بيروت ـ عمر حبنجر
جدد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب الحملة على الرئيس ميشال سليمان متناولا بعض المراسيم الموقعة من جانبه، ما أوحى للمراقبين في بيروت بأن سليمان الذي أكد علاقته الطيبة مع الرئيس بشار الأسد يواجه حملة «تطويع سياسي»، كما تقول القوات اللبنانية.
وهاب الذي كان أبلغ قناة «او تي في» التابعة للعماد ميشال عون، انه أطلق مواقفه ضد الرئيس من الرابية بدافع شخصي، ودون علم او دراية سورية او العماد عون او اي طرف معارض، قال انه لم يطالب باستقالة الرئيس الا في حال عدم قدرته على فرض التصحيح والإصلاح على حد قوله، علما ان احدا لا يجرؤ على توجيه مثل هذا القول لرئيس الجمهورية لو لم يكن متكئا على جدار صخري.
وأمس جدد وهاب حملته على الرئيس سليمان من نافذة توقيعه مرسوم يسمح باستثمار 400 متر مكعب من مياه نبع الرويس في قضاء جبيل، وقال ردا على وصف الرئيس سليمان للحملة ضده بالتافهة، كلا انها ليست تافهة، التافهة امور اخرى ذكر وهاب بعضها، وهي مواقف هامشية، لا تطال جوهر اداء الرئيس.
بيد ان وهاب، وفي حديث للتلفزيون الجديد وبعد ان نفى انه يتلقى الأوامر من سورية وأقسم بأنه لم يزر دمشق، منذ فترة لامس حقيقة دوافع الحملة على الرئيس سليمان عندما وصف «طاولة الحوار» التي انعقدت مؤخرا برعاية رئيس الجمهورية «بمشروع التآمر»، وان مخيم نهر البارد يحتاج الى بحث سياسي اكبر وأعمق.
المحكمة الدولية والفتنة
واقترب وهاب اكثر من كبد دوافع حملته عندما قال: نحن ذاهبون الى مشكلة كبيرة في البلد، ولجنة التحقيق الدولية تهيئ لفتنة كبيرة في البلد تحاك ضد حزب الله لأن الأميركي لا يهمه الا النيل من الحزب، وهاهي لجنة التحقيق الدولية تطلب عناصر من حزب الله بعد 5 سنوات.
وأضاف: هناك فتنة تحضر وهناك أسماء سلمت الى حزب الله، وهذا امر خطير، وقد ركبوا طاولة الحوار لإشغال الحزب بالأمور الداخلية.
وكان الرئيس سليمان، قال في اول كلام مباشر له حول الحملة ضده انه لا يريد الخوض في السجالات الدائرة وفي خلفيات هذه الحملة التافهة.
ونقلت عنه صحيفة «اللواء» البيروتية ان اللبنانيين يتابعون ما نقوم به يوميا من مهمات صعبة ويدركون أهمية ما حققناه حتى الآن من انجازات سياسية واقتصادية وأمنية ساهمت في تعزيز حالة الاستقرار والانتعاش التي تعيشها لبنان حاليا وتحقيق معدل نمو قياسي وصل الى 9%.
ويبرر الرئيس سليمان تجنبه الرد على الحملة المتجنية ضده، حتى لا «نعطيها حجما لا تستحقه» وانا في الأساس أحتكم الى هذا الشعب الطيب الذي أولاني الثقة والدعم والتأييد منذ كنت قائدا للجيش، خصوصا في المحطات المفصلية التي واجهناها في السنوات الصعبة، وأعتقد ان التاريخ سيشهد على الإنجازات ويحفظ لكل صاحب حق حقه، بعيدا عن الحملات المغرضة.
الاتصالات مستمرة مع الأسد
وعن العلاقة مع دمشق، وهل الاتصالات بينه وبين الرئيس بشار الأسد مستمرة قال الرئيس سليمان: أريد ان أطمئن الجميع، خاصة أصحاب الحملات المعروفة ان الاتصالات مستمرة بيني وبين الرئيس الأسد، حيث نتشاور في القضايا الثنائية. وبما يجري حولنا في المنطقة، من منطلق إيماني باستراتيجية العلاقة مع الشقيقة سورية، ومن باب الحرص على إقامة أفضل العلاقات التي تخدم مصالح الشعبين الشقيقين.
واضاف: آخر اتصال مع الرئيس الأسد كان عقب عودتي من المملكة العربية السعودية، ومحادثاتي مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتبادلنا الرأي بالتطورات الجارية في المنطقة، كما تطرق الحديث الى تشكيل هيئة الحوار الوطني، حيث أثنى الرئيس الأسد على العودة الى طاولة الحوار الذي يبقى مفيدا في كل الأحوال.
وزير الطاقة والمياه جبران باسيل الذي يعكس وجهة نظر العماد عون عادة، تحدث عن اجماع «منقطع النظير» على حماية موقع الرئاسة وشخص الرئيس، داعيا الى الاستفادة من هذا الاجتماع وتحويله الى دعم فعلي وحقيقي من خلال تعزيز الممارسة والاصلاحات اللازمة في الدستور، وقال ردا على سؤال عن كلام وهاب من الرابية: التيار الوطني الحر يعبر عن مواقفه ولا احد يعبر بالنيابة عنه.
بدوره جدد النائب ألان عون القول ان الكلام الذي قاله وئام وهاب من الرابية، ليس موقفا للرابية انما هو موقف عبر عنه صاحبه.
واعتبر القول بان هناك حملة على الرئيس، كلاما مضخما ولا يجوز ان نعطي الموقف اكثر مما يستحق او ان نعممه وكأنه كلام يعكس رأي الجميع. من جهته نائب رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية النائب جورج عدوان دعا الى تحصين رئيس الجمهورية ليكون لكل لبنان وليس لفريق معين، واشار في حديث لقناة «ال بي سي» الى ان تقوية موقع الرئاسة والرئيس ميشال سليمان يصب في خانة قيام الدولة. وقال لن يكون من السهل تطويع الرئيس سليمان، وفي العمل السياسي هو بحاجة الى دعم. مصادر في الاكثرية اضافت لـ «الأنباء» اسبابا اخرى تكمن وراء الحملة على الرئيس سليمان، وخلاصتها تتمثل بحياديته في الداخل بين الموالاة والمعارضة، وبتقليص مساحة تشاوره مع دمشق، الى حدود العلاقات الثنائية والاحتفاظ بهامش واسع لحركته العربية والدولية.
مواصلة التحضير لزيارة الحريري لدمشق
في غضون ذلك استمرت الحركة على خط بيروت ـ دمشق، وتواصلت التحضيرات لزيارة العمل التي ينوي الرئيس سعد الحريري القيام بها الى دمشق، كما بالنسبة لزيارة رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط الى العاصمة السورية، والمحتملة قبل القمة العربية في ليبيا يوم 27 الجاري، والا فبعد زيارة الحريري المقررة في الخامس من ابريل، علما ان جهات حكومية استبعدت زيارة الحريري قبل منتصف ابريل بسبب التحضيرات الواسعة النطاق للملفات. هذه الجهات كشفت ان الحكومة السورية سبق ان طلبت تعديل اتفاقيتين، الاولى تتعلق بالنقل والثانية بتشجيع عوامل الاستثمار بين البلدين، مقترحة وضع اتفاقات جديدة بهذا الخصوص، في حين كانت الحكومة اللبنانية تدرس هذه الاتفاقات، باتجاه تعديل بعضها او حتى الغائه.
واقرأ ايضاً:
بقرادوني: سورية حمت المسيحيين وأميركا وإسرائيل هجّرتهم
فتفت لـ «الأنباء»: نجاح رئيس الجمهورية وراء الحملة ضده
أخبار وأسرار لبنانية
بدء مسح ثلاثي الأبعاد لمسرح جريمة اغتيال الحريري اليوم
الحدود اللبنانية ـ السورية بين الضبط والترسيم والإدارة المتكاملة