزية»، و«على أي مستوى»، مشيرا إلى أن ما تردد عن مشاركة لبنان بوفد وزاري يرأسه وزير الخارجية بالوكالة طارق متري «تسريبات».
وعلى الرغم من رفض رئيس الجمهورية ميشال سليمان العلني للمشاركة الشخصية من قبله في القمة، إلا أن بري لا يزال يدفع باتجاه «المقاطعة الكاملة»، وإن كانت مصادر في الأكثرية البرلمانية تتوقع أنه سيقبل في نهاية المطاف بمشاركة «رمزية» لأن من مصلحة لبنان عدم الغياب. وقالت مصادر حكومية لبنانية إن رئيس الحكومة سعد الحريري لم يتبلغ تلميحا باستقالة الوزراء الشيعة من الحكومة في حال اتخاذ قرار بالمشاركة في القمة، في تعليقها على موقف النائب هاني قبيسي الذي لوح بمقاطعة النظام اللبناني والخروج من الحياة السياسية، وبخطوات حازمة «إذا ما اتخذ قرارا مماثلا»، وقال: «لا نريد العودة إلى الوراء لدفع الطائفة الشيعية لتهميش دورها السياسي، ولا نريد أن نوصل الأمور إلى ما كانت عليه أثناء الخلاف السياسي (بين فريقي 14 آذار والمعارضة بين عامي 2006 و2008)».