بيروت ـ عمر حبنجر
قال رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع ان لبنان بخطر، واعتبر الحملة على المؤسسات الدستورية والأمنية جزءا من الحملة على المحكمة الدولية قبل ان تبدأ، معربا عن خشيته من ان يقدم لبنان ذبيحة على مذبح أزمات المنطقة، مؤكدا وقوف القوات وقوى 14 آذار بالمرصاد لمثل هذه المحاولات.
وجاء كلام جعجع هذا في احتفال أقيم في قاعة «بيال» بمناسبة الذكرى الـ 16 لحل حزب القوات اللبنانية وحبس رئيسها.
واستهل جعجع كلمته «بكلمتي شكر» الأولى تشيد بدولة الرئيس نبيه بري الذي أثبت انه بغض النظر عن الاختلافات السياسية، لا يقبل ان يتصرف إلا كرئيس مؤسسة دستورية وبالتالي ان يرسل ممثلا عنه النائب روبير فاضل.
واضاف: عندما نصبح نتصرف جميعا من منطلق الدستور والمؤسسات الدستورية برأيي فإن كل مشاكل لبنان يمكن حلها.
وتابع يقول الشخص الثاني لا أريد ان اشكره بل أريد ان أحييه، ان أرسل تحية كبيرة للصديق ولرفيق النضال دولة الرئيس سعد الحريري الممثل بمعالي الوزير حسن منيمنة.
ولم يشر جعجع الى الرئيس ميشال سليمان بسبب سحبه تمثيله في الحفل احتجاجا على تعرض بعض الخطباء (مي شدياق وميشال حاجي توما) للرئيس السوري بشار الأسد بالاسم، وقد علمت «الأنباء» ان الرئيس سليمان حرص على سحب التمثيل، دون الممثل الذي هو وزير العدل إبراهيم النجار الذي بقي في قاعة الاحتفال بصفته ممثل القوات في الحكومة الحريرية.
ولاحقا سحب الرئيس بري تمثيله ومثله فعل قائد الجيش العماد ميشال قهوجي.
وتابع جعجع كلامه قائلا: «اذا لم يكن من الموت بد فمن العجز ان تكون جبانا».
وأضاف: اذا كانت الذكرى تفيد فليس للبكاء على الأطلال ولا لمجرد استحضار أحداث الماضي، بل للتأسيس لمستقبل أفضل، بيد اني وعند استعراض أحداث المرحلة السابقة أجد نفسي ملزما بالعبور عنها من دون ان أنحني أمام أوجاع وعذابات وآلام وتضحيات مئات، لا بل آلاف من القواتيين الذين بالعهد تشبثوا وبالرغم من كل شيء استمروا».
وتناول ذكرى 14 آذار مرورا بالشهداء الأبرار من الرئيس الشهيد رفيق الحريري وباسيل فليحان وسمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني وبيار أمين الجميل ووليد عيدو وانطوان غانم وغيرهم وغيرهم الذين سقطوا ضحية التفجيرات المجرمة والأحداث المتفرقة التي كانت تستهدف إسقاط ثورة الأرز واستقلالنا الثاني.
وركز جعجع على المحكمة الدولية، وقال نحن مدينون لشهدائنا بالحقيقة والعدالة، وعليه أطرح السؤال لماذا كل هذه الحملات بطريقة أو بأخرى، مباشرة او مداورة على المحكمة الدولية؟ ماذا رأى أصحاب تلك الحملات بعد، حتى بدأوا برمي المحكمة بشتى التهم والأوصاف؟
يقول بعض منهم ان الصهيونية العالمية والاستكبار والإمبريالية قد ذروا قرونهم في أعمال المحكمة وراحوا يدفعونها باتجاه يحقق مصالحهم الذاتية، لكن ماذا صدر حتى اللحظة عن دوائر المحكمة ليطرحوا مثل هذا الطرح؟! اعطونا ابسط دليل على ذلك ونحن اول الرافضين والمنددين لأننا أولا وأخيرا أول الشهداء وآباؤهم وأمهاتهم».
أما البعض الآخر فيذهب الى القول ان الأفضل ان تكمل المحكمة اذا كانت أعمالها ستهدد الاستقرار في لبنان!
وتابع جعجع يقول: ما الحرب الشاملة التي نشهدها الآن على المؤسسات الدستورية كافة الا خير دليل على ذلك، فهذا يريد استقالة رئيس الجمهورية لاسباب لم نفهمها ولم يفهمها احد، وذاك يرغي ويزبد ضد المجلس النيابي ولجانه وضد كل الفرقاء السياسيين ويهدد بأنه ومهما يكن رأي اغلبية المجلس النيابي، فإنه لن تكون هناك انتخابات بلدية الا بشروطه.
والآخر يحول اتفاقية جهة تدريب لقوى الامن الداخلي والجيش اللبناني الى واحدة من اتفاقيات الاسلحة النووية ويستفيد منها فرصة للانقضاض على حكومة سابقة وعلى قوى الامن الداخلي، واخرون يعززون القواعد الفلسطينية المسلحة خارج المخيمات، ويدفعون بالمزيد من السلاح والرجال الى داخلها بخلاف ما كنا نتوقع وننتظر جميعا.
واضاف: ان الدولة والحرية في لبنان بخطر، وهذا الخطر لا يدرأ الا بالمؤسسات الدستورية والقانون لا عودة للعبودية ولا عودة للنظام الامني ولا عودة لشبه الدولة ولا عودة لاستباحة لبنان، ان التاريخ لم يعد يوما الى الوراء ولن يعود، ان لبنان في خطر، خطر مصادرة قراره من جديد وخطر مصادرة حرياته من جديد وخطر ادهى واشد، وهو ان يقدم لبنان ذبيحة على مذبح ازمات المنطقة المستعصية وهذا ما استدعى انعقاد المؤتمر الاخير لـ 14 اذار تحت عنوان «حماية لبنان».
وختم بالقول: على اي مقاومة يتكلمون واي نتائج يتوخون اذا كانوا يضربون كل يوم وحدة القرار ووحدة الشعب.
وكان تحدث قبل جعجع النائب الدكتور عاطف مجدلاني ووائل خير «حقوق الانسان» والاعلامي ميشال حاجي توما، والنائب احمد فتفت، الذي تحدث باسم تيار المستقبل الذي وصف 14 اذار برمز الوحدة الوطنية، ودعا الى لبنان، كوطن نهائي رافض للخضوع لاي وصاية، حر مستقل.
ثم تحدث المطران غي نجيم الذي رحب بتحول القوات من ميليشيا الى حزب سياسي، كما تناولت الاعلامية مي شدياق، ما تعرضت له القوات اللبنانية وقائدها سمير جعجع، وصولا الى موجة الاغتيالات التي بدأت بالرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن تلاه على طريق الشهادة، مؤكدة على رفض الوصاة، والاصرار على الحقيقة والعدالة، بينما تحدث الاعلامي المصري عماد الدين اديب في شريط مسجل متناولا خط ومناقبية والسلوك السياسي لسمير جعجع قبل سجنه وبعده.
بعيدا عن خطاب جعجع وقد يكون هذا الاسبوع حاسما على صعيد مصير الانتخابات البلدية والاختيارية، فرئيس مجلس النواب نبيه بري دعا هيئة مكتب المجلس الى الاجتماع قبل ظهر الاربعاء، ويليه اجتماع لرؤساء اللجان النيابية ومقرريها، على ان يسبق ذلك اجتماع للجنة الدفاع والداخلية والبلديات غدا الاثنين.
ويتوزع النواب بين خيارين، اجراء الانتخابات البلدية في موعدها، وحسب القانون الحالي او تأجيلها تقنيا لفترة محددة ريثما يتم تعديل القانون عند نقطتين، ادخال النسبية والكوتا النسائية.
ويتجه الرئيس بري، الذي يشعر بالامتنان للحكومة نتيجة استجابتها لرغبته في خفض مستوى مشاركة لبنان بقمة سرت، الى استيعاب الوضع بموقف يحظى بقبول الجميع.
وزير الداخلية زياد بارود، قال من جهته انه بمعزل عن العمل الجاري في مجلس النواب فإنه سيلجأ الى حماية ما يمليه عليه القانون الحالي لناحية اصدار قرار بدعوة الهيئات الناخبة على اساس القانون النافذ.
وعن موعد صدور قراره قال: من الآن وحتى نهاية الشهر الجاري، لا امكانية لذلك، خصوصا ان القرار يصدر حكما بعدما يتم تجميد القوائم الانتخابية في 30 مارس بحيث يتم تحديد عدد المقاعد لكل بلدية وتوزيع الاقلام وفقا لتلك القوائم.
واضاف بارود انه حتى بعد صدور قرار دعوة الهيئات الناخبة فإن ذلك لا يلغي دور رئاسة مجلس النواب في متابعة مناقشة القانون او في اتخاذ اي خطوة تشريعية، مادمنا لم نصل الى الثاني من مايو، وهو موعد المرحلة الاولى من الانتخابات البلدية والاختيارية.
واقرأ ايضاً:
أخبار وأسرار لبنانية
القناعي كرّم السنيورة لدوره في تعزيز العلاقات الكويتية ـ اللبنانية
صندوق التنمية يسلّم لبنان 5 مبانٍ في ضاحية بيروت الجنوبية
لورا سليمان: «ننا» و«كونا» توقّعان اتفاقية للتعاون الإعلامي والتدريب وتبادل الأخبار
مبارك وصل إلى شرم الشيخ لاستكمال نقاهته
سرت 2010.. قمة دعم صمود القدس والمفاجآت «القذافية» والأسد إلى شرم الشيخ للاطمئنان على صحة مبارك
العراق رئيساً للقمة المقبلة ومكانها مجهول
«الأنباء» تنشر مشروع قرار القمة العربية المعدل الخاص بالقدس
عباس: إنقاذ القدس فرض عين علينا جميعاً والقذافي يرد: الشباب الفلسطيني يقاتل والقول بيده
صالح يدعو لاستبدال الجامعة باتحاد عربي والقذافي يؤيد