بيروت ـ عمر حبنجر
طغى المشهد السياسي الحاشد في حفل السفارة السورية في بيروت بالعيد الوطني «عيد الجلاء» على مختلف الانشطة السياسية في لبنان امس، وكان لكثافة الحضور وتنوعه وقعه الخاص، حتى على المجالات البلدية المشحونة بالمنافسات وحتى الصراعات في بعض المناطق بينما بقيت العين مفتوحة على النوايا الاسرائيلية الغامضة حيال جنوب لبنان، انطلاقا من تصعيد الكلام عن دخول صاروخ «سكود» على خط المواجهة المحتملة، وما استتبع ذلك من مواقف وتصريحات للامين العام للامم المتحدة تصب في ذات الخانة.
الاحتفال الأول للسفارة السورية
المشهد السياسي الذي برز في احتفال السفارة السورية في بيروت بعيد الجلاء الرابع والستين شكل حدثا سياسيا فاجأ مختلف الأوساط السياسية اللبنانية، والديبلوماسية الغربية، لجهة كثافة حضور خصوم الأمس قبل الحلفاء.
فقد شاركت معظم قوى 14 آذار في الحفل، واعتبر النائب محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة ان هذا دليل على ان العلاقة بين البلدين اكبر من التمثيل الديبلوماسي الذي اقيم الاستقبال في كنفه بالسفارة السورية في بيروت، في أول احتفال لها على هذا المستوى.
وتقدم الحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري ومثل الوزير علي الشامي رئيس الجمهورية ميشال سليمان، والوزير عدنان القصار رئيس الحكومة سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط على رأس وفد من كتلته النيابية، وبين اعضائها النائب مروان حمادة، والنائب محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، والرؤساء السابقون حسين الحسيني وسليم الحص، ونجيب ميقاتي إضافة إلى وفود من كتلة المستقبل النيابية وكتلة نواب القوات اللبنانية، واخرى عن حزب الكتائب.
النائب وليد جنبلاط اعاد التأكيد على ثوابت العلاقة مع سورية. وهي اتفاق الطائف وعروبة لبنان والهدنة وحماية المقاومة. وسئل جنبلاط عن معنى حضور شخصيات من قوى 8 و14 آذار فأجاب سائله: عليك ان تسأل قوى 8 آذار و14 آذار، فأنا صرت في الوسط. أما النائب والوزير السابق ايلي فرزلي فقد اعتبر ان سورية جزء من الوفاق الوطني اللبناني.
القوات والكتائب
وكان لافتا حضور الوفد «القواتي» الذي ضم وزير العدل ابراهيم نجار والنائب طوني أبو خاطر وجورج عدوان، الذي حرص على القول إنه جاء بقناعة منه بضرورة تحقيق علاقة من دولة الى دولة بين لبنان وسورية.
أما وفد كتلة المستقبل فقد ضم خمسة نواب بينهم د.احمد فتفت وعمار حوري ومحمد الحجار وكلاهما من اشد مناصري كتلة لبنان اولا. نائب حزب الكتائب فادي الهبر حضر ممثلا لرئيس الحزب أمين الجميل يرافقه سامر سعادة وشاكر عون الذي تلقى دعوة شخصية لحضور الحفل، لكن بعد التشاور على قيادة الحزب، اثر ارسال ممثل عنه، دون الحضور شخصيا. النائب مروان حمادة، كان حضوره في احتفال السفارة السورية لافتا ومفاجئا للغاية بسبب مواقفه الحاسمة من السياسة السورية وقد حضر وشارك وتحرك بين الحضور الكثيف وسط متابعة بعض الديبلوماسيين الغربيين وخصوصا سفيرة بريطانيا فرانسيس غاي التي بدت متعجبة لهذا «الانقلاب» في طبيعة العلاقات بين قوى 14 آذار وسورية، حمادة الذي استهجن الاستغراب من حضوره المفاجئ، قال انا هنا بصفة نيابية رسمية لمعايدة الشقيقة سورية.
التكامل بين البلدين
من جهته السفير السوري علي عبدالكريم عريف الحفل ألقى كلمة شدد فيها على السير بالعلاقات بين البلدين الى التكامل، مؤكدا على التحديات المشتركة، واشاد بالوفاق الوطني اللبناني والتكامل بين الشعب والجيش والمقاومة، متفائلا بمستقبل اكثر عافية في ضوء الوفاق الوطني اللبناني المتسع، والايخاء اللبناني السوري، واذ اكد عبدالكريم ان يد سورية ممدودة وقلبها مفتوح لأشقائها لكنها ترفض المساومة على الكرامة والحقوق قال ان سورية ترى في فرح لبنان فرحها، وفي قوته قوتها، تحزن لحزنه، وتطرب لأي نجاح يحققه.
الانتخابات البلدية
في هذه الأثناء تتسارع الخطوات باتجاه المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية في جبل لبنان في الثاني من مايو، ويقفل اليوم الاربعاء (منتصف الليل) باب الترشيحات لعضوية المجالس البلدية والاختيارية.
ووسط ضجيج المنافسات العائلية والحزبية تستمر المساعي لتحالفات توافقية توفر على الزعامات السياسية امتداد الصراعات البلدية الى قواعدها الشعبية، وقد وفق سعاة الخير في معظم المناطق، لكن حرارة المناقشات مازالت اعلى في المناطق المسيحية.
وفي معلومات لـ «الأنباء» ان النائبين وليد جنبلاط وطلال ارسلان توافقا على تجنيب مناطق الجبل الحزازات الانتخابية، وتوافق النائب دوري شمعون مع التيار الحر في دير القمر، ويعتبر الصراع البلدي محدودا في إقليم الخروب بينما تحتدم المنافسات بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر في مختلف مناطق الجبل عدا بلدة سوق الغرب حيث غلب التوافق.
واقرأ ايضاً:
«البيال» من منصة هجوم على سورية إلى منبر لإعلان عودتها المظفرة
سورية تنفي مزاعم تهريب الـ «سكود» لحزب الله وتتهم إسرائيل بخلط الأوراق
بلديات 2010
مصدر في 14 آذار ينفي تسريبات عن تعديل وزاري بعد «البلديات»
القاضي العنيسي يستكمل استجواب بيار الضاهر
حيطة وحذر في المخيمات