أعلن عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري أمس الأول ان تيار المستقبل تحول رسميا الى حزب سياسي واسمه اليوم حزب تيار المستقبل، وأكد: «نحن في مرحلة يتم فيها استخلاص العبر للخروج من السلبيات كما ان هناك مسودة خاصة بالآلية التنظيمية تخضع للنقاش في الوقت الحالي»، وأوضح ان «الهيكلية الجديدة لتيار المستقبل تقوم على استيعاب حجم المحازبين الضخم على مستوى لبنان، ومراعاة الديموقراطية وتوزيع الصلاحيات بشكل عادل، وسيكون داخل التيار هرمية من مكاتب سياسية وامانة عامة ومجالس متخصصة، اضافة الى مجالس محافظات وصولا الى أصغر هرم».
و يستعد تيار المستقبل لإطلاق حزبه الموعود أواخر ابريل الجاري، وكانت اللجنة الخماسية التي تشكلت قبل ثمانية أشهر (ضمت كلا من الأمين العام المساعد صالح فروخ، والنائب مصطفى علوش، ونقيب المهندسين السابق سمير ضومط، وم.فايز مكوك وأحمد الحريري) عقدت الأسبوع الماضي في قريطم على مدى ثلاثة أيام اجتماعات متواصلة عرضت خلالها خلاصة أعمالها لوضع نظام أساسي ولوائح تنظيمية داخلية، ليصار لاحقا الى وضع النص الأخير وتحديد موعد انعقاد المؤتمر العام لانتخاب الأمانة العامة لتيار المستقبل والمكتب السياسي والهيئة التنفيذية.
ويتكون النظام الداخلي لتيار المستقبل من 6 أبواب تتناول مبادئ التيار وحقوق الأعضاء وواجباتهم والانتساب وسقوطه والهيكلية ومرجعيات الإطار التنظيمي، وكل ذلك في مواد يفوق عددها المائـة.
ومن أبرز الإصلاحات الداخلية عدم الفصل بين القطاعات المهنية ومنسقيات المناطق لمنع تضارب المسؤوليات وتعدد الرؤوس، وفي حين تقول مصادر قيادية في التيار ان أبرز أهداف الورشة التنظيمية تطوير التعامل السياسي والتنظيمي بين كوادر التيار وتعميق العلاقة مع المجتمع المدني بأطيافه كافة، وكذلك تعزيز الديموقراطية في العمل الحزبي، وان ما يدور الآن داخل التيار هو ذو صلة شديدة بوعي المتغيرات وحرص على سد الثغرات التي ظهرت خلال ممارسة السنوات السابقة، حيث برزت أخطاء تم الاعتراف بها تمهيدا لتحديد مكامن الخلل والأسلوب الأنسب للمعالجة، تقول مصادر من خارج المستقبل ان الأسس النظرية للتنظيم المحدث بنيويا والباقي على خطابه السياسي القديم تشبه في عناوينها العريضة تلك التي تحملها معظم الأحزاب اللبنانية، واذا كان التفاعل المناطقي بين الكوادر والقاعدة ورئيس التيار هو جديد «المستقبل»، فإن الانتقال من حالة التيار السابقة الى وضعية مختلفة يبدو غير حتمي.
وترى المصادر ان المناقشات السريعة التي شهدتها الاجتماعات التحضيرية لمنسقيات المحافظات في التيار دلت على ان الأولوية الحالية عند المسؤولين ليست «بلورة صيغة حزبية» جديدة يمكنها ان تمثل إضافة في هذا المجال تواكب ولادة «حزب المستقبل» المنتظرة أواخر الشهر الجاري، بل يتضح ان جهدهم يتركز على اجراء «نفضة» تغيير داخلية كانت مرتقبة منذ سنوات، وفرضت ظروف عدة تأجيلها.
وتتحدث المصادر عن لعبة شد حبال داخلي وعن تباينات في وجهات النظر بين أركان التيار، خصوصا في طرابلس والشمال، مشيرة الى ان الاجتماعات التي جرت خلال الأيام الماضية في قصر قريطم تداولت بعدد من الأسماء المرشحة لتولي المنسقين العامين في المحافظات ومن بين هذه الأسماء ترشيح النائب السابق مصطفى علوش كمنسق عام لـ «تيار المستقبل» في الشمال بدلا من المنسق الحالي عبد الغني كبارة.
وان التغييرات المقبلة على دائرة طرابلس بدأت تخضع لصراع نفوذ ضمن تيار المستقبل ينطلق من تمسك البعض بالمحافظة على دور النائب سمير الجسر الفاعل في التيار كونه المؤسس الأول له على المستوى الوطني وليس الشمالي وحسب، وفي حين تقول المصادر ان ثمة خلافا بين الجسر وعلوش لايزال غير علني، ينفي كل منهما وجود هذا الخلاف.
وتشدد مصادر «المستقبل» ردا على ما راج في شأن تبديل بعض الكوادر القديمة على ان مسيرة تيار المستقبل ستعتمد في المدى الطويل على الطاقات القديمة والجديدة في آن، لأن التيار هو مسيرة متكاملة، وعن الخطاب السياسي تقول ان جوهره موجود في الورقة السياسية التي قدمت في احتفال «البيال»، «ورغبتنا هي في التواصل مع جميع القوى، وخصوصا داخل الحكومة، ومنها من نلتقي معها استراتيجيا ومنها مرحليا ومنها جزئيا، ونتوخى من هذه العلاقات المصلحة العامة للبلد، وطموحنا ان نتواصل مع الجميع علما بأننا ما زلنا جزءا لا يتجزأ من 14 آذار».
ومع تشديدها على ان الثوابت لم تتغير وهي ذاتها الحرية والسيادة والاستقلال والمحكمة الدولية وبناء الدولة وحماية لبنان، تقول المصادر: «سنواكب في تيار المستقبل رئيس الحكومة في سياسته الانفتاحية وبعناوينها السياسية كافة، وخاصة مع سورية».