بيروت ـ عمر حبنجر
تعددت القراءات في بيروت لتصريحات الرئيس بشار الاسد حول لبنان، وعبر لقاء طويل خص به تلفزيون «المنار» الناطق بلسان حزب الله ووضع فيه النقاط على الحروف في مسائل عدة تعني البلدين على ان الانطباع الغالب رجح كفة النظرة الايجابية الى مجمل كلام الاسد الذي اتسم بصراحة ملحوظة. ورغم الانشغال اللبناني الداخلي بقانون الانتخابات البلدية المتعثر وبالقمة العربية التي استحقت الحكومة شكر رئيس مجلس النواب نبيه بري على خفضها مستوى الحضور الى درجة مندوب لبنان في الجامعة العربية السفير خالد زيادة والقائم بأعمال السفارة في طرابلس نزيه عاشور، فقد استقطبت تصريحات الاسد اهتماما داخليا واسعا خصوصا انها تضمنت سلسلة رسائل الى الداخل اللبناني تميزت بالسلاسة والمرونة وابرزها تجاه الرئيس ميشال سليمان الذي اكد دعمه له، كما لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري «المعني بصدقيته ومواقف فريقه السياسي والاعلامي».
الى ذلك علمت «الأنباء» ان ما اشيع في بعض وسائل الاعلام عن زيارة الوزير السابق وئام وهاب الى القصر الجمهوري اليوم ليس صحيحا والا موعد له حتى الآن.
وقالت الاوساط المتابعة لـ «الأنباء» ان القيادة السورية منزعجة من السقف الذي بلغه وهاب في حملته على الرئيس ميشال سليمان، وانه ـ اي وهاب ـ سيزور دمشق وسيسمع احتجاجا سوريا على موقفه، وفي ضوء ذلك يتحدد موعد زيارته للقصر الجمهوري في بعبدا.
وكان وهاب نفى عبر القنوات التلفزيونية ان يكون ذاهبا الى بعبدا اليوم، موحيا وكأنه لا يريد الزيارة. لاحظ وزير العدل ابراهيم نجار ان الرئيس السوري بشار الأسد، كان حريصا على طمأنة الرأي العام اللبناني على ان علاقته مع الرئيس ميشال سليمان والرئيس سعد الحريري، علاقة ثابتة، وغير خاضعة للتصريحات مهما كانت عنيفة. ووصف المقابلة التلفزيونية للرئيس الأسد عبر قناة «المنار» الناطقة بلسان حزب الله بأنها مقابلة لطمأنة اللبنانيين الى ان العلاقات بين لبنان وسورية يمكن ان تكون علاقة جيدة ونقية.
مرحلة جديدة
عضو كتلة «لبنان أولا» النائب عمار حوري رأى من جهته ان تصريحات الأسد حول لبنان جاءت في سياق المرحلة الجديدة للعلاقة بين لبنان وسورية، حيث رسم علاقة بين دولة ودولة، واصفا حديثه عن علاقات بين المؤسسات ودعوته الى إخراج سورية من التفاصيل الداخلية في لبنان بالإيجابي والمريح، داعيا الى استخلاص العبر من الماضي والتأسيس لمرحلة جديدة.
بدوره النائب أحمد فتفت (المستقبل) اعتبر انه اذا خرجت سورية فعلا من التفاصيل كما قال الرئيس الأسد فهذا يعني اننا تقدمنا باتجاه علاقات صحيحة وممتازة في المستقبل بين البلدين.
وردا على سؤال حول تعليق الأسد على السنوات الخمس الماضية، اعتبر فتفت ان القناعة السورية بإنشاء السفارتين لم تأت من لا شيء، واصفا تشبيه الوضع بـ 17 مايو بأنه أمر لا يطابق الواقع اللبناني.
مشددا على ان انجازات 14 آذار مهمة جدا وتسعى لإتمام علاقات مميزة مع سورية، لكنه أكد ان القراءة السورية حق لسورية، نافيا وجود خلافات داخل 14 آذار على مساندة الحريري فيما يقوم به من بناء علاقات ممتازة بين البلدين.
الخروج من التفاصيل جيد
بدوره النائب أحمد فتفت (المستقبل) اعتبر انه اذا خرجت سورية فعلا من التفاصيل كما قال الرئيس الأسد فهذا يعني اننا تقدمنا باتجاه علاقات صحيحة وممتازة في المستقبل بين البلدين.
وردا على سؤال حول تعليق الأسد على السنوات الخمس الماضية، اعتبر فتفت ان القناعة السورية بإنشاء السفارتين لم تأت من لا شيء، واصفا تشبيه الوضع بـ 17 مايو بأنه أمر لا يطابق الواقع اللبناني.
مشددا على ان انجازات 14 آذار مهمة جدا وتسعى لإتمام علاقات مميزة مع سورية، لكنه أكد ان القراءة السورية حق لسورية، نافيا وجود خلافات داخل 14 آذار على مساندة الحريري فيما يقوم به من بناء علاقات ممتازة بين البلدين.
تحية لسليمان والحريري
في هذا الوقت توجه رئيس مجلس النواب نبيه بري بالتقدير لرئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة لموقفهما الموحد بمقاطعة القمة العربية في ليبيا استنكارا لإخفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه.
واعتبر بري ان التمثيل الذي تقرر يؤكد هذه المقاطعة، ويؤكد الموقف اللبناني الموحد باعتبار ان من سيحضر كان أصلا بين الحضور سواء سفيرنا في الجامعة العربية او القائم بالأعمال في ليبيا، وقال ان هذا الموقف الذي تأخر عقودا من الزمن يضع لبنان على خارطة الوحدة التي فيها كل منعة للبنان.
الانتخابات البلدية في ضياع تام
أما على صعيد الانتخابات البلدية فقد استغرب الوزير عدنان السيد حسين ووزراء كتلة العماد عون وتيار المردة: إطالة أمد النقاش حول قانون الانتخابات البلدية في اللجان النيابية، مشيرا الى ان مجلس الوزراء بتركيبته الحالية «برلمان مصغر»، وسبق له ان ناقش الإصلاحات الواردة في المشروع، فلماذا التأخير في إقرارها نيابيا، وهل هناك أزمة ثقة بين الكتل ام ان بعضها قد بدل رأيه.
ولاحظ الوزراء ان هناك حالة ضياع سائدة بسبب الغموض الذي يحيط بمصير الانتخابات، فكان الجواب ان هذا الملف بات في حوزة مجلس النواب وحده.