بيروت ـ عمر حبنجر
غبار التحرشات الاسرائيلية في جنوب لبنان في تراكم متواصل، حتى يكاد يحجب الاستحقاقات الداخلية المهمة، كالانتخابات البلدية التي بدأ العد التنازلي لأولى جولاتها منذ مطلع مايو، والاقليمية المرتبطة بتفاعلات الداخل، كالعلاقات اللبنانية ـ السورية، واللبنانية ـ الايرانية وارتباطهما بموقف لبنان، العضو غير الدائم في مجلس الأمن، من الملفات المطروحة أو التي يمكن ان تطرح على مجلس الامن والتي قد يسبب بعضها الاحراج الكبير للبنان.
وقبل الدخول في المستجدات الاسرائيلية التحرشية على الحدود الجنوبية، كشفت أوساط ديبلوماسية غربية لـ «الأنباء» ان سفيرة الولايات المتحدة في بيروت ميشال سيسون هي من ابلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري بعزم اسرائيل قصف قافلة شاحنات تنقل صواريخ لحزب الله داخل الاراضي اللبنانية، غير ان واشنطن طلبت من اسرائيل وقف العملية في آخر لحظة، حتى لا يتسببوا في اندلاع الحرب.
وتقول الاوساط ان سيسون أبرزت وثائق وصورا جوية للقافلة، لكن هذه الصور والوثائق، لا تحتوي على ما يؤكد انها تنقل صواريخ «سكود» كما زعم الاعلام الاسرائيلي ومن بعده الغربي العربي، وانها أي سيسون طلبت من الرئيسين بري والحريري العمل على وضع حد للخطر الذي قد يتأتى من عملية تسليم حزب الله السلاح.
العماد جان قهوجي قائد الجيش ادرج الاستفزازات الاسرائيلية الاخيرة على الحدود الجنوبية في سياق الاعتداء والاستدراج، مؤكدا خلال حضوره تمرينا عسكريا في منطقة «وطن الجوز» ان الجيش يقف بالمرصاد لتحركات العدو بالتعاون مع «اليونفيل»، الامر الذي أحبط مخططاته العدوانية وأجبره على الانكفاء.
في غضون ذلك، أحال الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تقرير ممثله تيري رود لارسن حول القرار 1559 الى مجلس الأمن الدولي لمناقشته في جلسة تعقد لهذه الغاية خلال الاسبوعين المقبلين لتبيان مدى التزام الاطراف المعنية بموجبات هذا القرار.
ويشدد التقرير على ان بند نزع سلاح حزب الله مازال غير مطبق، بل على العكس من ذلك فإن ترسانة الحزب العسكرية تتسع اكثر واكثر، وان التقرير سيطلع اعضاء مجلس الأمن على المعلومات التي تحدثت عن تزود حزب الله بصواريخ «سكود» استنادا الى معلومات استخباراتية اشارت الى عملية نقل هذه الصواريخ الى الحزب منذ شهر ونصف الشهر، وحينها كثفت الطائرات الاسرائيلية طلعاتها في الاجواء اللبنانية بشكل عام وفوق بيروت بشكل خاص.
الشيخ قاسم: إسرائيل لا تجرؤ
نائب الامين العام بحزب الله الشيخ نعيم قاسم استبعد إقدام اسرائيل على مغامرة جديدة في لبنان في الوقت الحاضر، معتبرا ان اسرائيل لا تملك خيارا مريحا وعليها ان تحسب حسابا دقيقا جدا قبل ان تغامر بعمل، رافضا تحديد موقف حزب الله اذا ما حصل هجوم اسرائيلي على ايران أو حصلت مواجهة سورية ـ اسرائيلية، حتى لا يقيد الحزب بموقف، لكنه توقع التهاب المنطقة حال حصول عدوان.
الوفد الإداري إلى دمشق غداً
في غضون ذلك، أنجزت الاستعدادات لزيارة الوفد الإداري اللبناني برئاسة وزير الدولة جان أوغاسبيان الى دمشق غدا الاثنين في سباقات البحث عن الاتفاقيات المعقودة بين البلدين.
وقال الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني ـ السوري نصري خوري ان الاجتماع المرتقب غدا الاثنين سيبحث في أمور مشتركة بين البلدين، لاسيما على صعيد الاتفاقيات، كما سيصار الى تحديد آلية للاجتماعات التحضيرية لهيئة المتابعة والتنسيق والاتفاقيات التي سيتم بحثها خلال زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى دمشق على رأس وفد وزاري موسع.
وتوقع خوري ان تطرح في الاجتماع امور تفصيلية عديدة، قد لا تنجز في اجتماع واحد، وربما يتطلب ذلك عقد اجتماعات اخرى من قبل لجان متخصصة.
بعد عودة جنبلاط مساء الى بيروت قال ان الزيارة التي التقى خلالها اللواء محمد ناصيف المفوض بالملف اللبناني والعماد حكمت الشهابي، كانت ايجابية ومريحة، وقد جرى حينها تذكير بمحطات الماضي للنضال المشترك في مواجهة مشاريع تفتيت لبنان ومقاومته.