بيروت ـ عمر حبنجر
الحديث عن تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان اصبح اكثر علانية وجرأة، وما كان قيد التداول همسا اصبح على كل شفة ولسان، اما مرحلة التأجيل فقد تبلغ السنة، ريثما يصبح بامكان المؤسسات انتاج القانون الجديد الذي يجمع بين الاصلاحات الممكنة ومنها النسبية وبين الاستقرار الاجتماعي، ما يجعل واردا اقرار قانون جديد للانتخابات النيابية، مع اقرار خفض سن الاقتراع الى 18 عاما وحق المغتربين بالاقتراع، فضلا عن وضع قانون اللامركزية الادارية الملحوظ باتفاق الطائف.
وفي معلومات لـ «الأنباء» من مصادر معنية ان وفدا من حزب الله زار الرئيس ميشال سليمان مؤخرا، وأبلغه ان الأوضاع لا تسمح بإجراء الانتخابات البلدية والاختيارية وان من الأفضل تفادي التعبئة والحقن والتصعيد الكلامي والسياسي.
وأضافت المصادر ان الرئيس سليمان أكد على موقفه بإجراء الانتخابات في موعدها لاعتبارات دستورية وغير دستورية الا انه أمام تأكيد الحزب على طلبه المدعوم بأسباب موجبة، ترك بت الأمر للجهات الحكومية والنيابية المعنية.
وتقول المصادر ان تأجيل الانتخابات سيتم تحت عنوان من اثنين: التأجيل التقني المحدود المدة، او التمديد للمجالس البلدية لمدة سنة على الأقل.
وفي هذا السياق، قالت «النهار» ان «جهات سياسية» لم تسمها قدمت منذ شهر اقتراحا كهذا، وقد جرى التداول بشأنه بين الرئاسات الثلاث، وأخذ تكتل الاصلاح والتغيير برئاسة العماد عون علما به بواسطة احد نوابه، قد يكون ابراهيم كنعان.
وزير الدولة عدنان السيد حسين وهو من فريق الرئيس سليمان أبدى عدم ممانعته التأجيل التقني للانتخابات، شرط ان يحظى بالاجماع وان يكون له اساس قانوني، ولاحظ وجود مماطلة في النقاشات غير مبررة.
بري وبارود
الى ذلك، التقى الرئيس بري أمس وزير الداخلية زياد بارود، تمهيدا لاجتماع هيئة مكتب المجلس اليوم والتي تحدد اتجاهات الرياح الانتخابية. واعلن بارود بعد اللقاء انه ارسل قرار الى الجريدة الرسمية باجراء المرحلة الاولى من الانتخابات البلدية في جبل لبنان بتاريخ 2 مايو المقبل.
وفي بكركي بحث البطريرك الماروني نصرالله صفير مع رئيس لجنة الادارة والعدل النائب روبير غانم، وقد عرض غانم للبطريرك الاجواء المحيطة بهذا الاستحقاق.
رأى البطريرك الماروني نصرالله صفير ان الحملة على الرئيس ميشال سليمان لم تأت من فراغ، بل ضمن مخطط وضع لأغراض سياسية وشخصية، «وهناك من يريدون أن يزيحوا الرئيس ليحلوا مكانه، وهناك ربما من لديه مخطط آخر».
صفير وفي حديث لصحيفة الشرق الاوسط قال ان سورية خرجت عسكريا لكنها بقيت مدنيا وسياسيا في لبنان، ومن الواضح ان السوريين يتدخلون في شؤون البلاد ولم يستبعد رغبة البعض بإعادتهم الى الداخل.
صفير وحزب الله
وعن العلاقة مع حزب الله قال صفير: كانوا يأتون الينا بطريقة متواترة، لكن يبدو الآن انهم انقطعوا، ولدى سؤاله هل يبادر هو الى اجراء اتصال بالحزب قال: ما تعودنا أن نبادر.
من جهة اخرى، تتجه الانظار الى الحديث التلفزيوني للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم الاربعاء والذي سيكون محوره الاساسي المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في هذه التسريبات من استدعاء كوادر في حزب الله للاستماع اليهم في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وتقول مصادر مطلعة لـ «الأنباء» ان السيد نصرالله سيؤكد على الحرص الشديد على جلاء الحقيقة كاملة في جريمة الاغتيال، وسيذكر بها سبق واعلن عقب اطلاق سراح الضباط الاربعة ان التحقيق مر بمراحل وتحدث حينها عن بلمار الاول وبلمار الثاني، وعلينا انتظار بلمار الثالث، بما معناه ان الحكم على سياق عمل المحكمة لن يكون حكما شاملا، انما حسب تطور الامور والاتجاهات التي تسلكها.
واضاف المصدر ان السيد نصرالله سيتحدث عن مسار التحقيق وكيفية تركيز الاتهام على سورية الى حين اطلاق الضباط وكيف يتم التركيز الآن على حزب الله بدءا من التحقيقات الاولية وصولا الى سيناريو دير شبيغل والفيغارو الفرنسية انتهاء بالتسريبات الاخيرة والتي تهدف الى ضرب رموز المقاومة وخلق اجواء توتر مذهبي غير مسبوقة.
ارباك المقاومة
وأوضح المصدر انه سيتم التطرق الى ان الهدف من وراء كل هذه المحاولات هو عملية الابقاء على وضع مربك للمقاومة وعدم اراحتها، وهذا الارباك المستمر سياسيا وأمنيا منذ نحو خمس سنوات والذي تحول الآن الى محاولة إرباك قضائي، وسيكون رد السيد نصرالله حاسما لجهة كيفية التعاطي مع هذا الامر المستجد ان لجهة تأكيد التعاون لكشف الحقيقة وفق ضوابط يحددها حزب الله مع التشديد على انه ليس في حزب الله قتلة ومجرمون انما مقاومون، كما سيضع المعنيين امام مسؤولياتهم الاخلاقية والوطنية في التصدي لمحاولة اعادة إشعال نار الفتنة وهي المحاولة الاخيرة الاسرائيلية لضرب الداخل اللبناني بعدما أصبح لديها القناعة باستحالة الحسم عسكريا.
ولم تستبعد المصادر ان تتم تسمية بعض الامور بأسمائها، لاسيما لجهة بعض الحقائق المرتبطة بالتسريب والادوات التي تعمل على ترويجها.