تجري السلطات الفرنسية تحقيقا في أسباب وفاة «بيار رزق» المعروف بـ «أكرم»، وكان مسؤولا بارزا في القوات اللبنانية مقربا من ايلي حبيقة.
بيار رزق توفي في أحد فنادق باريس في وقت سابق من هذا الشهر، وأعلن في حينه ان الوفاة طبيعية ونتيجة أزمة قلبية.
ولكن تدور شكوك وشبهات جنائية حول ظروف الوفاة الغامضة وما اذا كانت تنطوي على عملية اغتيال على طريقة اغتيال محمود المبحوح في أحد فنادق دبي (تخدير وخنق)، مع العلم ان بيار رزق الذي أصبح رجل أعمال ثريا في باريس التي انتقل اليها في أواخر الثمانينيات، عمل مستشارا غير معلن للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وكان مقربا جدا من زوجته السيدة سهى عرفات ومديرا لأعمالها في حقبة التسعينيات وحتى وفاة الرئيس عرفات في ظروف غامضة أواخر العام 2004.
تاريخ حافل في الأمن والاستخبارات والسياسة ميزت مسيرة أكرم والذي ندرت صوره أو أحاديثه العامة، هو الرجل اللغز كما وصفه كثيرون، دخل الى مراكز القرار خلسة واختار أن يرحل عنها خلسة، رجل آخر من أولئك الرجال أصحاب القبعات الخفية يرحل عن عمر 51 عاما.
لم يكن أكرم اسمه الحقيقي، أكرم كان لقبا التصق بمسيرة بيار رزق الأمنية والعسكرية. بيار رزق من أكثر الشخصيات القواتية المثيرة للجدل، شغل منصبا أمنيا في رئاسة شعبة المعلومات والتجسس في القوات اللبنانية حيث اختاره الرئيس بشير الجميل رفيقا له بعد انتقاله من الكتائب الى القوات في العام 1976.
أكرم المتأهل من كريمة النائب والوزير السابق الياس الخازن رانيا، وعلى الرغم من غموضه وقلة ظهوره للعلن استطاع خرق الدائرة الصغرى لبشير الجميل فانتقل الى العمل معه خلال الانتخابات الرئاسية عام 1982 كمساعد سياسي وأمني قبل أن يعود الى الظل بعد اغتيال الجميل ليعمل في الشعبة الثانية التابعة لهيئة الأركان في حين تولى ايلي جبيقة رئاسة جهاز الأمن في القوات اللبنانية.
يناير 1986 كان الموعد مع انتفاضة سمير جعجع على ايلي حبيقة، أكرم الذي انضم الى صفوف سمير جعجع تسلم حينها جهاز المخابرات الخارجية في القوات، من العام 1986 الى 1990 ارتبط اسم الرجل الذي وصف باللغز بعدد من الملفات قد يكون أبرزها التورط في تفجيرات مدينة طرابلس التي استهدفت الإسلاميين.
وبموازاة ارتباط اسمه بملفات محلية وسع أكرم دائرة علاقاته لينسج شبكة علاقات دولية وعربية جعلت حزبه لاعبا محوريا في الساحة الإقليمية بدءا من علاقته مع المقبور صدام حسين والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
في العراق اختار أكرم تصدير الأسلحة الى بلاد الرافدين على رغم ذروة الحظر الغربي على الأمر، آنذاك تولى أكرم التفاوض حول صفقة أسلحة من أوروبا الشرقية الى المقبور صدام حسين، حيث بلغت قيمة عمولاته 26 مليون دولار.
من الملف العراقي بدأ خلاف أكرم مع سمير جعجع الذي اعتقد أن صاحب الصفقة قام بها بصفته القواتية، بينما كان أكرم يقوم بها بصفته الشخصية.
علاقته بمنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات فتحت له أبواب دول عربية كانت قد أقفلت بوجه القوات اللبنانية، وفتحت معها طريق تعاون اقتصادي وتجاري وسياسي وأمني، حتى أصبح أكرم من أقرب المقربين لياسر عرفات ثم الى سهى عرفات.
اتفاق الطائف عام 1990 كان القشة التي قسمت ظهر البعير بين اكرم وسمير جعجع، رحل رجل الأمن القواتي الى باريس من دون أن يشهد على حرب القوات مع الجيش اللبناني.
استقر في العاصمة الفرنسية، حيث بنى شبكة علاقات مع أجهزتها الأمنية ووثق علاقاته مع ألمانيا وواشنطن ثم لعب دور الوسيط غير المعلن بين صدام حسين والإدارة الأميركية عشية حرب الخليج الأولى.
واقرأ ايضاً:
حزب الله يوافق على استماع المحكمة الدولية لعناصره.. بمقراتهم
أخبار وأسرار لبنانية
كرم لـ «الأنباء»: لا حملة على سليمان والإعلام اجتزأ كلام وهاب
ماذا يعني الدعم السوري والإيراني لسليمان؟