بيروت ـ أحمد منصور
اعتبر عضو «تكتل لبنان اولا» النائب احمد فتفت ان الهجوم على رئيس الجمهورية هو محاولة لهدم ركائز الدولة اللبنانية، مشيرا الى ان البعض منزعج من عودة الحياة السياسية والمؤسسات الفاعلة كرئاسة الجمهورية والحكومة، معتبرا ان طاولة الحوار لن تعطي نتيجة من خلال الخطاب السياسي، لافتا الى ان رئيس الحكومة سعد الحريري يواجه عرقلة من شركائه في الحكم، مثنيا على المبادرات الكويتية تجاه لبنان، مؤكدا ان لبنان شديد الامتنان لما قدمته الكويت، مشددا على اهمية العلاقة التاريخية التي تجمع الشعبين الكويتي واللبناني.
وقال فتفت في تصريح لـ «الأنباء»: «ان الكلام حول دعوة رئيس الجمهورية للاستقالة مرفوض جملة وتفصيلا، فالمجلس النيابي هو المخول من الناحية الدستورية بهذا الموضوع، واننا نؤكد ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان قد نجح في السنتين الماضيتين في ان يكون في موقع الحريص على الدستور اللبناني والدولة اللبنانية، واني اعتقد ان هذا هو السبب الرئيسي لشن الهجوم عليه، وهناك من يخشى في الاشهر المقبلة موضوع المحكمة الدولية، ويحاول ان يسقط مصداقيتها مسبقا، وهذا امر خطير ونعتبره مشروع فتنة في الداخل».
اضاف فتفت «ان الهجوم على المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي قد يأخذ نفس المنحى، ولكنه قد يتجه نحو أفق سياسي اشمل، فجزء من هذا الهجوم يصيب الدولة، والجزء الآخر يتركز ضمن اللعبة السياسية الداخلية في الهجوم على رئيس الحكومة سعد الحريري والمحيطين به، في محاولة لوضع اليد على الأمن الداخلي بالترهيب او الترغيب، ان المعارضة السابقة تعتبر نفسها بموقع قوي جدا في اجهزة أمنية اخرى، كالامن العام، وهي تبدي انزعاجا من فاعلية قوى الأمن الداخلي التي ادت الى اكتشاف الشبكات الاسرائيلية في لبنان، لذا فالهجوم على ريفي ذو خلفية سياسية بامتياز ونابع من اللعبة السياسية حيث يحاول البعض تحقيق مكسب عبر التضحية بمؤسسات كبيرة في الوطن»، معتبرا ان الاتفاقية الامنية هي اتفاقية نمطية وليس فيها جديد وان تطبيقها اثبت فاعليتها لمصلحة لبنان والدليل انها كشفت الاجهزة الاسرائيلية، نافيا ان تكون تمس السيادة اللبنانية، مشيرا الى ان حزب الله وحركة أمل لهما اتفاقيات مماثلة مع وكالة التنمية الاميركية في العديد من بلديات الجنوب، لافتا الى ان هذا الامر لا يمنعهما من التعاون مع السفارة الاميركية.
السلاح مرفوض
واكد فتفت ان اي سلاح خارج اطار الدولة مرفوض في الدستور واتفاقي الطائف والدوحة، مشددا على ان اسرائيل هي العدو الاول للبنان، داعيا الى ان يكون لبنان اقوى ما يمكن لمحاربة اسرائيل وان يكون سلاح المقاومة بيد الدولة لتصبح قوية وقادرة على مواجهة اسرائيل واحداث توازن رعب معها، مؤكدا ان السلاح ليس مرفوضا كسلاح مقاومة بوجه اسرائيل، بل مرفوض من مبدأ الا يكون موجها الى الداخل اللبناني ويقيد بيد الدولة كما حصل للضغط السياسي في 8 مايو 2008.
وقال فتفت: «لا نريد ان يزايد علينا احد في النزاع مع اسرائيل، فأنا وتياري السياسي كنا قد حملنا السلاح في العام 82 بوجه الاسرائيلي عندما كان غيرنا يرش الارز والورود عليه، واننا لن نسمح لاحد ان يفتعل هذا الموضوع ليفرض سيطرته بالداخل ويغير في المعادلات الداخلية ليستعمل السلاح تحت حجة المقاومة»، سائلا «منذ العام 2006 لم يطلق رصاصة على اسرائيل، والرصاص الوحيد الذي اطلق هو في الداخل اللبناني في 8 مايو 2008».
خطوة جنبلاط
وحول تقييمه لخطوات النائب وليد جنبلاط قال فتفت: «ان وليد جنبلاط لديه قراءة خاصة من واقع الجبل والدروز، وهو زعيم لبناني كبير، وعلى الرغم من انه خرج من 14 آذار، الا انه مازال يتحدث بنفس روحية وكلام 14 آذار، وان خطوة جنبلاط منسجمة مع التطور في العلاقات العربية والانفتاح العربي، واننا نأمل ان تلقى الايجابية من الاطراف الاخرى في المعارضة، فهو سعى في ان يكون في موقع الوسط، وكان يأمل ان يلاقيه الرئيس نبيه بري، ولكن لم يقم بذلك، فهو قد لا يكون يملك القدرة في ان يفعل ذلك، لذا فإن الامر يبقى مطروحا عند الرئيس بري، مؤكدا ان تحالف جنبلاط ـ الحريري متين.
وفي موضوع العلاقة مع سورية شدد فتفت على ان تكون من دولة الى دولة وليس بين اشخاص ونظام، مؤكدا انه في حال كانت كذلك فإنها ستشهد تطورا ايجابيا لمصلحة البلدين.
وفي الموضوع الحكومي رأى فتفت ان انجازات الحكومة مازالت بسيطة ومحدودة على الرغم من متطلبات واستحقاقات كبيرة، معتبرا انها تواجه عرقلة في الداخل وهي تتم وكأن البعض يهدف الى تفشيل الدولة اللبنانية، متخوفا من حرب اسرائيلية على لبنان، معتبرا ان لا شيء يمنع من ذلك خصوصا مع وجود «المجنون» نتنياهو في حكومة اسرائيل.
إمتنان لبنان للكويت
وشدد فتفت على اهمية المصالحات العربية وانعكاساتها على الداخل اللبناني، مثنيا على دور دول الخليج في مساعدة لبنان لاسيما الكويت حكومة وشعبا.
وقال: «ان لبنان كثير الامتنان لكل المبادرات التي قامت بها الكويت، واننا نشعر اننا في تعاطف متبادل، ولابد من التذكير انه عندما اجتاح صدام حسين الكويت كان لبنان من اول الدول التي وقفت الى جانب الكويت، وكذلك فإن الكويت وقفت الى جانب لبنان في احلك الظروف والشدائد وقدمت له الكثير في سبيل وحدته واستقراره»، مشيرا الى ان الكويت لها تقديمات كبيرة في منطقته في الضنية، ومنها بناء مستشفى ضمن هبة كويتية عن طريق الصندوق الكويتي، بالاضافة الى وجود مشاريع اخرى وعشرات التجار اللبنانيين في الكويت، مشددا على تطوير العلاقات التاريخية.