بينما اكد النائب وليد جنبلاط قبيل زيارته الى دمشق انه باق في مكانه ولن يذهب الى اي مكان، في اشارة الى الاصطفافات السياسية في لبنان، يتوقع مسؤول في حزب الله ان جنبلاط «سيندفع الآن أكثر في اتجاه اعادة تصحيح موضعه».
وتقول مصادر معارضة ان التموضع الجديد لجنبلاط هو مع المقاومة التي كانت بوابته للعبور الى سورية اذ أكد على ثبات علاقته مع المقاومة وعلى ضرورة دعمها وحمايتها لاستكمال التحرير، وهذا الموقف كان لافتا في حديث جنبلاط «بعد الزيارة» حيث أشار الى موضوع التحرير، وقد خرج عن مواقف اعتاد عليها في «غربته السياسية» عندما كان يشير الى اتفاق الهدنة الذي يحكم الوضع عند الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية مع العدو الاسرائيلي، كما أقر بضرورة ان يبدأ ترسيم الحدود مع سورية من الشمال، وهذه نقلة نوعية في موقفه وتبدل عما كان يطالب به للتأكيد على انه في تموضع جديد.
وتضيف المصادر ان ما اعلنه جنبلاط في الايام الماضية بعد زيارته الى دمشق بدءا من المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد ساعات من الزيارة او المواقف التي نشرها في جريدة «الأنباء» الصادرة باسم الحرب الاشتراكي يظهر بوضوح ان جنبلاط حسم خياراته على مستوى القضايا الاساسية والثوابت التي تبني سورية على اساسها سياستها من كل الاطراف لبنانيا وخارجيا، وستشكل كل هذه المواقف والالتزام بالثوابت بداية جدية للانتقال من الموقع الوسطي الذي وضع نفسه فيه في الاشهر الاخيرة، الى حليف لقوى الممانعة على الساحة اللبنانية وحتى على المستوى الاقليمي.
وترى المصادر ان المشهد السياسي الداخلي سيشهد متغيرات كبرى في الاسابيع والاشهر المقبلة، ستؤدي الى تعديل موازين القوى السياسية لمصلحة قوى المعارضة، وهذا سيترتب عليه الكثير على مستوى اعادة النظر بعدد كبير من الاستحقاقات بدءا من قضية الاستراتيجية الدفاعية الى انحصار القوى المعترضة على شرعية سلاح المقاومة وصولا الى العديد من العناوين الداخلية الاخرى والتي قد يكون في مقدمتها موضوع تشكيل حكومة جديدة.