بيروت ـ عمر حبنجر
الاسبوع السياسي اللبناني الطالع يبدأ اليوم الاثنين بزيارة الوفد الاداري اللبناني الكبير برئاسة الوزير جان اوغاسبيان الى دمشق للبحث في مصير الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، ويتوقف عند محطة الاربعاء حيث موعد انتهاء مهلة تقديم الترشيحات للانتخابات البلدية والاختيارية في مرحلتها الاولى التي تبدأ في الثاني من مايو.
ويتخلل هذا الاسبوع اللبناني زيارتان خارجيتان، الاولى خاصة للرئيس سعد الحريري الى روما وقد بدأت امس والثانية للرئيس ميشال سليمان الى البرازيل يوم الاربعاء.
وبين هذه المحطة وتلك يبرز العامل الجنوبي المتفاقم تحت ضغط الخروقات الاسرائيلية المتتالية لحدود السيادة اللبنانية برا وجوا، والخشية من ان يعود الجنوب وعبره لبنان ساحة الوغى الاقليمية.
ويدخل التجاذب الاميركي الاسرائيلي في خانة هذه الهواجس، خصوصا بعدما كسر الرئيس اوباما جدار «المحرمات» في العلاقة الاميركية الاسرائيلية، بموقفه الصلب الرافض للاستيطان في القدس وتمسكه بخيار الدولتين في القدس، وما زاد الطين الجنوبي بلة، قصة صواريخ «سكود» التي يزعم الاسرائيليون وصولها الى حزب الله في لبنان من سورية، بينما تجاهل حزب الله الحملة «السكودية»، مكتفيا بادانة الاخبار الملفقة التي تتناول سلاحه.
سؤال في محله
وفي هذا السياق الوزير علي العبدالله سأل عن اسباب عدم التحقيق بالاسلحة التي تأتي اسبوعيا من الولايات المتحدة لاسرائيل فيما هم يرفضون استقبال لبنان لصواريخ دفاعية.
واضاف في احتفال في الجامعة الاميركية يقول: نحن لا نقبل من احد ان يعطينا دروسا، واذا كان ثمة سلاح معطى في لبنان فهو لا يقارن بالسلاح المعطى لاسرائيل، وليس من واجب احد ان يحقق معنا في موضوع صواريخ «سكود».
إشارات دالة
وفي هذا المجال اطلقت القوات الاسرائيلية قذيفة اضاءة في سماء بلدة «العديسة» الحدودية، حيث كان ثمة تجمع اهلي، ما استتبع استنفارا للجيش اللبناني والقوات الدولية في بلدة العديسة.
وكان رئيس بلدية العديسة اسامة رمال كان يقيم حفل عشاء في منزله الذي يبعد عن الشريط الحدودي نحو 50 مترا، لمجموعة من الشخصيات، بينهم النائب د.علي فياض عضو كتلة الوفاء للمقاومة وقيادات من حزب الله وفعاليات من المنطقة، ما اثار ريبة ومخاوف القوات الاسرائيلية الموجودة على الطرف الآخر من الحدود، نتيجة كثافة السيارات المتجمعة في المكان، وبادرت الى اطلاق قنبلة مضيئة فوقه الامر الذي حمل المدعوين الى المغادرة وسط حال من الفوضى، لكن الجيش اللبناني اعاد ضبط الامور بالتنسيق مع القوات الدولية.
وقال بيان لمديرية التوجيه في الجيش اللبناني ان العمل الاسرائيلي يشكل تماديا في الاعتداءات التي دأب عليها العدو في الآونة الاخيرة.
النائب علي فياض وضع الحادث في خانة الخرق الاسرائيلي للقرار 1701 والتصعيد الاسرائيلي لترويع المواطنين بدعم اميركي.
فياض علق على القلق الاميركي من جراء تزويد سورية لحزب الله بصواريخ «سكود» بالقول ان التشجيع لاسرائيل بعينه، للقيام بمغامرة عدوانية ضد لبنان وتوفير الغطاء لها على المستوى الدولي.
وقال فياض ان واشنطن تضع نفسها في موقع الشريك في اي عدوان محتمل.
سمير فرنجية وأفكار بري
من جهته، رأى النائب السابق سمير فرنجية في طرح الرئيس نبيه بري لموضوع سلاح حزب الله على طاولة الحوار محاولة لايجاد مخارج وينم عن جهد مبذول لتقديم افكار جديدة، داعيا لعقد اجتماع طارئ للرؤساء الثلاثة لمناقشة الموضوع مع وجود خطر عدوان اسرائيلي ومرحلة حرجة تحتاج الى مبادرة سريعة للبحث في كيفية حماية لبنان.
لكن المطران بشارة الراعي الشخصية الكهنوتية المارونية البارزة رأى ان نزع سلاح حزب الله ليس بيد اللبنانيين انما يخضع لمعادلات خارجية، وقال لاذاعة «صوت لبنان» ان المطلوب هو توحيد القرار في استخدام حزب الله للسلاح تحت سلطة الدولة.
في الاطار عينه، توقف النائب مروان حمادة عضو اللقاء النيابي الديموقراطي امام لائحة الممنوعات من وحي ما يجري على طاولة الحوار وخارجها حول موضوع السلاح، وتسائل عن معنى الحوار اذا كان ممنوعا علينا ان نتحدث عن السلاح، وكيف يمكن ان نتحدث عن الاستراتيجية الدفاعية دون التطرق الى سلاح الجيش وسلاح المقاومة، حتى لو شئنا التنسيق بينهما يتعين ان نتحدث عنهما.
واكد حمادة تمسكه بمبدأ «لا سلطة فوق سلطة الدولة ولا سلاح في النهاية الا سلاح الجيش ولا قرار حرب او سلم الا من ضمن المؤسسات».
واضاف: كل اللبنانيين ينضمون الى حركة الدفاع اذا هوجم بلدهم.
الوفد الإداري إلى دمشق
الوفد الاداري الذي يغادر الى دمشق اليوم يضم الى جانب الوزير اوغاسبيان نحو 30 مديرا عاما وموظفا اداريا على إلمام بتفاصيل الاتفاقيات المطلوب مراجعتها.
الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني ـ السوري اوضح ان كل شيء سيطرح على الطاولة لابداء الملاحظات على الاتفاقيات وسيصار الى وضع آلية للمناقشة، لافتا الى وجود ملاحظات لدى الجانب السوري على اكثر من اتفاقية ارسلها الى لبنان منها اتفاقية النقل وان اتفاقية جاهزة تتعلق بوزارة العدل ونقل المحكومين بين البلدين.
وزير التربية والتعليم العالي حسن منيمنة قال ان زيارة الرئيس سعد الحريري الى دمشق ستكون قريبة جدا فور انتهاء اللجان المشتركة من عملها، واضاف: ما نتمناه هو ان تكون النظرة الجديدة من دون اي افكار مسبقة او اثقال، واننا نرغب في التوقيع على اتفاقيات جديدة لمصلحة البلدين لأننا نؤمن بأن هناك الكثير من المصالح المشتركة التي تفيد البلدين، ورأى منيمنة ان الزيارة ستكون اختبارا للطرفين وللتوجهات الجديدة.
واقرأ ايضاً:
الحوت لـ «الأنباء»: الاتفاق السعودي ـ السوري يذلل العقبات بين لبنان وسورية
.. ومصدر: العلاقة بين خادم الحرمين والأسد ممتازة والمطلوب من الحريري الالتزام بالتحولات
مصدر في 14 آذار لـ «الأنباء»: إرباكات للحكومة من باب التحركات المطلبية
أخبار وأسرار لبنانية
بيروت.. تجاذب «مسيحي» تحت سقف «لائحة المناصفة التوافقية»