في زحلة: صارح النائب السابق ايلي سكاف أركان ماكينته الانتخابية بقوله انه يخطط لهزيمة حزبي «الكتائب» و«القوات اللبنانية» اللذين تعتبران الأقوى مسيحيا داخل قوى 14 آذار. ونقل عنه هؤلاء قوله انه لن يمد يده باتجاه النائب فتوش ما لم يعتذر منه شخصيا ومن قاعدته الانتخابية على ما قاله طوال فترة التحضير لخوض الانتخابات النيابية.
لكن يبدو أن سكاف «سيبلع» اعتذار فتوش منه باعتباره أصبح من الماضي في اشارة الى الدور الذي لعبه عدد من الوسطاء في اعادة ترتيب العلاقة لتركيب ائتلاف بلدي يضمهما والنائب السابق خليل الهراوي الذي يشترط إسناد نيابة رئاسة البلدية الى ابن عمه سمير في مقابل إصرار النائب السابق سليم عون على أن تكون من حصة «التيار الوطني الحر».
كما ان سكاف على وشك الائتلاف وبفضل جهود «صديقة» مع النائب السابق يوسف المعلوف وشقيقه نعيم الذي لم يقطع الأمل في ترشيح صهره الضابط المتقاعد وليد الشويري لرئاسة البلدية بذريعة ان الاختلاف يمكن أن يمهد الطريق أمام التفاهم على اسمه كمرشح توافقي للرئاسة.
وتردد ان بعض الأطراف في قوى 14 آذار يدعم ترشيح النقيب السابق للمحامين في لبنان ميشال اليان (الذي تربطه صداقة بمنافسه في اللائحة المدعومة من سكاف جوزف دياب المعلوف)، وان هناك جهات في 14 آذار تفضل التعاون مع الرئيس الحالي للبلدية أسعد زغيب الذي تخلى عنه سكاف متهما إياه بأنه لم يكن فاعلا في الانتخابات النيابية الأخيرة «ولم يحلب معه صافيا» وفق التعبير اللبناني الدارج.
وفي تطور جديد عقد لقاء أمس الأول بين النائب نقولا فتوش وشقيقه بيار مع وفد من التيار الوطني الحر ضم النائب سليم عون ومنسق هيئة زحلة في التيار المهندس أنطوان أبو يونس، وجرى خلال الاجتماع الاتفاق على تأكيد التحالف بين الطرفين، وكانت زحلة قد شهدت في اليومين الماضيين تجاذبا سياسيا بين التيار الوطني الحر والكتلة الشعبية، خصوصا مع اصرار الوزير الياس سكاف على لائحة تخلو من الحزبيين وتقتصر على ممثلي العائلات الأمر الذي أثار تحفظا من التيار.
في كسروان: يحقق م.نعمة افرام نجاحا في سياسة التوافق التي اعتمدها في جمعية الصناعيين ويعممها الآن على البلديات، وتحديدا في كسروان، مسجلا اختراقا توافقيا مهما في بلدية جونية. وبعدما اتخذ افرام في الانتخابات النيابية الأخيرة موقف الانكفاء في ظل تعذر احتمالات التوافق، فإنه في الانتخابات البلدية ينتهج سياسة المبادرة والامساك بزمام العملية التوافقية، حيث أجرى على امتداد أيام اتصالات كثيفة مع مختلف القوى والقيادات المسيحية، وأفضت هذه الاتصالات الى توافق مبدئي على اعادة ترشيح أنطوان افرام (شقيق الوزير الراحل جورج افرام) لرئاسة مجلس بلدية جونية. وقد حظي هذا الترشيح بدعم فاعليات المدينة والأحزاب الأساسية، فيما تستمر المشاورات بين الفرقاء لاختيار الأعضاء. (يجري العمل على انسحاب هذا التوافق على بلديتي غزير وزوق مكايل وهما بلديتان أساسيتان على صعيد توزيع القوى السياسية والعائلية في المنطقة).
في عمشيت: بلدة الرئيس ميشال سليمان تم التوصل الى لائحة توافقية برئاسة رئيس البلدية الحالي الدآتور أنطوان عيسى وتألفت من جاك لحود نائبا للرئيس (تيار حر)، ونالت القوات اللبنانية للمرة الأولى عضوين في المجلس البلدي العمشيتي، فيما نال التيار الوطني الحر 7 أعضاء والكتائب عضوا واحدا.
ولكن هذه اللائحة أثارت تحفظات لدى بعض الأهالي في عمشيت لأسباب عدة أبرزها عدم مراعاة التمثيل العائلي التاريخي (تغييب عائلة «كلاب» مثلا، فيما تمثلت عائلة خليفة بعضو بلدي واحد وحرمت عائلات أخرى من التمثيل)، والشعور بالتهميش والتبعية السياسية، وغياب التمثيل النسائي.
ومن المآخذ الأساسية أيضا غياب الاستشارات في البلدة لتحديد الائتلاف. وقد تركت الحركة الائتلافية انطباعا انها لعبة تجميع القوى تحضيرا للمعركة الانتخابية النيابية المقبلة أكثر منها انتخابات بلدية انمائية بدليل التدخلات السياسية على جميع المستويات.
والأيام المقبلة ستشكل اختبارا لمدى صمود هذا الائتلاف في ضوء ما تردد عن وجود رغبة لدى الشباب في رفض الحلول الفوقية، وبالتالي الاستعداد لخوض المعركة بالتحالف مع المجموعات المتضررة منه.
في زغرتا: الأمور تتجه نحو معركة انتخابية يصفها البعض بأنها «حرب الزعامة» بين النائب سليمان فرنجية ورئيس حركة الاستقلال ميشال معوض الذي يخوض معركة رد الاعتبار والثأر للخسارة العام 2009 على غرار ما يفعله سكاف في زحلة. والتطور الأبرز الذي سجل، تمثل في زيارة «استثنائية» للدكتور سمير جعجع الى منزل معوض في الحازمية، ونادرا ما يخرج جعجع من معراب الا لزيارة قصر بعبدا أو بيت الوسط.
وفي هذا المجال تشير مصادر الى:
ـ ان فرنجية ينظر إلى الاستحقاق البلدي كاستكمال لمحطة الانتخابات النيابية، معتبرا أن إمساكه بأغلب بلديات القضاء أمر في متناول اليد، لكنه يحتاج إلى جهود كبيرة، لأنه في حال تحقيق خصومه نتيجة لافتة لهم فيها، فسيمثل ذلك انتكاسة كبيرة له، وسيرى مناوئوه أن عليه الاعتراف بوجود قواعد وقوى لا تدين بالولاء له وتنازعه زعامته في عقر داره.
ـ ان معوض أمام استحقاق انتخابي مفصلي جديد في أقل من سنة وهو في مستهل مشواره السياسي، ما سيجعله يستنفر من أجل حماية زعامة عائلية محلية مهددة بتلقي خسارة ثانية.
ـ ان القوات اللبنانية باتت ناخبا موجودا في زغرتا، خصوصا في قرى القضاء، ذلك أن مناصريها باتوا يعلنون ولاءهم السياسي فيها بعد سنوات من حرصهم على عدم القيام بذلك، مستفيدين من تحالفهم السياسي والانتخابي مع آل معوض، الذي شكل في جزء منه غطاء لهم.
في المتن: المعركة الانتخابية الأسخن في ساحل المتن الجنوبي ستكون في الحدث حيث كانت السباقة الى اعلان اللوائح.
فهناك لائحتان مكتملتان من 18 عضوا، الأولى برئاسة د.أنطوان كرم رئيس البلدية الحالي (المدعوم من قوى 14 آذار خصوصا القوات اللبنانية)، والثانية برئاسة جورج عون (المدعوم من التيار الوطني الحر).
أما في ساحل المتن الشمالي فتبرز في سن الفيل معركة سياسية بين لائحتين: الأولى برئاسة رئيس البلدية الحالي نبيل كحالة المدعوم من حزب الكتائب، والثانية مدعومة من التيار الوطني الحر.