- التحالف بين «المردة» و«الوطني الحر» متين وقوي.. ومن المبكر الحديث عن صداقة بين الحريري وفرنجية إنما كسر جليد
- ننظر بإيجابية للتحول الجنبلاطي ولا شيء يمنع اللقاء معه.. وتنسيقنا مع «التقدمي الاشتراكي» داخل الحكومة ممتاز
- لا مشكلة لدينا في إجراء الانتخابات البلدية غداً.. و على الحكومة واجب إنجاز استحقاق التعيينات الإدارية
بيروت ـ داود رمال
أكد وزير الدولة يوسف سعادة انه لا مشكلة لدى تيار المردة في حصول الانتخابات البلدية غدا، متمنيا ان تأخذ الانتخابات طابعا إنمائيا بلديا، موضحا ان هناك استحالة لإقرار التعيينات سلة واحدة لأن عدد المراكز الشاغرة كبير، «ولكي تسير عجلة الدولة نحن بحاجة الى تعيينات جديدة وضخ دم جديد وعلى الحكومة واجب إنجاز هذا الاستحقاق»، مشيرا الى تحول في سياسة النائب وليد جنبلاط وهذا التحول إيجابي بالنظرة السياسية ونحن ننظر بإيجابية لهذا التحول، مضيفا ان النائب سليمان فرنجية لم يطرح نفسه يوما كوسيط بين أحد وسورية ولا يحبذ لعب دور الوسيط، معتبرا ان لا شىء يمنع حصول لقاء بين سليمان فرنجية ووليد جنبلاط، ولكن لا شيء محددا الآن.
ولفت سعادة الى ان العلاقة مع الرئيس سعد الحريري تأتي من مرحلة صاخبة وعدائية قبل تشكيل الحكومة، واللقاءات التي حصلت بينه وبين النائب فرنجية كسرت الجليد ومن المبكر الحديث عن صداقة بين الرجلين، نافيا وجود أي علاقة للمحكمة الدولية بتطور هذه العلاقة، مشددا على ان التحالف قوي وممتاز بين تيار المردة والتيار الوطني الحر والبعض يفسر الاختلاف في الأسلوب ومقاربة بعض الأمور بأنه خلل في العلاقة انما على العكس هذا التحالف متين وقوي، كاشفا انه كان طبيعيا ان يبادر سمير جعجع الى المصافحة خلال جلسة الحوار الأولى لكنه لم يبادر ولم يعد من لزوم لهذه المصافحة. قائلا: لا نريد للعلاقة الشخصية مع جعجع ان تكون موجودة لأنها ليست مهمة. وفيما يلي تفاصيل الحوار:
لماذا تيار المردة منكفئ عن التعليق على تطورات وأحداث سياسية حصلت مؤخرا بدءا بالحملة على رئيس الجمهورية وصولا الى المداهمة في عيون أرغش؟
نحن تيارنا السياسي ليس غائبا أبدا عن الساحة السياسية ونحن حاضرون دائما، ومواقفنا واضحة، وبالنسبة لموضوع الحملة على رئيس الجمهورية قلنا ان حملة الدفاع التي حصلت كان فيها من المزايدات الكثير، وكبّرت حجم الموضوع، وبالتالي كان بالإمكان علاجه بطريقة أهدأ وهذا أفضل بكثير لموقع الرئاسة، والكلام الذي حكي عن رئيس الجمهورية أعلنا اننا لسنا معه ونحن ضد هذا الكلام، ولكن في الوقت نفسه الأمر ما كان يحتاج الى هذه المزايدة بالردود وأعطي الموضوع حجما أكبر من حجمه وكأن رئاسة الجمهورية مستهدفة من فريق يمثل أكثر من نصف اللبنانيين وأوحى البعض وكأنها مستهدفة من خارج لبنان، وبالتالي كل هذه القصة لم يكن لها أي لزوم وفضلنا معالجتها بشكل هادئ وما حصل لاحقا أثبت بأحقية ما كنا نطرحه. أما موضوع عيون أرغش، فهناك تحقيق وهناك موقوفون لدى السلطات المختصة ونحن ننتظر نتائج التحقيقات.
بعد التوافق على آلية التعيينات هل سنشهد اجراء تعيينات لملء الشواغر سريعا؟
لا أتصور ان تتم التعيينات كسلة واحدة، وانما ستتم على دفعات، وهناك استحالة لإقرار التعيينات سلة واحدة لأن عدد المراكز الشاغرة كبير جدا، ولكن من المفترض ان تباشر الحكومة العمل بهذه الخطوة، لأن وضع الادارة في البلد سيئ جدا، ولا يمكن ان تنطلق عجلة الادارة في ظل هذا الواقع وهناك مشاكل كثيرة عند الناس ومصالحها معطلة لأن الإدارة لا تعمل بالشكل الذي يجب ان تعمل به، وهذا ملف أساسي على الحكومة مقاربته ومباشرة العمل فيه بكل جرأة بأسرع وقت ممكن طبعا مع مراعاة الكفاءة والنزاهة اللتين تم تضمينهما في آلية التعيينات، ولم يعد بالإمكان التهرب من هذا الموضوع، وكلما شغر منصب نكلف شخصا بالإنابة لإدارته، نحن قادمون على انتخابات بلدية، لدينا محافظان اثنان في كل لبنان، و«القائمقامين» جميعهم بالوكالة وبالتكليف هذا أمر غير مقبول، ولكي تسير عجلة الدولة نحن بحاجة الى تعيينات جديدة وضخ دم جديد وعلى الحكومة واجب إنجاز هذا الاستحقاق.
كيف قرأتم زيارة النائب وليد جنبلاط الى سورية؟
هناك تحول في سياسة وليد جنبلاط بدأت تظهر ملامحه قبل الانتخابات النيابية واتضح ذلك أكثر في اغسطس الماضي، بعدها دخل حزب الله بوساطة ونجحت في اتمام هذه الزيارة، نحن نرى انها تحول ايجابي بالنظرة السياسية للنائب جنبلاط، ولكن كيف سيحدد علاقته مع سورية؟ وهل سيلجأ الى اصطفاف جديد في الداخل؟ هذا امر يعنيه شخصيا ولا نتدخل في هذا الموضوع، لكننا ننظر بايجابية للتحول الذي حصل عنده.
في ذات السياق هل النائب فرنجية في وارد ترتيب زيارات لقيادات مسيحية الى سورية؟
نحن لم نطرح يوما انفسنا وسطاء بين احد وسورية، صداقتنا مع الرئيس الاسد ومع سورية معروفة ولكن لم يطرح سليمان فرنجية يوما نفسه وسيطا، في بعض الاوقات ربما يسمع كلاما ايجابيا من طرفين ينقل هذا الكلام بكل امانة، لكن دور الوسيط وتحديد الزيارات لم نلعب يوما هذا الدور وعادة لا يحبذ سليمان فرنجية لعب دور الوسيط.
تحدث كل من النائبين سليمان فرنجية ووليد جنبلاط بعد لقاء المصارحة في القصر الجمهوري برعاية الرئيس ميشال سليمان بأنه سيكون هناك تبادل للزيارات هل من لقاء قريب؟
ليس هناك شيء محدد الآن، ولكن لا شيء يمنع حصول اللقاء، بالنهاية بقدر تقاربنا في السياسة وفي النظرة السياسية بقدر ما تتأثر العلاقة بين رئيس تيار المردة ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، علما ان تنسيقنا في مجلس الوزراء ممتاز وعلاقتي مع وزراء الحزب التقدمي ممتازة جدا، ولا شيء يمنع حصول اي لقاء ولكن لا شيء محددا الآن.
ما صحة الكلام عن تباعد بين الرئيس سعد الحريري والنائب فرنجية؟
مع الرئيس الحريري نحن نأتي من مرحلة صاخبة وعدائية قبيل تشكيل الحكومة، واللقاءات التي حصلت كسرت الجليد، جرى الحديث فورا عن صداقة بين الرجلين، لا نستطيع الحديث عن ذلك، من المبكر الحديث عن صداقة، انما نقول ان الجليد كسر وتم تحديد نقاط إلتقاء بينهما، ايضا السياسة هي التي تقرب وهي التي تفرق وبقدر ما نرى نحن ودولة الرئيس ان نظرتنا السياسية متقاربة بقدر ما ستتعزز العلاقة بين الرجلين.
هل هناك علاقة للمحكمة الدولية بهذا التباعد؟
ابدا على الاطلاق، لا دخل لهذا الموضوع لان المحكمة الدولية مفصولة عن علاقتنا مع الرئيس الحريري، ورأينا بالمحكمة نقوله عند اللزوم ولم يحصل اي نقاش بيننا وبينه حول هذا الموضوع.
دائما هناك كلام عن طبيعة العلاقة بين النائب فرنجية والعماد ميشال عون ما حقيقة هذه العلاقة؟
التحالف قوي وممتاز بيننا وبين العماد عون، البعض ظن بسبب هذا التحالف المتين أننا اصبحنا حزبا واحدا، او تيارا واحدا، نحن تياران نلتقي حول الكثير الكثير من الامور، ولدينا نظرة واحدة ومتطابقة.
وأين اصبحت المصالحة المسيحية وتحديدا بين فرنجية وجعجع؟
نحن بكل صراحة نقول اننا لا نريد للعلاقة الشخصية ان تكون موجودة.
وهل جلسة الحوار الثانية قد تشهد المصافحة بين فرنجية وجعجع بعدما لم تحصل في الجلسة الاولى؟
انا بتصوري انه لم يعد من لزوم للمصافحة في هذه الجلسة، في الجلسة الماضية كان طبيعيا ان يبادر سمير جعجع الى المصافحة لكنه لم يبادر ولم يعد من لزوم لها وانعقدت الجلسة من دونها ولا لزوم لها وغير مهمة.