بيروت ـ محمد حرفوش
لا يلوح في الأفق اي دليل او مؤشرات على ان الدولة اللبنانية قادرة خلال فترة منظورة على حسم موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات الذي عاد مجددا الى دائرة الضوء، فالأحداث الأخيرة في معسكرات الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة في قوسايا وعين البيضا في بلدة كفر زيد البقاعية، اظهرت ان لا غطاء سياسيا سوريا او لبنانيا لحسم هذا الموضوع، رغم تكرار القول ان هذا الأمر تم التوافق عليه في طاولة الحوار الوطني.
سوء تفاهم
وبحسب المعلومات المتوافرة عن الأوضاع داخل صفوف الجبهة، فإن هناك نوعا من سوء التفاهم بين خالد جبريل نجل أمينها العام احمد جبريل وبعض قادة المعسكرات المسلحة التابعة للجبهة في لبنان، وان سوء التفاهم هذا هو الذي ربما أدى الى عزل بعض هؤلاء ودفع العقيد دريد شعبان للقيام بتحرك مسلح.
في غضون ذلك، يسود الهدوء معسكري عين البيضا وقوسايا، الا ان العناصر المسلحة بداخلهما ظلت في حالة استنفار وكذلك العناصر الموجودة في معسكر حشمش قرب دير الغزال في البقاع الأوسط.
ولاحظ سكان المنطقة حركة للمسلحين بين معسكري عين البيضا وقوسايا، كما يتداول الأهالي معلومات تقول ان الاشتباكات بين عناصر الجبهة أدت الى سقوط قتيلين وعدد غير محدد من الجرحى.
هذا وقد أشارت المعلومات الى ان عناصر القيادة العامة استحدثوا مؤخرا مواقع جديدة في جرود تلك البلدة مما مكنهم من توسيع سيطرتهم على التلال.
ويقول الأهالي ان حركتهم باتجاه الأراضي التي يملكونها هناك اصبحت شبه معدومة وان ما كانوا يحصلون عليه من اموال تنتج عن ضمان ارزاق «لوقف» البلدة، وقد توقف منذ سنوات، لافتين الى ان تغير الحال مرهون بتطبيق بند نزع السلاح الفلسطيني الموجود خارج المخيمات.
من جهته، لفت المسؤول الاعلامي في الجبهة الشعبية - القيادة العامة انور رجا الى ان القصف على الفلسطينيين سياسيا وأمنيا واجتماعيا والعمل على التمييز العنصري غير مقبول، مشيرا الى انه يجب ان يعامل الفلسطيني بجدية وان يتم احترامه، منبها الى ان من لا يتقيد بهذين الأمرين هو الذي يقوم باختراق السيادة اللبنانية، مشيرا الى ان قوى الأمن الداخلي وتحديدا فرع المعلومات فيها تقف وراء العقيد دريد شعبان منذ العملية ضد الجبهة الشعبية، وان النائب في البرلمان اللبناني عقاب صقر هو من نسق سياسيا مع المنشقين وأوعز لهم على ابواب زيارة الحريري الى دمشق بهدف اثارة ملف السلاح الفلسطيني خارج المخيمات بغية وضعه على طاولة البحث، معلنا ان لدى الجبهة الشعبية خمسة موقوفين لبنانيين يتم التحقيق معهم على خلفية الحادثة.
قوى الأمن تنفي
غير ان قوى الأمن الداخلي نفت في وقت سابق ما ذكره رجا حول وقوفها وراء الأحداث في قوسايا، كما صدر عن قوى الأمن الداخلي بيان يفيد بان الموقوفين الخمسة لدى الجبهة الشعبية تابعون لسرايا المقاومة وبالتالي لا علاقة لهم بفرع المعلومات. وردا على سؤال حول ما اذا كان يطالب بادخال السلاح الفلسطيني خارج المخيمات في الاستراتيجية الدفاعية أجاب رجا: لم لا؟ فهذا السلاح هو سلاح مقاوم، لافتا الى ان السلاح الفلسطيني يجب ان يناقش بجدية نظرا لوجود ظروف ظهر من أجلها هذا السلاح ولم يحن الوقت بعد للتخلي عنه، خصوصا في ظل الانتهاكات والخروقات الاسرائيلية التي تعترض الأجواء اللبنانية، مضيفا ان الفلسطيني ليس مكسر عصا، متسائلا في هذا السياق: لماذا لا يبحث ملف السلاح بهدوء ولا يتم التعاطي معه بنظرة ايجابية؟!