بيروت ـ أحمد منصور
رأى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو ان «حزب الله» لن يتبنى البعض من عناصره اذا كانوا مشتبها بهم في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، معتبرا ان قوة الحزب لا يمكن ان تستخدم من اجل حماية القتلة، داعيا التحقيق الدولي الى اخذ مجراه للوصول الى الجناة الحقيقيين، لكنه لفت الى ان كلام الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله فيه تهديد عندما تحدث عن موقف سلبي للحزب في حال تحول الاتهام سياسيا.
وقال الجوزو في حديث لـ «الأنباء»: «انه بعكس كل المرات السابقة، كان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هادئا جدا، وهذه ظاهرة جيدة، فهو لم يكن ثائرا على ما قامت به المحكمة الدولية لجهة استدعاء أفراد وعناصر من الحزب، فهو يعتبر ان هؤلاء استدعوا كشهود».
أضاف: «ان البداية تكون هكذا، وأما بعد ذلك فمن الممكن ان يكون بعض هؤلاء متهمين، لأن بعض العناصر التي توالي «حزب الله» أو تدور في فلكه قامت بحملات شعواء ضد الرئيس الشهيد وكانوا متطرفين جدا في هجومهم عليه وكانوا متهمين بأنهم شاركوا في تأمين عملية الغطاء لعملية اغتياله، فمن هذا المنطلق أعتقد ان «حزب الله» لن يتبنى أمثال هؤلاء لأنه اذا تبناهم ودافع عنهم سيضع نفسه في موقع حرج جدا».
وتابع الجوزو «ان هذه الجريمة لا يمكن السكوت عليها، فهي ارتكبت بحق الأمة العربية وليس بحق لبنان فقط، فالرئيس الشهيد أعاد بناء لبنان وقدم له الكثير ومازالت بصماته واضحة ودامغة في الوحدة الوطنية والعيش المشترك، لاسيما لجهة إرسال الطلاب اللبنانيين الى بلاد العالم طلبا للعلم وكانوا من جميع الطوائف والمذاهب اللبنانية، بينما كان البعض يقدم لهم السلاح للتقاتل». وحول زيارة رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط لسورية قال الجوزو: «إن جنبلاط لديه طريقته في السياسة، واننا ندعو له بالتوفيق، وانني لست ادري اذا كانت ستستمر هذه المصالحة طويلا، واننا نسأل لماذا قامت القيامة في الماضي وحاولنا الاصطدام بالزجاج ووقعت الجرائم تلو الأخرى بسبب المواقف الكثيرة التي كان يطلقها هذا او ذاك؟ ثم بعد ذلك نعتذر عما حدث، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: «لا تعتذر»، يعني لا تقم بعمل تضطر بعده الى الاعتذار. وحول الهجوم على رئيس الجمهورية رأى الجوزو ان المعارضة هي التي تهاجم رئيس الجمهورية والتي تتضرر من مواقفه بالنسبة للذهاب الى أميركا، فهناك مصلحة في ان يكون لدى لبنان سلاح قوي، والجيش لابد من ان يتسلح بأسلحة متطورة وحديثة، وعندما تقدمها أميركا للبنان لا نستطيع ان نرفضها. وقال الجوزو: «اننا نرفض ان تكون أميركا وصية على اي طرف في لبنان، ولا نرضى بأن تفرض سلطتها على المقاومة، فهذه المقاومة هي ردة فعل وليست فعلا، وإذا كانت المقاومة تضر بمصالح أميركا، فإن إسرائيل تضر بمصالح المنطقة ككل، وعلى أميركا ان تحاسب إسرائيل قبل ان تحاسب المقاومة، لذلك لا يجوز ان تعطى أميركا اي فرصة لا تحت شعار الإرهاب ولا غيره، فلتحارب هي الإرهاب في إسرائيل»، مؤكدا ان كل المشاكل والخلافات في الدول العربية هي بسبب وجود إسرائيل في المنطقة.