بيروت ـ عمر حبنجر
تواجه الحكومة اللبنانية هذا الاسبوع جملة استحقاقات، أبرزها الموقف من القمة العربية في ليبيا، وبت مصير الانتخابات البلدية، فضلا عن اقرار آلية التعيينات الادارية والديبلوماسية اضافة الى مستجدات المحكمة الدولية، التي عادت تستحوذ على الاهتمام، بعد الاستدعاءات التي وجهتها لجنة التحقيق التابعة لها الى عدد من الشهود.
وقد عاد الرئيس سعد الحريري الى بيروت امس آتيا من الرياض في وقت شرع رئيس مجلس النواب نبيه بري بمباحثاته في تركيا، التي يزورها بدعوة من رئيس برلمانها محمد علي شاهين، في حين قفزت الى صدارة الاهتمام في بيروت الزيارة المفاجئة لوزير الخارجية السعودية سعود الفيصل الى دمشق أمس ولقائه الرئيس بشار الاسد، افتراضا بأن الملف اللبناني البطيء الحركة سيكون على الطاولة بين الاسد، اضافة الى الملفات العراقية والفلسطينية.
ويبدو ان مسألة مشاركة لبنان في القمة العربية لهذه الدورة لن تمر بسلام حتى في حدها الادنى متمثلا في تكليف سفير لبنان لدى الجامعة العربية، الذي تسلم الدعوة من أمانة الجامعة، لهذه المهمة، في ضوء تصريح الرئيس نبيه بري من تركيا، المتضمن بقاءه على موقفه في هذا الموضوع، أي رفض أي مشاركة لبنانية في عمل تكون فيه ليبيا طرفا، ما لم تكشف عن مصير الامام موسى الصدر ورفيقيه، الذين اختفوا في اعقاب زيارة لطرابلس الغرب، منذ ثلاثة عقود.
توجيه الدعوة عبر الجامعة
وكان الامين العام للجامعة سعى لدى العقيد القذافي لإعادة توجيه الدعوة الى لبنان عبر الامانة العامة للجامعة، بعد رفض لبنان تسلمها من خلال سفيره في سورية. ويصر موسى على حضور لبنان، اذا كان المطلوب طرح مسألة الإمام، كما من اجل الوقوف على التوجهات العربية حيال القضايا الدولية والاقليمية، لكونه يمثل المجموعة العربية في مجلس الأمن الآن.
ويفترض ان يحسم مجلس الوزراء اللبناني في جلسته الاسبوعية غدا الاربعاء هذا الموضوع، والارجح تكليف السفير زيادة بهذه المهمة، كممثل للبنان، أو ضمن وفد الجامعة العربية.
حزب الله: لا تجاوز لموضوع الصدر
بدوره، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد دعا امس لبنان الى تحمل مسؤوليته الوطنية لكشف مصير الامام المغيب موسى الصدر، مشيرا الى انه ما لم تحل هذه المشكلة، فإن حزب الله يشارك المتحفظين على أي دور يتجاوز موضوع الامام الصدر، واعتبر في حديث لـ«الراية» القطرية ان التضامن العربي يجب الا ينعقد على زعل، وانما يجب أن تعالج المشكلات التي تخدش التضامن العربي.
العودة إلى دوامة الانتخابات البلدية
في غضون ذلك انتهت امس مهلة الـ 15 يوما المعطاة للجان النيابية كي تنجز مشروع قانون الانتخابات الجديد دون ان تفلح في التوصل الى تفاهم يرضي الجميع.
وقال رئيس لجنة الادارة والعدل روبير غانم، ان اللجان تعمل بموضوعية وحكمة لتصل الى قانون يحقق الاهداف، لكن الوقت يشكل عائقا.
وانضم رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط الى المطالبين بإجراء الانتخابات البلدية والاختيارية حسب القانون القديم، «لأني مازلت أحاول فهم «النسبية» المطروحة في القانون الجديد».
ويفترض ان يدعو وزير الداخلية زياد بارود الهيئات الناخبة قبل الثاني من ابريل المقبل مع تحديد المواعيد.
ويصر الرئيس ميشال سليمان على انجاز هذا الاستحقاق الدستوري في عهده، فيما لا تبدو قوى 8 آذار خصوصا الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون متحمسة، لاعتبارات سياسية وانتخابية في ظل الوضع الاقليمي المرتبك.
ويعتقد متابعون، ان وقوف حركة أمل التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولو متأخرة الى جانب الرئيس ميشال سليمان في الحملة القائمة ضده من جانب بعض المعارضة الوثيقة الصلة بدمشق، يمكن ان يطري موقف الرئيس من الانتخابات البلدية، علما ان موقف امل الايجابي، يفضل ربطه بتجاوب الرئيس سليمان مع رغبة بري بمقاطعته القمة العربية في ليبيا.
من جهة اخرى رفضت المراجع القضائية الكشف عن اي معلومات تتعلق باستدعاء لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الحريري عناصر من حزب الله الى التحقيق قبل ايام كما صرّح بذلك الوزير السابق وئام وهاب.
وأوضحت مصادر مطلعة ان اللجنة طلبت إعادة الاستماع الى شهادات بعض المعنيين بالتحقيق إلا انها لم تجد التجاوب المطلوب.
النائب السابق في حزب الله حسن حب الله نفى من جهته توفر اي معلومات لدى الحزب بشأن ما قاله وهاب، وأضاف: علينا انتظار المعلومات الرسمية، وقال: يبدو ان الربيع سيكون ربيع المحكمة الدولية، وهناك من يصر على مفاجأتنا كل ربيع وصيف.
واقرأ ايضاً:
قيادي قريب من أجواء «التيار الحر» لـ «الأنباء»: المحكمة الدولية وترقية شقيقته وراء حملة وهاب
نائب أكثري لـ «الأنباء»: الجميع محرجون بـ «البلديات»
أخبار وأسرار لبنانية
مسار التموضع «الجنبلاطي» يتبلور بعد زيارة دمشق
وزير الثقافة اللبناني: هبة صاحب السمو لإنشاء متحف تراثي وثقافي في بيروت تتيح عرض الاكتشافات الأثرية