بيروت ـ عمر حبنجر
العقبات في طريق رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري الى دمشق، في زيارته الرسمية الثانية تتتالى، وهي سياسية حينا وادارية حينا آخر، وفي الحالين تبرز الحاجة الى توسيع دائرة تفهم كل طرف لمعاذير وأسباب الطرف الآخر، وسط هذه الاجواء الدولية والاقليمية غير المستقرة، او المأمونة الجانب.
ومن المؤكد ان «عقبة» ادارية، ظهرت في طبيعة تشكيل الوفد الاداري اللبناني الذي كان يتعين ان يزور دمشق امس في 14 الجاري، لم ير الجانب السوري ممكنا تجاوزها وتمثلت بغياب ثلاثة مديرين عامين من بين الخمسة الذين يتألف منهم الوفد بداعي السفر، وتمثيلهم بخبراء ومستشارين، ما اعتبره السوريون دون المستوى الاداري المطلوب.
ارتباطات خارجية
وأوضحت مصادر وزارية ان المديرين العامين لوزارات الصناعة والنقل والزراعة اضطروا للغياب عن الوفد نتيجة ارتباطات خارجية واعتماد ممثلين لهم، ما حمل الجانب السوري على ابلاغ بيروت انه ليس ضمن الهيكلية الادارية في سورية من يمثل المدير العام، لذلك تم التوافق على تأجيل الزيارة الى ما بعد الاحد المقبل.
مصادر سورية قالت ان رئيس الوزراء ناجي العطري هو من طلب الغاء اجتماع الامس وأبلغ هذا القرار الى الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني ـ السوري نصري خوري، «نظرا لأن لائحة الوفد اللبناني دون مستوى التمثيل السوري الذي كان على مستوى معاوني الوزراء» في حين ان الوفد اللبناني على مستوى مندوبين عن المديرين العامين، أو مستشارين.
المستشار السياسي لرئيس الحكومة، الوزير السابق محمد شطح اعتبر ان «المشكلة الطارئة» موضعية وتقنية وليس لها خلفيات سياسية، متوقعا معالجتها خلال الايام القليلة المقبلة.
بدوره النائب عقاب صقر (المستقبل) أشار من جهته الى تفهم الموقف السوري الذي جاء على مستوى عال من اللياقة والاحترام، مشيرا الى ان الغاية من الاجتماعات التمهيدية اغناء وانجاح زيارة الحريري لاحقا، وليس تخويفها من مضمونها كما يتمنى بعض المصطادين في الماء العكر.
موعد جديد
ولفت صقر الى ان تحديد الموعد الجديد هو رهن اعادة جدولة المواعيد.
وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي قال ان وزارته تكاد تكون الوحيدة التي حافظت على التواصل مع وزارة النقل السورية في عز الازمة بين البلدين. اما غياب المدير العام للوزارة عن الوفد فيعود الى الانشغال بوضع حجر الاساس لمعهد التدريب البحري في البترون.
أما وزير الصناعة ابراهام داديان فقد رد غياب المدير العام لوزارته الى وجوده في المغرب.
وزير الداخلية زياد بارود قال انه انتدب المدير العام للوزارة بالوكالة نقولا الهبر، بسبب شغور موقع المدير العام منذ 2005.
ومهما كانت مبررات تأجيل اجتماع الخبراء والاداريين، وقبلها تأجيل زيارة رئيس الحكومة، فلا شك في ان الغاء اجتماع دمشق الاداري أحدث صدمة نفسية للبنانيين المغتبطين برؤية وزرائهم ونوابهم يخوضون غمار كرة القدم على الملعب الاخضر للمدينة الرياضية، لأول مرة، بمناسبة مرور 35 سنة على اندلاع الحرب الاهلية، حيث كان الفوز لفريق رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي اعتمد الرقم 22 في الملعب، جامعا بين 8 و14 آذار، بهدفين دون مقابل.
العقبة الادارية التي عطلت رحلة الوفد الاداري اللبناني الى دمشق، بدأت تأخذ الطابع السياسي فيما خص الجولة الجديدة لمؤتمر الحوار المقررة اليوم الخميس، حيث اعلن العماد ميشال عون رئيس تكتل التغيير والاصلاح عزمه الانسحاب من المؤتمر حال إصرار البعض على طرح سلاح حزب الله.
وقد جرت مناقشة مستفيضة لهذا الامر في مجلس الوزراء الذي انعقد برئاسة سعد الحريري أمس.
طاولة الحوار مهددة بالانفجار
محطة القلق اللبناني الثانية تتمثل بالاجتماع الثاني لهيئة الحوار الوطني في القصر الجمهوري اليوم، حيث تطابقت معلومات الامانة العامة لـ 14 آذار مع معلومات مصادر عدة تفيد بأن الرئيس ميشال سليمان، قد يطرح في جلسة اليوم سحب موضوع سلاح حزب الله من التداول في اطار الاستراتيجية الدفاعية، والتركيز على تنفيذ قرار هيئة الحوار حول السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، يؤيده في ذلك الرئيس نبيه بري ورئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط والعماد ميشال عون.
واستباقا لهذا الموقف اجتمعت الامانة العامة لـ 14 آذار امس الاربعاء ودعت الى اعتبار هذا السلاح مادة خلافية خاضعة للمناقشة المستمرة كجزء من جدول اعمال الحوار واستراتيجيته الدفاعية، الامر الذي يهدد الحوار في الصميم.
كما برز تطور خطير امس تمثل بكشف أجهزة الأمن الإسرائيلية أن سلاح الجو كان قد أعد خطة هجوم على لبنان، قبل عدة أسابيع، في أعقاب وصول معلومات بتزويد «حزب الله» بصواريخ «سكود»، لكن تقرر عدم تنفيذها في اللحظة الأخيرة.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول أمني قلق أجهزة الأمن الاسرائيلية من قيام سورية بتزويد «حزب الله» بأسلحة كيماوية، وادعى المسؤول ان دمشق تكثف خلال الفترة الأخيرة من تهريب الاسلحة الى لبنان من مختلف الانواع التي تمتلكها، وهو الأمر الذي حدا بوزير الدفاع، ايهود باراك، الى تصعيد تهديده تجاه لبنان والإعلان عن أن إسرائيل لن تقبل بخرق التوازن العسكري.