منذ زيارة وفد اللجنة المركزية دارة رئيس حزب الكتائب أمين الجميل في بكفيا وبعدها البيت المركزي، يتواصل حزب «الطاشناق» مع الكتائب والنائب سامي الجميل عبر لجنة رباعية تلتئم مرة في كل شهر لإبقاء خطوط التنسيق مفتوحة مع الجميع، ولكن التفاصيل البلدية لم تحضر بعد حتى اللحظة بين الطرفين.
ويكشف الأمين العام للحزب هوفيك ميختاريان أن علاقة الحزب بالنائب ميشال المر «رممت بشكل كامل»، خلال لقاءات ثلاثة جمعت الطرفين: لقاء أول، ضم النائب المر ووفد اللجنة المركزية للحزب، ولقاءان اثنان اجتمع خلالهما وفد اللجنة المركزية مع وزير الدفاع الياس المر. وبينما لا يفصل «الطاشناق» سياسيا بين النائب المر ونجله وزير الدفاع، فالتفاهم بين الطرفين يقوم بحسب قيادة الحزب على قاعدة الاحترام المتبادل لطي صفحة الانتخابات النيابية ونسيان السجالات الإعلامية بينهما. ولكن، وعلى الرغم من كل تلك اللقاءات وقول ميختاريان «ما يجمعنا مع آل المر أكثر بكثير من الذي يفرقنا»، فإن خارطة التحالفات البلدية لم تبحث بعد بين الحزب الأرمني وآل المر، وينقل الأمين العام عن «دولة الرئيس المر» رغبة مقرونة بمصلحة انتخابية للتلاقي من جديد مع رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون. وسيسعى حزب «الطاشناق» الى إنجاح كل مسعى في هذا الإطار، ولكن إذا فشلت دراسة الأمور التقنية يقول ميختاريان «نحن أولا في تكتل التغيير والإصلاح وحلفاء العماد عون». وترى مصادر مراقبة ان الاستحقاق البلدي قد يخلط الأوراق مجددا في المتن، مذكرة باجتماعات ثلاثة عقدت بعيدا عن الأضواء لا يمكن تخطيها في سياق أي محاولة لرسم خريطة التحالفات وما يمكن ان تفضي اليه الاتصالات من تغييرات:
ـ اللقاء الأول جمع كلا من النائبين سامي الجميل وميشال المر في مكتب الأخير في عمارة شلهوب وتم خلاله استعراض الواقع الانتخابي البلدي لجهة وجود بلديات تشكل عنصر تلاق بين المر والكتائب، الا ان مصادر مطلعة أشارت الى ان اللقاء لم يكن على قدر الآمال المعقودة من قبل الطرفين.
ـ لقاء جمع كلا من النائب سامي الجميل والنائب ابراهيم كنعان في مكتب الأخير في المجلس النيابي (سبقته اتصالات تنسيقية)، وحيث لمس كنعان رغبة لدى الجميل باستمرار التعاون بين الطرفين. كما حرص كنعان على ان هذا التنسيق يجب ان ينطلق دائما من أسس وطنية عامة ومسيحية في آن.
ـ زيارة الوزير الياس المر الى دارة العماد ميشال عون، وما حملته من دلالات، خصوصا ان المر يعيد رسم موقعه السياسي من جديد بعدما كاد يدفع ثمن تقلب والده وتركه تكتل الاصلاح والتغيير بعد تحالفه معه، الأمر الذي كلف آل المر طلاقا مارونيا فرضه عليه حليفه منذ أكثر من 50 عاما حزب الطاشناق. وتقول مصادر ان الجلسة «اليتيمة» التي جمعت جاري الرابية في السكن (ميشال عون والياس المر) قبل فترة كانت كافية لكسر الحواجز وازالة الالتباسات القليلة التي شوشت العلاقة في المرحلة الماضية من ترسبات المعركة الانتخابية التي خاضها المر الأب، والتي حاول الابن ان ينأى بنفسه عنها. وأكثر من ذلك فان اللقاء الذي كان عرابه قائد الجيش العماد جان قهوجي أرسى معادلة جديدة لم تكن متوافرة في السابق او الاستحقاقات الماضية. وبانتظار حصول لقاء جديد قد لا يكون بعيدا، فان التنسيق والتشاور بين الرابية واليرزة بلغا مراحل متقدمة والتواصل مستمر بين الطرفين، علما أن المر الأب مغيب عن عملية التقارب ولا يبدو طيفه حاضرا ولو من بعيد في تواصل المر وعون.
وأغلب الظن كما تقول الاوساط أن الاثنين لم يعودا كل واحد منهما حاجة ملحة للآخر.