بيروت ـ زينة طبارة
رأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي المقداد ان حزب الله لن يتردد يوما في الحضور الى طاولة الحوار الوطني، وذلك إيمانا منه بضرورة التواصل بين اللبنانيين، واستكمالا لما بدأه الرئيس بري في شهر مارس من العام 2006، حيث تقدم سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله الحاضرين آنذاك في مطالعة شفهية لمدة ما يزيد عن الساعة حول رؤية الحزب ونظرته في كيفية الدفاع عن لبنان، مؤكدا أن حزب الله سيبقى اليوم في طليعة المشاركين في الحوار والثابتين فيه، فيما لو كان الهدف منه مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، أما إذا كان الهدف سوق الحوار باتجاهات اخرى وتغيير عناوينه بحيث يصبح السلاح محور الحوار وبندا للتباحث به بين الفرقاء، فسيكون للحزب موقف آخر قد يصل الى حد حتمية الانسحاب منه.
ولفت النائب المقداد في تصريح لـ «الأنباء» إلى أن عملية التذاكي التي يمارسها البعض لن تؤول إلى تغيير الواقع المتفق عليه، إذ يعتبر المقداد أن البحث في السلاح يختلف بالشكل والمضمون والجوهر عن البحث بالاستراتيجية الدفاعية، مشيرا الى ان حزب الله يشارك في الحوار للبحث في كيفية الدفاع عن لبنان وكيفية صون سيادته، وليس لمناقشة ما يريدون تسميته بـ «مشكلة سلاح حزب الله»، مؤكدا ان السلاح سيبقى خارج التداول وهو خط أحمر لن يتمكن أحد من تجاوزه مهما علت أصوات البعض ومهما اتوا بنظريات من هنا وهناك، مؤكدا ايضا، وردا على سؤال عن مصير الحوار في ظل تمسك كل من الفريقين بمواقفه، أن الطاولة الحوارية مصيرها الاستمرار فيما لو تخلى البعض عن فكرة مناقشة سلاح المقاومة، معتبرا ان الكرة والحالة تلك في ملعب الفريق الآخر ليقرر مصير الطاولة وليس في ملعب حزب الله، مشيرا الى ان الشأن شأنهم فيما لو رفضوا مناقشة آلية حماية لبنان وكيفية الدفاع عنه بالشكل الذي يراه حزب الله مناسبا.
وعن كلام العماد عون عن عدم قدرة الجيش على مواجهة اسرائيل، رأى النائب المقداد ان الجميع يكن للمؤسسة العسكرية كل التقدير لما تقوم به من انجازات على المستوى الداخلي مشيدا بالامكانيات القتالية العالية على المستوى الفردي لضباطه وللرتباء والافراد فيه، معتبرا في المقابل ان هذا الجيش الذي لا يملك السلاح الواجب امتلاكه لمواجهة إسرائيل، والذي منع اساسا من التسلح بهدف منعه من التوازن العسكري مع الكيان الصهيوني، ليس بمقدوره صد الاعتداءات الاسرائيلية بالمقدرات العسكرية التي يمتلكها في الوقت الحاضر، معتبرا ان العماد عون بنى كلامه هذا وموقفه على ما سبق ذكره من وقائع مؤسفة لواقع تسلح الجيش.
وعن الاحداث الامنية الاخيرة التي ادت الى سقوط عشرة جرحى بينهم خمسة من الجيش خلال مواجهات عسكرية بين الاخير وآل جعفر في حي الشراونة في بعلبك، أعرب النائب المقداد عن اسفه لحصول مثل تلك الاحداث، مؤكدا ان حزب الله وجميع الانشطة السياسية في البقاع تقف بالمطلق ضد أي اشكال أمني سواء من الجيش أم مع أي مواطن لبناني، معربا عن امله في أن تتحلى قيادة الجيش بالحكمة وان يتحلى ايضا آل جعفر بمسؤولية عالية كي يتمكن الجميع من تجنب الخضّات الامنية التي لا لزوم ولا داعي لها.